2011/10/21

رجل حر فى زمن النفاق

هذا الرجل يظهر على الشاشة فى كل ليلة و هو يقدم لحلقته بكلمات قصيرة و موجزة لما يحدث حولنا و تعيش فى مقدمته عبارة دائمة التكرار هى : طيب الله أوقاتكم.

معروف بسعيه الدائم إلى كشف المستور سواء كان ذلك داخل وطنه أو خارج تراب بلده التى يعشقها و يردد لها كل الحب فى برنامجه معبرا عن ذلك فى أغنيته المفضلة : يا حبيبتى يا مصر.

لا يسعى إلى حالة من الشهرة الإعلامية التى تعتمد على الإثارة بل يعمل بشكل "مهنى" و هو - كما يقول- يركز على "ثلاثة أشياء أحاول دائماً أن تبقى نصب عيني: ضميري أمام الله و واجبي تجاه الوطن و حرصي على قيم المهنة".

يسعى إلى حرية لا تنادى إلى حرب تستخدم سلاحا قاتلا يسيل الدماء و إنما سلاحه يتركز فى آلة التصوير التى تقدمه للجمهور فى كل ليلة و قلم يكتب و يسأل و يسعى للوصول إلى إجابة تؤكد فى النهاية: أن تقدم مصر لا يسير على فكرة الرضا بما هو موجود و التغنى بنغمة ليس فى الإبداع أفضل مما كان.

إنه مثلى الأعلى الذى أفخر به دائما .. إنه الرجل الذى درست مثله فى قسم الإذاعة و التليفزيون داخل كلية الإعلام بجامعة القاهرة .. إنه كما يقولون عنه : رجل فى زمن عز فيه الرجال و متمرد لوجه الله اسمه : يسرى فودة.
رجل يعتمد فى "مهنته و مهنيته الإعلامية" على تنبيه الناس دون سلاح أو عضلات أو مكلمات من التى نراها ليل نهار فى بحر القنوات الفضائية و لكنه يعتمد على تذكير من يشاهده بأننا إذا أردنا الذهاب إلى مكانة أفضل من التى كنا نعيشها فى حياة الطغاة التى عصفت بهم الثورة فما لنا سوى طريق واحد يبدأ و ينتهى بـ"الحرية المسئولة".

كل هذا يسعى نحوه و هو يعتقد أننا نعيش فى ثورة تكفل حرية الإعلام و تؤمن بكشف الحقائق و تداولها و تهتم برأى عام يفند الحقائق و لا يسير بسياسة القطيع التى تحاول إرضاء السلطة بالنفاق و ركوب الموجة المؤيدة للسلعة الرائجة فإذا كانت "سلطة" فأهلا و سهلا بها و إذا كانت "ثورة" فمرحبا بالتمثيل الثورى و الظهور بشكل ثورى أكثر من الثوار أنفسهم.

أن يخرج صاحب البرنامج الشهير "سرى للغاية" ببيان صحفى و لأول مرة طوال سنوات عمله يرى فيه أن "جانباً كبيراً من عقلية ما قبل الثورة لا يزال مفروضاً علينا بصورته التي كانت، إن لم يكن بصورة أسوأ"،  فهذا معناه أن رأس النظام سقط لكن أصابعه لازالت تلعب و لا أظن أن القائمين على الأمر يرضون بهذا الحال حتى و إن كان ما يطرحه المواطن "يسرى فودة" يسبب حرجا و أزمة لهم فلا عيب فى الجدال و النقاش و معرفة الايجابيات و السير عليها و تجنب السلبيات و الاعتذار عن خطأ لكن أن تسير الحالة ناحية تكميم الأفواه و كسر الأقلام و قصف الحرية المسئولة و دفنها حية و هى لا تزال طفلة تتشكل مع ربيع ثورة يناير فهذا لا يرضى أحدا.

يا سادة يا كرام إذا كان الإعلام فى نظركم هو المطبق لمبدأ التطبيل و التصفيق الحاد فتذكروا أن كل من صفق له الإعلام بنفاق ذهب بعيدا عن السلطة بينما من أنار له الإعلام "المهنى" طريقا إلى الحرية و الديمقراطية و الفهم الواعى فهو قد نجح فى بناء مجتمعه.

إذا كان الإعلام فى نظركم يسير بطريقة "عاش الملك .. مات الملك" و نفاق صاحب السلطة أيا كان شكله و أدواته الحاكمة فهذا خطأ فادح سيؤدى إلى ما لا يحمد عقباه.

فى نهاية المطاف يمتلك يسرى فودة الحق فى تعليق برنامجه "آخر كلام" لأنه يرى أسلم طريقة لذلك هى أن يقول: خيرا أو ليصمت،ولهذا أذكره بـ"عبدالله النديم" عندما قال : اتبع الحق و إن عز عليك ظهوره.

و يعز علينا احتجابك عن الشاشة خاصة و أن قناة ONTV أعلنت تأييدها لك فلا تحتجب عن الشاشة و تحرمنا من طلتك فى هذا الوقت الحاسم الذى تحتاج فيه مصر لكل رجل قادر على خدمتها لوجه الله فى مجال عمله، خاصة و أننا يحز فى أنفسنا أن يغيب عنا العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ و عندليب الصحافة المصرية محمود عوض لغياب أرواحهما و بالتالى لا نريد الغياب لعندليب الإعلام المصرى يسرى فودة و هو فى عز شبابه الثائر بضمير حى.

لقد فقدنا منذ شهور الطلة البهية للإعلامية "دينا عبد الرحمن" و أخشى أن تكون أنت التالى يا أستاذ يسرى و لا أريد أن يحدث ذلك لأنه ليس من المكتوب علينا أن يظل إعلامنا فى يد أشخاص لا تجيد سوى التضليل و تزغيط البطة.

هناك تعليقان (2):

amr hassan يقول...

احييك ... واحيي كل من قال الحق في وقت عز فيه قول الحق

hana يقول...

very good issue ... iam also appreciate this hero