2011/03/31

وجع دماغ

الواحد حاسس إن الكلام فى دماغه داخل فى عركة كبيرة لأجل ما كل كلمة تلحق تنزل على السطور قبل أختها بدلا من الموت.

و بما أن الموت علينا حق .. فلدى شعور يرى أن الكاتب و هو مفترض أن يكون إنسانا مثل غيره يشعر بالموت و هى حى يرزق.

إن الكاتب يشعر بالموت عندما يقرر الإمساك بقلمه و فجأة يجد كل الأفكار التى تعشش فى دماغه ذهبت و تاهت و خرجت لا على الورق لكنها خرجت فى الهواء مثل دخان سجائر يلف حول رأس المدخن ثم يختفى.

و الكاتب يموت و لا تهرب منه فكرة لا يستطيع التعبير عنها .. فالفكرة عند الكاتب هى وسيلة يستخدمها لإرسال صوته إلى القراء الذين يجلسون فى أى مكان و بين يديهم ما خطه سواء أعجبهم المكتوب أو لم يعجبهم .. فهم لا يعرفون أن صاحب هذه السطور ربما طلعت عينه حتى يقدم لهم هذه السطور و ربما يعلم جيدا بهذه المعاناة فيرى أن ما يفعله الكاتب هو نوع من الجنون لأنه ما الذى يجبر الإنسان أن يعصر دماغه ثم عليه أن يجمع هذه العصارات و ينمقها و يرتبها ثم يضعها هدية فى يد القارىء؟

أسئلة كثيرة تدور فى ذهنك ربما تدور تساؤلاتك حول ما وراء هذه المقدمة الطويلة العريضة.

و لأن الصراحة راحة و أنت يجب أن تحظى بكل الراحة و أنت تقرأ فهنا أقول لك .. أننى لا أجد ما أكتبه لأصارحك به !!

تتعجب منى إذن و ربما تترك السطور و تلعن اليوم الذى قررت فيه قراءة ما أقدمه لك لكننى أتوسم فيك خيرا و صبرا و كرما فى أن تجيب معى على السؤال التالى : لماذا جئت لقراءة ما أكتبه ؟

إذا كانت لديك إجابة فيا بختك لأننى أحسدك على قدرتك فى تحديد سبب القراءة لما أكتب.

أما العبد لله فهو لا يعرف لماذا يكتب و يقدم لك هذه السطور ؟

هل يريد العبد لله أن يوجع دماغك أم أنها محاولة منه لأن يقول لك .. إن الكاتب بلا فكرة يريد توصيلها للقارىء يصبح عقلا ميتا لا فائدة منه؟

إذا وصلت لك الفكرة فهذه شهادة منك فى حقى أعتز بها لأنها تمنحنى الحياة.

أكتب إيه ؟

مش عارف أكتب إيه ؟!
و لا عارف أقول إيه ؟!
يمكن كلامى خلص يا سعادة البيه
و أنت قاعد مرتاح
و فى جيبك أكتر من جنيه
لكن دماغى كلها دوشة
و عيال قاعدة تخبط و تقول
هيييييييه
مش عارف أكتب زى زمان
و كأن قلمى مات و مالوش مكان
و دماغى بقت مهلبية على بتنجان
وأنت قاعد تشوف كلامى
و أخرتها تقول لى
كفاية جنان
و استهدى و أرجع زى زمان
و قول لقلمك الزنان
اركز و انت تعرف تكتب إيه

2011/03/11

بطاقة الرئيس


نظرت إلى بطاقتى الشخصية فوجدت صورتى و اسمى و عنوانى ثم قلبت وجه البطاقة لأجد وظيفتى مكتوبة .. و هنا سألت نفسى : ما هى مهنة الرئيس السابق (المتخلى عن منصبه) الآن؟

إذا كان الرئيس السابق حسنى مبارك يمتلك بطاقة شخصية فمن المؤكد أن وظيفته ستكون : رئيس جمهورية مصر العربية.

لكن بعد أن قرر تخليه عن المنصب هل سيتقدم الرئيس السابق إلى أقرب قسم تابع له فى شرم الشيخ و يطالب بتعديل مهنته فى البطاقة ؟!

يعنى نفترض مثلا إن الرئيس السابق قرر النزول و المشى فى الشارع و فاجأته لجنة من لجان الشرطة التى بدأت تعود كقطرات المطر .. و مفترض وقتها أنه سيسير مثل أى مواطن عادى بلا حراسة .. فهل وقتها عندما يرى الضابط بطاقته سيلقى القبض عليه لأنه ينتحل وظيفة لا يعمل بها ؟!

و هذا الانتحال يأتى فى حالة عدم تغيير الرئيس السابق لبطاقته من حيث المهنة.

و لهذا أطالب بتغيير مهنة الرئيس السابق إذا كانت مكتوبة على ظهر البطاقة : رئيس جمهورية مصر العربية.

فعليه أن يغيرها لأن هذا سيكون تزويرا فى أوراق رسمية و خاصة مع وجود تهم نهب و سلب موجهة لسيادته فالحكاية مش ناقصة وجع دماغ .. و بعدين أخاف أصحى من النوم و تطلع وقفة احتجاجية تنادى بتغيير البطاقة للرئيس ثم تخرج علينا شعارات تنادى بجعل أقرب يوم جمعة هو : جمعة تغيير البطاقة الشخصية للرئيس.

و لى طلب آخر أن يخرج الرئيس السابق أو من يوكله نيابة عنه فى طلب أوراق مستخرج البطاقة و يمر بالمسيرة التى يتحملها أى مواطن مصرى .. فيقف فى طابور و يضع بياناته على الاستمارة و ينتظر مدة لأخذ البطاقة بالمهنة الجديدة.. و لا يحصل على البطاقة فى غمضة عين .. فعلى الرئيس السابق أن يعرف أن الكوسة يجب أن نعلن وفاتها مع نهاية عهده.

معلش يا سيدى .. حاكم كل هذه الخواطر دارت فى رأسى و لا ألعاب مدينة الملاهى عندما رأيت مهنتى على البطاقة الشخصية..  لكننى خرجت من كل هذه الخواطر بموضوع شغل رأسى خصوصا مع المليارات المتلتلة التى تملأ جيوب و خزائن المسئولين و الوزراء السابقين (الحرامية) و يستحقون هذا اللفظ عن جدارة إذا ثبتت عليهم التهم.

و الموضوع الجديد يا سيدى يدور حول قصة على بابا و الأربعين حرامى و كنت قد وصلت إلى رأى يرى أن على بابا هو كمان حرامى لأنه دخل المغارة بمقولة : افتح يا سمسم .. ثم أخذ ما لذ و طاب دون أن يكون من حقه و دون أن يبلغ عن حقيقة المغارة و يأخذ 10% من كنوزها .. لكن يمكن الحكاية بتاعة العشرة فى الميه لم تكن مقررة لديهم فى ذلك الوقت .. لكن فى النهاية على بابا حرامى من وجهة نظرى المتواضعة.

فلو كل حاكم كانت بطانته من وزراء و مسئولين يعيشون على بحر من الأموال المتلتلة اللهم لا حسد إذا كانت من عرق جبينهم .. و لكن إذا كانت هذه الأموال جاءت بالهبش و الفتونة و على طريقة اخطف و اسرق و اجرى .. فهل هذا الحاكم تكون مهنته على بطاقته الشخصية بعد ترك المنصب و إثبات التهم عليه بالسلب و النهب هى : كبير الحرامية؟!

إذا كانت هذه هى الإجابة الصحيحة .. فأرجو أن تكتب فى خانة المهنة لدى أى حاكم سابق ((حرامى)) .. حتى يصبح عبرة و عظة أمام أى حاكم لاحق.

2011/03/09

دفعة التغيير

أشعر اليوم بسعادة بالغة .. لا لأننى وجدت كنزا فى مغارة على بابا .. أو لأننى حصلت على إشادة من المحيطين بى فى عمل قمت به .. لكننى سأجيبك:سعادتى فى اشتراكى بمظاهرات كليتى الحبيبة لقلبى التى تتواجد فى جامعة القاهرة..كلية الإعلام.

هذه هى المرة الأولى فى حياتى التى أقف فيها داخل مظاهرة .. أعبر عن رأيى .. أهتف من قلبى .. أنادى باقتناع و الحرية أتنفسها.

عدة ساعات مرت فى لمح البصر لكننى عرفت فيها معان كثيرة .. أن السعى وراء الحق به لذة لا يشعر بها إلا المدافع عنه كمثل الجائع الذى لم يذق الطعام من سنين و ما أن يجد الطعام يصبح فى غاية السعادة.

كان طعامنا فى المظاهرة ليس بكنتاكى و لكن طعامنا هو تغيير سفينة الفساد التى أبحرت تغنى باسم نظام بينته الأيام بأنه يجمع شلة حرامية لا تعرف غير السرقة و لم تتعلم سوى النهب و حلفت يمين طلاق على النزاهة و من يومها خلعت الشرف و غطت نفسها بكل تهبيش و تهليب من قوت الغلابة المطحونين.

و أصل الحكاية فى كليتنا أن العميد الدكتور الأستاذ كان من بقايا أتباع النظام الميت الذى يدعى : الحزب الوطنى.

كانت وظيفة أستاذنا هى تلميع صورة الحزب الوطنى و نعت الشباب بـ(عدم وجود هدف محدد لدي كثيرين منهم).. و جاءت ثورة 25 يناير لتبين له أن الشباب ليس ضائعا و يعرف حقوقه .. يتعامل باحترام .. و لا يركب موجة أو يمتلك أجندات..بينما الحزب الوطنى يعيش على وهم و أضف من عندك ما تشاء.

خابت اجتهادات الأستاذ الدكتور رغم حنكته المعروف بها و هنا تأتى رياح التغيير فلا تعرف أن تمر دون مسح أى رموز للنظام السابق.

و كان الدور على الدكتور العميد .. و بعد اجتماعات و مناقشات يتبين أن الأساتذة قد أيدوا بكل ثقة بقاء العميد.

طيب يا سيدى (القارىء) أنا طالب مجنون و تعالى نحسبها بالعقل..لو العميد استقال و رشح نفسه و هناك أساتذة تثق فيه و تؤيده .. فهذا معناه نجاحه فى انتخابات الترشح على منصب العميد.

لكن العميد الأستاذ الدكتور أعلن :عدم ترشحه أثناء مداخلة تليفونية له فى برنامج الحياة اليوم.

الأستاذ الدكتور سامى عبد العزيز .. لقد علمتنى كيف أكون صاحب رأى و أحكم على الأشياء بعقلانية .. و لهذا فأريد حضرتك أن تضرب المثل بالخروج بالاستقالة إذا كنت لا تنتوى الترشح.

و سيخرج البعض و ينادى بلوائح الجامعة التى نسير عليها .. و لكن من باب أولى أن تكون كليتنا (الإعلام) هى المثل فى المطالبة بنظام انتخابى لكافة المناصب الجامعية من رئيس الجامعة إلى العمداء و مرورا برؤساء الأقسام و وكلائها.

حدث ذلك فى جامعة أسيوط رغم التغنى بنغمة اللوائح و بالتالى لا ندعو هنا إلى تقليد و إنما إعمال العقل و التغيير للأفضل بالانتخاب.

و هذه الرؤية أؤيدها كما يقدمها الدكتور الفاضل محمود خليل..فهو يقف مع الطلاب.. و لا يمتنع عن مساعدة أبنائه الطلاب..  يهتف و ينادى معهم و بجواره الدكتور سليمان صالح الذى دائما ما كان يرى فينا الأمل و صدق كلامه رغم أننا وقتها كنا نعتقد عكس ذلك.

رأيت أيضا الدكتورة سهير و هى مثل من سبقوها فى الذكر من قسم صحافة..تهتف و تدعو معنا للتغيير نحو كلية حرة تقدم صورة علمية متطورة بمعنى الكلمة بلا شعارات تنادى بأشياء و لا تفعل بها.

هذه المظاهرة خرجت منها أيضا بحميمية مع دكتور عزيز على قلب زملائى فى قسم الصحافة..متواضع كما يصفوه..يستمع لهم و يناقشهم..له قرب شديد من زملائى و لا يختلفون على حبه..إن زملائى فى قسم صحافة يرونه أبا روحيا لهم..أستاذ و أب يتعلمون منه..إنه الدكتور هشام عطية.

لم أتعامل معه كثيرا لكننى فى ساعات المظاهرة شعرت أن الكلام عليه ليس نفاقا و لكنه الشخص المحبوب الذى يستحق حب من تعامل معهم.

تعلو الهتافات و تتحد على نغمة واحدة:الطلبة و الدكاترة إيد واحدة.
و كنت طالبا و بجوارى الدكتور هشام عطية و يدى ممسكة بيده دون أن أشعر و تعلو أيدينا مع أصوات الهتاف.

حضرته من قسم صحافة .. و العبد لله من قسم إذاعة .. لكن الروح التى نهتف بها روح واحدة تنادى بحق.

عرفت التحضر من المظاهرة التى شارك فيها غالبية قسم الصحافة و عقبال يا كريم يا رزاق لما قسم إذاعة المحبب إلى قلبى يفيق على يد الأحرار الذين أعرفهم فيه و كانوا بجوارى فى المظاهرة و غيرهم غابوا لكننى أعرف رأيهم الذى مع الحرية دائما.

لقد شارك زملائى بالسنة الرابعة فى هذه المظاهرة و تشرفت بالانضمام إليهم..و نؤكد أننا لا نريد أى مصلحة..فنحن بحمد الله إذا لم يلعب القدر فى مسارنا العلمى سنتخرج بعد شهور قليلة و لهذا إذا نجحنا فى جعل تولى مناصب الكلية بالانتخاب .. فـياريت فى احتفال تخرج دفعتنا أن يكون اسمها:دفعة التغيير..و هذا اقتراح لكم أن تاخذوا به و لكم أن ترفضوه .. طالما نعيش على الحرية.

(( و فى المستقبل هيكون لك شأن كبير و أنا هفكرك )).
كانت هذه جملة ترددت على لسان أستاذى الدكتور سامى عبد العزيز الذى وجهها لى فى سنة أولى خلال أخر محاضرة لنا فى السنة الدراسية .. و إذا صدق توقعه بمشيئة الرحمن .. فهذا يعنى فى حالة نجاح مطالبنا أننى استطعت فى مقتبل مستقبلى أن أغير مع زملائى نظام التعيين بالجامعة إلى نظام قائم على الانتخابات التى تختار الأكفأ.. فهل يحدث ذلك أم لا؟