أطلب منك لحظات من الاهتمام لأن
الموضوع لا يحتمل التأجيل أو السكوت عليه.
لن أطيل عليك بمقدمات فالحكاية ببساطة
هى عودة الرئيس مبارك للحكم مرة أخرى.
لقد وصلتنى مجموعة من الرسائل على
بريدى الالكترونى أغلبها حمل هذا النص :
"بعد أن دبر الرئيس مبارك
اتفاقاته مع القائمين على إدارة شئون البلاد و الانتهاء من التعديلات الدستورية و
وضع إمكانية لإنشاء الأحزاب بالإخطار فقد جرى اتفاق بين الرئيس السابق و مجموعة من
كبار القيادات السياسية لعودته مرة أخرى للحكم إلى حين وضع دستور جديد و فى مقابل
عودته سيتم الاتفاق على إعادة أمواله لمصر و إعطاء الفرصة الكاملة لأى جماعات أو
احزاب للوصول إلى مجلس الشعب مقابل السكوت عن هذه الصفقة على ان يتم خروج الرئيس
مبارك بشكل يناسب تاريخه العسكرى".
إلى هنا ينتهى النص الذى يتشابه فى
مضمونه مع عديد من الرسائل التى وصلتنى و لقد كذبت بعينى ما رأيت خاصة و أن الجيش
قد أكد أن الرئيس انتهى حكمه و أنه رهن الإقامة الجبرية.
لكن ما لفت نظرى هو أن أحد الأشخاص
الذين أعرفهم جيدا و قال لى بالحرف الواحد : الريس راجع تانى.
و نطق بكلماته و على وجهه معالم الجد
بغير هزار و أكد لى أنه أثناء وجوده فى مركز الكمبيوتر الذى يمتلكه جاء له خمسة
أشخاص قرروا حجز الأجهزة لمدة ثلاث ساعات.
و لفت نظره أن واحدا منهم يتحدث فى
موضوع الثورة و النزول لحمايتها يوم الجمعة و أنه ستحدث أعمال شغب و ضرب و بلطجة و
نهب بينما الأربعة الآخرين يتحدثون بصوت عال بشكل لا تظهر منه ملامح أحاديث هذا
الشخص المتحدث عن الثورة.
و لفت انتباهه أن الشخص المتحدث عن
أعمال البلطجة التى ستحدث أنهى حديثه بعد ساعة و نصف و قام و الأربعة الذين معه
صحبوه مثل ظله رغم أن حجزهم يصل إلى ثلاث ساعات لكنهم خرجوا سريعا.
لم يهدأ صاحب مركز الكمبيوتر و ارتاب
فى أمرهم فقرر العودة إلى جهاز ذلك الشخص الذى تكلم عن الثورة و النزول يوم الجمعة
و إجهاضها و استمع لتفاصيل كل ما قاله نتيجة لوضعه برنامج يسجل الدردشة عبر
الانترنت.
و جاء فى المحتوى المسجل أنه سيتم
القيام بأعمال شغب و سرقة و نهب فى وسط البلد و العديد من المحال التجارية بشكل
يهدد الوضع فى مصر و يدفع المستثمرون لعدم إكمال عمليات البيع و الشراء فى البورصة
و ان يوم الجمعة المعد لإنقاذ الثورة سيشهد حوادث قتل تفجر الوضع و تؤدى لحالة من
الهرج و المرج بشكل يضرب باستقرار البلاد.
و هنا سيأتى دور الرئيس مبارك الذى
سيقرر الظهور على الساحة من جديد .. من خلال قيام البسطاء من الشعب بالتغنى بعودته
مرة أخرى .. على نغمة أن الاستقرار فى
عهده لم نذق مثله.. و سيجرى الرئيس حوارا مع الـ CNN يتحدث فيه عن الحالة المصرية و عن رغبته فى
إنقاذ البلاد و ضخ أمواله فى عجلة الاقتصاد المصرى و غيرها من هذه الشعارات و
سيقوم بالاتفاق مع مجموعة من رجال القانون بإيجاد مخرج قانونى لخروجه من التهم
الموجهة له و التى لا تتعرض له حتى الآن بمحاكمات عاجلة و هذا يفسر فكرة الفرق بين
التخلى و التنحى.
فالتنحى هو ترك المنصب نهائيا و لم
يفعلها مبارك لأنه يعرف أن الشعب لن يخرج مناديا بعودته للحكم مثلما حدث مع الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر و لكنه بعد اتفاق مع رجال القانون قرر إطلاق لفظ التخلى
ليظل فى إدارة المنصب إذا اراد العودة بشكل قانونى و الهروب من اى تهم توجه له.
و هنا تتأكد الشكوك حول وضع موعد
انتخابات مجلسى الشعب و الشورى فى شهر سبتمبر و بعدها الرئاسة فى شهر 12 من هذا
العام.
فالرئيس المتخلى كانت ولايته ستنتهى
فى سبتمبر و الانتخابات لمجلسى الشعب و الشورى كان محددا لها فى شهر يونيو و إذا
عدت لأرشيف الصحف و التسجيلات على مواقع الانترنت ستجد أن هذا هو وقتها و أن
انتخابات الرئاسة كانت ستتم فى سبتمبر.
و لا يجوز بشكل قانونى أن تكون
انتخابات الرئاسة فى شهر سبتمبر لأن وقتها سيكون هناك رئيسين أحدهما متخلى عن
المنصب بشكل مؤقت بينما الثانى سيكون مرشحا منتخبا و وقتها تحدث حالة من اللغط
اللادستورى.
و لهذها جاءت مواعيد انتخابات الرئاسة
فى شهر 12 منعا لهذه البلبلة و وقتها يكون الرئيس فى المنصب حتى يخرج بشكل لائق و
وقتها تكون امواله هى حسنته الوحيدة ليتعاطف معه المصريون.
و كل ذلك بعد إثارة حالة من الفوضى فى
يوم جمعة إنقاذ الثورة حتى يتم السيناريو بهذا الشكل المؤسف و الخطير إن صدق.
و لقد قرر صاحب هذا المركز تقديم هذه
التسجيلات للجهات السيادية حتى لا يحدث ما يحمد عقباه فى يوم إنقاذ الثورة و لك أن
تعرف خطورة ذلك الأمر خاصة و أن الأحداث الأخيرة جعلت الناس تخشى من وجود هدم للثورة
المصرية و إفشالها فى النهاية.
هذا هو ما أردت ان أقول لك لعلك تهتم
او تفكر فى حقيقة الموضوع خاصة و أن هناك أمور خطيرة أخشى أن أكشف عنها لأننى غير
متاكد منها بعد.. لكن كل ما هو مؤكد لدى أن كل ما كتبته فى السطور السابقة يخرج من
رحم كذبة أبريل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق