2011/04/06

بختك يا ريس

يخرج علينا محمد على إبراهيم رئيس تحرير جريدة الجمهورية سابقا بمقالة منشورة فى نفس الصحيفة بتاريخ 6 أبريل 2011 تتحدث عن : ((حكاية ليست انتقادا للرئيس السابق فربما لم يكن يعلم عنها شيئا. ولكنها دليل أكيد علي كيفية التي كان الأعوان والحاشية وبعض الوزراء يحكمون بها مصر.. هؤلاء كانوا ينقلون لرجال الصحافة والإعلام انهم ينقلون للرئيس كل شيء وبالتالي فإن اتصالاتهم تكون بناء علي أوامر منه أو توجيهات وجري العرف علي ذلك طوال فترة حكم مبارك حتي مع اختلاف مستشاريه.. علي أية حال القصة لها بطلان.. الاثنان يعملان في جهتين سياديتين هامتين كلتاهما يكفي ان تلقيك وراء الشمس بجرة قلم.
بدأ الفصل الأول بمكالمة من مسئول كبير بمؤسسة سيادية قبل ثورة يناير بشهرين وعادة ما كان الرجل يتصل التاسعة صباحا.. وجري الحوار علي النحو التالي.. هل قرأت "الجمهورية" اليوم؟ هكذا بادرني بدون تحية الصباح! أجبته نعم لماذا؟ عاود بصوت أكثر غلظة وهل طالعت "الحظ"؟ قلت له لا اقرأه نهائيا!! لكن لماذا اقرؤه؟ تجاهل السؤال واتبعه باستفسار وهل قرأت برج الثور؟؟ قلت يا سيدي الفاضل أنا لا أفهم شيئا في الأبراج إلا البرج الذي ولدت فيه.. واستطردت ولو سألتني عن الدلو والجوزاء والحوت والسرطان لن اعرف عنها شيئا. فلماذا أعرف عن الثور بالتحديد؟ فاجأني بصوت أجش لأنه برج الرئيس!! قلت لنفسي لابد أن المكتوب اليوم عن هذا البرج فيه مصيبة وقبل ان اسأله عاجلني بنبرة حادة "هات الجرنال وأنا معاك واقرأه" بأصابع مرتعشة سحبت الجريدة ووجدت البرج يقول "أنت المسئول الأول عن تدهور العلاقات في عائلتك.. المكاشفة والصراحة مطلوبة.. ابتعد عن الغموض" والحقيقة لم أفهم سبب الغضب وكان ضروريا ان اسأله عن المطلوب فقال لي "تقرأ برج الثور بنفسك يوميا وتكتب فيه حاجات مفرحة! فاهم" قلت له فاهم.. ولم يكتف بذلك واردف "الباشا بيقرأ الأبراج أول حاجة الصبح".
بعدها بساعة جاءني تليفون آخر من مسئول بوزارة سيادية هامة جدا يسأل أيضا عن برج الثور والمكتوب فيه بالجريدة.. ودار الحوار التالي وان كان بلهجة أكثر أدبا.. "صباح الخير يا أستاذ.. من الذي يحرر باب الحظ في الجمهورية" قلت علي الفور عشان برج الثور اندهش وسألني من الذي اتصل بك قلت له فلان الفلاني ويا سيدي علشان ترتاحوا حالغي الأبراج نهائيا واريح دماغي ودماغكم.. قال بالعكس فقط اهتم بتحريرها واقرأها بنفسك.. ولأني كنت علي علاقة جيدة نوعا ما بهذا المسئول قلت له يا فلان بيه هل سأترك رئاسة التحرير واتفرغ للبخت وفتح المندل والأعمال.. رد ضاحكا يا محمد بلاش تهريج أنت ممكن تروح في داهية لو استمر من يكتب باب الحظ علي هذا المنوال.. بالمناسبة ما اسمه؟ قلت له انني ننقله من الانترنت وليس هناك محرر مسئول عنه! مضي قائلا: انتبه فقد يكون هناك محرر من الإخوان أو الجماعات يكتب أشياء سيئة في هذا البرج بالذات لأنه يريد إغضاب الرئيس!! سألته وهل الرئيس سيغضب من الحظ؟ قال: يظل مزاجه سيئا طوال اليوم وهكذا أضفت إلي مهامي اليومية مهمة قراءة بخت الرئيس مع انني أعلم ان الرئيس لم يعد يقرأ الصحف بل القصاصات التي تقدم له ولم يكن من بينها "باب الحظ" لكنه ربما كان يطلبه في بعض الأوقات.. هكذا بلغ حرص المسئولين علي اخفاء الحقائق عن الرئيس حتي لو كانت "هايفة" لكن حنقول ايه هكذا كانت تحكم مصر.. بالابراج والمعلومات الوردية)).

من السطور السابقة انتهى جزء من المقالة التى جاءت بعنوان : برج الثور .. كاد يفصلنى.

محمد على إبراهيم كان أحد كبار الصحفيين المدافعين عن سياسات الرئيس السابق و حزبه الوطنى بصورة لا تحتاج إلى أن أعيد و أزيد فيما كان يفعله رؤساء تحرير الصحف الحكومية (القومية) .. فقط زيارة منك إلى أرشيف مقالاتهم و ستجد أن الريس كان ابن حلال مصفى .. و سياساته غلبت أعتى رجال السياسة العالميين .. و أننا فى نعيم تحت قيادة الزعيم.

رئيس التحرير السابق يصف حكم مصر بأنه يتم عبر أبراج الحظ و فى نفس الوقت لا أعرف هل أصدق حكايته أم لا ؟

خاصة و أن رئيس التحرير السابق جاء بمقال فى يوم من الأيام بعنوان : لا أحد يتكلم بعد الرئيس .. و كانت مناسبة المقال نتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة و أعلن بالفم المليان أن " البرلمان شرعي رغم أنف الراسبين".

يعنى ناقص سيادته يقول .. اخبطوا راسكم فى الحيط .. و اللى يقول إن الانتخابات مزورة يخرس خالص .. الريس اتكلم و احنا سمعا و طاعة.

شوف الأيام يا سيدى .. يروح مبارك شرم الشيخ لكن يبقى رئيس تحرير جريدة الجمهورية (السابق) يتحفنا بمقالات عن الرئيس السابق و علاقته بالحظ و الأبراج و كأنها محاولة لتبرئة ساحته للركوب على موجة الثورة .. و طبعا نقرأ المكتوب فنضحك وقتها و نقع على الأرض لأن الرئيس المتخلى مزاجه يا حبة عينى يتعكر نتيجة لسوء بخته.

و يا ترى من هما أصحاب المكالمات الهاتفية المنزعجين لحظ الرئيس؟

تركت صفحة المقال و ذهبت لأطالع الأبراج فوجدت أن برج الثور حظه اليوم يقول : مرحلة جديدة تدخلها بعقل و قلب مفتوح.

و أخشى وقتها أن يصاب الرئيس المتخلى بعقدة نتيجة المكتوب فيشعر أن الأيام القادمة سيصبح مصابا بلوثة فى عقله نتيجة انفتاح عقله و تدهور حالته و دخوله فى عملية قلب مفتوح و تزداد الأمور فى منتهى السوء.

و وقتها كعادة الأفلام العربى القديمة ينام البطل على فراش المرض ثم قبل أن يعلن السر الذى يحتفظ به يفارق الحياة .. فهل حياة الرئيس المتخلى القادمة ستفارق حياتنا دون أن نعرف مصير الأموال المنهوبة أم أننا نستطيع أن نسترد خيرات بلدنا التى كوش عليها الرئيس المبخت و أعوانه ؟


ليست هناك تعليقات: