2010/12/31

كل سنة وأنت

·      مطمن على مستقبل أولادك سواء كنت فى الحزب الوطنى أو كنت مواطنا مصريا أصليا مكافحا تسعى كمحدود دخل لزيادته.

·      عارف رئيسك القادم فى كل انتخابات قادمة.. و تكون من مؤيديه فلا يكفيك فقط تأييد الأطفال لسيادته و هم فى بطون أمهاتهم للحصول على جواز المرور للحكم .

·      شايف كل الصناعات المصرية مكتوب عليها صنع مصر و لو الشعار موجود يكون المصنوع درجة أولى.


·      دماغك مليانة بنور علم يعتمد على الفهم و العلماء فى مصر ينوروا البلد بعلمهم و لا يلجأون للخارج و عندما يقررون رد الجميل للبلد بعلومهم نتقبل هديتهم .. و تعيش و تشوف مصر مدينة فاضلة تقدر العلماء.

·      جامعة الدكتور زويل تراها مشيدة و يلتحق بها كل مصرى يريد أن يعلى من نهضتها بالفعل و ليس بالأغانى و الأحلام و الكلمات.

·      شايف بعينيك مشروع ممر التنيمة و التعمير للدكتور الباز يوفر المزيد و المزيد من فرص العمل و مصر خريطتها خضراء بلا صحراء جرداء.


·      بلدك أنظف من الصينى بعد غسيله فعيب على بلد معروف شخصها بالنظيف أن تكون كطفل شوارع متسخ الملبس منكوش الشعر.

·      الواسطة مقتولة فى حياتك و مماتك بعد عمر طويل إن شاء الله.


·      سكتك فاضية لا فيها زحمة ساعة خروخ الموظفين و لا ساعة الامتحانات و لا ساعة الماتشات و لا ساعة أى ساعة تكون فيها المواصلات بالضرب و تكون الست الوالدة بتدعيلك و راضية عنك لو عرف تخلص مشوارك فى أقل وقت ممكن.

·      عايش مستور بالك مرتاح لا عليك ديون و لا حالك مشغول و بالدنيا مهموم.


·      الناس يتحقق لها كل ما يتمنوه لك.

·      أمك أو أختك او زوجتك أو أيا من كانت تنتمى لنون النسوة و تمت لك بصلة و معرفة تخرج و تعود لبيتها بلا تحرش.


·      العدل مطبق عليك و على غيرك و على كل من يقول : أنت عارف أنا مين ؟ .. و عندما تظهر العدالة ستختفى نغمة المعرفة.

·      حالة الطوارىء معدومة.
·      رأيك تعبر عنه بحرية.
·      صوتك مسموع.
·      انتخاباتك نزيهة.

·      خدمة العملاء لأى شركة توحد ربنا ترد عليك فورا دون أن تملى عليك أوامر بالضغط على رقم كذا و الانتظار لمدة معينة ثم الاستماع للموسيقى و بعدها تجد الرقم يقول لك: تيت تيت تيت.


·      بلدك من غير أزمة.

·      تسير على الرصيف دون أن تجد إشغالات و تستطيع أيضا النزول و الصعود من على رصيف يمتلك مواصفات آدمية تمنح الشاب قبل العاجز فرصة نيل شرف المشى عليه فلا يجب أن يكون عاليا كالسد حتى يسمى رصيفا.


·      لا تسمع كلمة مساء الخير و صباح النور .. من كل من يقدمها لك قبل أن يريد مصلحة منك ثم يتركك وحيدا تماما بعد قضاء حاجته.

·      بلدك مكتفية ذاتيا من القمح.


·      لا تصل لك عبارات ((و أنت طيب يا باشا)) عند دخولك للسينما.. وأصل الحكاية أنه يجب عليك مشاركة الأفندى اللى فى السينما المقرر له مسبقا تنوير الكشاف الذى فى يديه للدخول إلى مقعدك المخصص وهذا عبر حصوله على جوز جنيهات لأنك سوف تشاهد فيلما و هذا حدث جلل ربما لأنك لا تكرره إلا فى المناسبات أو لأنك قررت إخراج لسانك لهم بقرصنة الفيلم و توفير حق التذكرة فيكون ظهورك عندهم يوم عيد يجب أن تدفع من أجله و هذا أيضا فى شوارع ربنا عندما تركن سيارتك الميمونة مطالب بدفع الكارتة حق ((الركنة)) .. و محلاها عيشة الموتورجل.
·      لا تعرف الطوابير لا فى المستشفيات و لا الجمعيات و لا المخابز و لا أى حاجة تعطلك.

·      تقدر تعالج نفسك و أهلك و ناسك.


·      أراضيك المحتلة محررة فلسطين و العراق و كل ما يمت لك بصلة لو كنت عربيا.

·      تمثيلك مش بس بوسة و خلاعة و مناظر لا تسر العين و سمعنى سلام : قلع الهدوم يجيب هموم.


·      مصر أم الدنيا بالعلم و العمل مش مجرد شعار .. فالابنة على شكل أمها و لو كانت مصر أم كل هذا العالم المتقدم فهذا يكون فى زمن المشمش.

·      اللحمة عارفة طريق بيتك و الفول مجرد ضيف يزورك من السنة للسنة.


·      الكهرباء مستمرة العمل و المياه غير مقطوعة.

·      نيلك بيجرى .. و عندى فكرة للتأمل بخصوص هذا الموضوع تفتكر إننا لما لوثنا النيل غضب علينا و حلف يعملنا أزمة؟


·      تعرف عدوك لا تسلم عليه مرتميا فى أحضانه بعد السلام فهو يتلصص عليك فى أى وقت يستطيع منه تحقيق أغراضه فهو لا يقترب منك بحكم أنه تاب و أصلح و قرر أن يكنس السيدة زينب للعيش معك آمنا و إنما لا يقرب منك لأنه يعرف إنك بالقوة تردعه..بالمناسبة عدوك إسرائيل.

·      ترى الناس ملتزمة بأبوا ب الصعود و النزول فى المترو.

·      بخير سواء كنت مسلما أو مسيحيا.


·      تقدر تلاقى وظيفة .. و لا تقعد فى بيتك عطلان.

·      تستطيع تحقيق ما تريد.

أرجو مع بداية العام الجديد أن تفتح معى صفحة جديدة إذا كنت تعرفنى و أخطأت فى حقك فالسماح من شيم الطيبين أما إذا كنت أنت المخطىء فالمسامح كريم.
و إذا كنت أعرفك و تعرفنى حق المعرفة فتذكرنى بالطيبات كما سأتذكرك.. و يا مرحبا بمن لا أعرفه و لا يعرفنى لكن تجمعنا سنة جديدة أتمناها خيرا لى و لك.

2010/12/29

المتمرد لوجه الله


هذا الرجل : كان يعشقها بلا حدود يخلص لها دائما و لا يعرف عملا سواها.
إنه معروف لمحبيه ببراعة أسلوبه و معروف للمختلفين معه بتفوقه الذى يهدد كيانهم.
إنه يبحث دائما عن الحرية مؤكدا ((أستطيع أن أعطيك قلبى.. فأصبح عاشقا. أعطيك طعامى.. فأصبح جائعا. أعطيك ثروتى. فأصبح فقيرا. أعطيك عمرى.. فأصبح ذكرى. ولكنى لا أستطيع أن أعطيك حريتى. إن حريتى هى دمائى، هى عقلى، هى خبز حياتى. إننى لو أعطيتك إياها فإننى أصبح قطيعا شيئا له ماض و لكن ليس أمامه مستقبل)).
إن حبه و عشقه يتمثل فى القراءة و الكتابة إنه كما يصفه الإعلامى الكبير يسرى فودة ((عاشق لمهنته، تزوجها حرفياً زواجاً كاثوليكياً لا فكاك منه ولم تفلح امرأة فى التقاطه منها، إنه مخلص لها فيفضّل أن يجوع كى يشترى أحدث الكتب والإصدارات من مختلف أنحاء العالم، إنه لم يكن يوماً عبداً لجاه أو منصب أو نفوذ فآثر من زمن بعيد أن يكون لهم دينهم وله دين، هجر كبريات المؤسسات الصحفية وأغلق على نفسه باب منزله. ثم إنه لا ولاء عنده لأحد سوى لقارئه، منه يستمد طاقته على الاستيقاظ لصباح آخر، ومنه يستمد شرعية وجوده فى هذه الحياة)).
إنه المتمرد لوجه الله الكاتب الصحفى الكبير محمود عوض الذى أتت ذكرى ميلاده فى 28 ديسمبر.
محمود عوض الذى يترحم عليه من تربى على كتبه لم يغب عنا .. فروحه مازالت تتحرك بين صفحات ما كتبه سواء فى السياسة أو الأدب أو الفن أو الرواية.
أسلوبه يتبع مبدأ ((اعرف عدوك)) عن قناعة و تفكير و تفسير .. و ليس بشعارات تنم عن جهل لا يفيد .. فقدم بقلمه الرشيق تشريحا للعدو الاسرائيلى بداية بكتبه ((ممنوع من التداول)) مرورا على كتابه الشهير ((وعليكم السلام)) و صولا لكتابه الأخير ((اليوم السابع)) الذى خرج لنا بعد غياب جسده بثمانية شهور و كأنه يريد أن يقول لنا : باق معكم فى الحياة و الممات.
عندليب الصحافة .. هو لقب معروف به أطلقه عليه أديبنا الكبير إحسان عبد القدوس.
تعرفه بتحليلاته السياسية و تتجول معه فى بحور المشاهير من الفنانين مثل كوكب الشرق أم كلثوم و موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب و العندليب عبد الحليم حافظ و رفيقه بليغ حمدى و أسماء عديدة رفض أن يكون بقلمه تاجرا فى الكتابة عنهم ليحقق الشهرة و المجد و لكنه كان امينا فيما ينقله عنهم فهو يحترم خصوصيتهم حتى و لو كان شديد الصلة بهم.
محمود عوض..لا تستطيع ان تحكى عنه كلمات فهو صاحب القلم المصرى الفصيح الذى يقدم لك الواقع بنظرة ابن البلد الذى يعشق ترابها فعلا و قولا و ليس بشعارات نغنيها و نرددها.
لن استطيع ان أتكلم عن الأستاذ فى سطور فهو يحتاج لصفحات عدة تقدم مسيرته منذ ميلاده عام 1942 و حتى وفاته فى 2009.
اسمح لى أستاذى العزيز أن ارسل لك باقة ورد على قبرك راجيا من الله أن يكرمك بفسيح جناته.

2010/12/28

الحكومة التكييفية


أكتب إليك الآن و بيتنا و الحمدلله بلا تكييف و قد عرفت أن السيد رئيس الوزراء تحدث بالفم المليان عن ارتفاع مستوى عيشة المصريين الذين اشتروا حوالى ٧٥٠ ألف جهاز تكييف خلال العام الأخير و كمل معاليه كلامه مؤكدا إن ((مافيش بلد فى العالم يعيش بهذا البذخ الذى نفعله فى الطاقة)).

أتمنى من الله أن يرزقنى و السامعين و القارئين بواحد من تكييفات صاحب المعالى سواء التى يجدها فى سيارته أو مكتبه أو أى مكان يتواجد فيه حتى أشعر بالرفاهية و أتيقن بعين الاطمئنان أننى فى زمرة المرفهين و حياتى عال العال.

إن الهواء البارد المنعش من المكيف أو التكييف كما تحب أن تسميه أنتظر "هفهفته" بفارغ الصبر و مداعبة نسماته على أحر من الجمر، فهذا الهواء البارد الذى يجعلك فى أعلى عليين هو وحده الدليل على أن معيشتك مرتفعة و معنوياتك مرتفعة و سعادتك مرتفعة و أرصدتك فى البنوك مرتفعة و لو كنت فقيرا غلبانا مثلى على باب الله فمؤكد أن حرارتك ستصبح مرتفعة فوق الأربعين بخمسين ستين سبعين شرطة من سماع تلك التصريحات.

إننى اتذكر أيام الصيف الحارة التى كانت تعانى فيها البلاد من انقطاع مستمر للكهرباء و لا أملك سوى التعاطف مع من اشتروا المكيفات فمؤكد أنهم أصيبوا بعين الحسود و لم يتمكنوا من الاستمتاع بضيفهم العزيز و قد أصبح واحدا من الأسرة فعانى هذا الضيف الذى يعتمد فى كل عمله على الكهرباء التى نعيش فيها كما جاء الكلام ببذخ.

لكن ما علينا فقد أصبحوا من غير كلام فى عيشة رفيعة و طبعا لأن الناس مقامات فالتكييف أيضا له مقامات محفوظة فى سرعاته التى تقاس بالحصان و كل مواطن و حصانه و كلما زادت سرعات مكيفك كلما زادت مكانتك.

إذا كانت حالة المواطن تقاس فيها معيشته بالتكييف و من قبل بشراء السيارات و من سابق بشراء الموبايلات فإما أننا نفترى على الحكومة و لا نحمد الله على ما تفعله لنا أو أننا و الله أعلم نعانى من حالة "التبتر" على النعمة التى توفرها لنا الحكومة و خاصة فى مجال الوظائف و سوق العمل.

فقد بشرتنا تصريحات معالى الوزيرة عائشة عبد الهادى التى تدعو خريجى الكليات النظرية للعمل "أفراد أمن" بالمولات التجارية، لأن "هذا هو المتاح" كما تقول.
 و بنظرة سريعة على الواقع تجد أن طلاب الكليات العلمية لا يجدون الرعاية و لا يلمع اسمهم إلا بعد ذهابهم للخارج كأمثلة الدكتور زويل و الدكتور فاروق الباز و الدكتور مصطفى السيد و غيرهم أما من يعيشون الآن و مفترض أن يكونوا صناع حضارتنا بكونهم العلماء المنتظرين فإما أبحاثهم مرتمية فى أحضان الرفوف الغارقة فى كوم تراب أو أنهم ينتظرون الفرج و الإفراج عن أبحاثهم التى تحقق نهضة و خير للبلد.

أما اصحاب الكليات النظرية من حقوق و آداب و اقتصاد و علوم سياسية و إعلام لا عزاء لهم أيضا و بدلا من الخروج للعمل فيما تعلموه فعليهم ان يختموا حياتهم كحماة ساهرين على أمن المولات التجارية و بالتأكيد ستلحقهم عين الحسود أيضا لأنهم بلا أبحاث مرمية أو دراسات غير معمول بها لكنهم أفراد أمن تلتقط عيونهم كل ما لذ و طاب من زائرات المول السعيد و هذا حل أيضا لمشكلة تأخر سن الزواج و بكده ضربت الحكومة كل العصافير بطوبة.

إن الحكومة التكييفية توفر لنا كلاما أخر مزاج يجعلك تلقى بيمين الطلاق على النكد فمع كل تصريح حكومى تتأكد أنه من الآن فصاعدا لا نكد مع الحكومة لأنها توفر لنا الضحك .. صحيح أنه الضحك علينا لكن كفاية إنه ضحك سواء بقى علينا أو علينا فعليك تحمد ربك و كفاية يا سيدى إنك تبقى متكيف سواء بالكلام أو المكيف الذى رزقت به أو عقبالنا صحبة لما نشتريه و سمعنى سلام ((التكييف لأجل خاطر الدكتور نظيف)).