2010/11/24

القهوة

خارجة بدماغها من غير طرحة
و شعرها زى سواد الضلمة
بعتتلى سلام بعيونها
ريحته حلوة زى الكالونيا

احترت أرد عليها إزاى؟
رفعت إيديا بكوباية الشاى
ضحكتلى بصف لولى
أبيض زى الحليب
كأنها بتقولى حطه على شايك
و اشرب الشاى بحليب

و من يومها حبيت القهوة
لكن أمها جت على غفلة
شافتنى و شافتها
قالت لها ادخلى جوة يا بلوة


و من يومها مستنى طلتها
كل ما أقعد ع القهوة
و لما تطلع أطلب شاى
و لو ما ظهرتش أطلب قهوة

2010/11/15

كل سنة و أنت طيب



مشهد لابد منه فى حينا الشعبى الذى أعشقه تتجمع الشخصيات من مختلف الأعمار.

أطفال يمسكون الحلوى و البلالين و رجال يصطحبون ما لذ و طاب من العجول و الخراف و الكل يسير ورائهم فى انتظار حضور صاحب الفرح الذى يفتتحه بسكين يشق به رقبة المغفور له الذى تلعب لحومه فى معدتك الآن أو غدا أو بعد غد و بالهنا و الشفا.

لكن الفرحة لا تتم فالشارع لابد ان يغرق فى مياه المجارى و تشعر بكثرة البلاعات فى الشارع التى تخرج كحبيبة شبابية تعكر صفو الوجه فهى ايضا على الشارع بارزة تصطدم بها السيارات و احيانا تغوص عجلاتها فيها و فى كل عيد نفس المنظر.

تظل المياه راكدة ليومين كأنها تعويض لمن لم تسمح لهم الظروف بالذهاب للبحر و قضاء العيد على نسماته.

فهذه المجارى بحرنا و لنا ان نفرح بها و لا يهم أن تسحبها البلاعات ام لا فالأهم ان تسحب المعدة ما تريد من لحوم.

هذا مشهد أكرهه فالمجارى تضرب طبعا من المواسير التى لا يفكر الناس فى تصليحها إلا بعد خراب مالطة و طبعا ست البيت ترمى إشى بواقى فتة و عجين رقاق محروق و تفل شاى لزوم الحبس على الأكلة المتينة و هووووب تجرى المياه و تنقصها السفن.
لكن تسبح فى المياه الزينة المعلقة قبل فجر صلاة العيد حيث يخرج الكل فى بهجة فيقطع كل ما تصل إليه يده من بلالين و اوراق ملونة و عيد بقى و كل سنة و أنت طيب.

و خد عندك بقى جلوس مجموعة من مالكى الحمير بصحبة كذا حصان على آخر الشارع و تكون فى العيد فرصتهم فى كسب العيدية التى وصلت لجيوب من يركبون تلك الحمير.

طبعا لازم ما يفوتكش مشهد صلاح الدين الأيوبى و تلاقى واحد بيجرى و هو راكب الحصان و الكرباج صوته بيطرقع و كل خطوة سريعة مصحوبة بطرطشة و يا ويلك يا سواد ليلك لو الطقم جديد و لا حتى مكوى و متوضب رغم إنه قديم و عدى الحصان بالبطل الهمام يسلم عليك بمياه المجارى التى ستصل لوجهك نقط نقط.
و هناك دور للعيال فى تأجير العربات الكارو ثم الجلوس عليها مصفقين مهللين مع سير الحمار الذى يجاملهم بصوته المنكر.

و كل سنة و أنت طيب عيد و لازم العيال تلعب بالمسدسات "الخرز" فأثناء ركوبهم للعربية الكارو ينشنون فى كل من يمشى فى الشارع و حتى لو وقفت فى بلكونة ممكن تصلك طلقة غير مميتة لكنها فاقعة للعين بعد الشر عنك، و لو ربنا لم يكرم مجموعة بمسدسات فهم يمسكون الطوب ليتحدث نيابة عنهم مع رأسك.

مشهد مهبب لو حصل بعد ساعات و كل سنة و انت طيب.

2010/11/14

كله بيغسل




كل عام و انتم بخير و السنة الجاية تكونوا فى احسن حال.
المشهد الآن مفرح فالسجاجيد مرتمية فى أحضان حبل الغسيل و المياه مغرقة الشوارع و التراب يتصاعد من السلالم نتيجة تنظيف البيوت.

فنحن فى حالة طوارىء نظيفة لن تشاهدها بحق ربنا إلا فى حى شعبى كالذى اسكن فيه.

و رغم تلال القمامة التى غرقت فيها شوارعنا إلا أننا شعب نظيف نستطيع أن نستدل على ذلك وقت الأعياد و المناسبات، فقبل رمضان هناك حالة نظافة عامة فى البيوت و قبل مجىء العيد الصغير او الكبير تغرق البيوت فى النظافة من تنظيف للأرضية و مسك زعافة ماسحة لتراب الأسقف و اركان الحوائط و تسبح فى بحر أرضه من البلاط و السيراميك و ليس رملا و فوق هذه المياه رغوة صابون و لا غزل البنات.

الكل يغسل و تتبارى السيدات فى نشر الغسيل من ملابس لسجاجيد لمفارش الأطقم و لو حظك حلو و الواحدة منهم عصرت المولد ده كله بما يرضى الله فمش هتغرق هدومك لو عديت تحت حبلهم السعيد.

و يبدو أن لنا حبا كبيرا مع الغسيل حتى بعد وكسة 1967 فخرج العندليب يغرد بصوته قائلا: و بلدنا ع الترعة بتغسل شعرها، والله منتهى النظافة يوم ما البلد خرجت تغسل راحت للترعة.

و بما إن الكلام عن الأغانى فالمغنواتية نانسى عجرم ذهبت أيضا للغسيل فى أغنيتها الشهيرة "أه و نص" و تمايلت و ضحكت و جلست أمام الطشت و هات يا دعك ثم وضعت المشبك فى فمها و هات يا نشر.

 و خد عندك تلك المنافسة النسوية فى نشر الغسيل فكلها فن و عبر و مواعظ بداية من دخول الواحدة للبلكونة ثم تضع طبق الغسيل و تبدأ فى رص بديع لما معها من ملابس و مفارش.

و بمنتهى الرشاقة تنحنى و هى تمد ذراعيها على طول الحبل كى تضع صاحب الحظ السعيد معلقا بمشبكها الخشبى ثم تضع القطعة وراء القطعة و لا أدرى ما السبب فى تشمير اليدين غالبا وقت النشر.

المهم تنتهى الواحدة من نشر ما يجود به طبق غسيلها النظيف ثم تنظر لتلك الصفحة المنشورة بزهو وافتخار على دقتها فى ترتيب القطع و الألوان على حبل حبل.

تنسحب عقب كل ذلك و تقرر بعدها إكمال بقية الأعمال من نظافة و هذا يدل على نظافة هذه السيدة و محاربتها لفكرة الاستغلال فهى لم تستعن بخادمة لتنظف لها، و من ناحية اخرى لا تسمح بوجود إمرأة أخرى تمد يدها فى مملكتها.

شوفت العبر و المواعظ من نشر الغسيل.

و حتى النظافة موجودة فى حكومتنا فهى بقيادة الدكتور نظيف أى أننا عشاق للنظافة من ساسنا لراسنا.
أتمنى من الله أن تخرج رسوم تحصيل النظافة من فواتير الكهرباء فلا يعنى حبنا الجارف للنظافة أن ننظف جيوب الناس دون نظافة للشوارع.

أزهى عصور الملوخية


السؤال يدق على باب رأسى دائما عن معيشتنا هل هى فى ديمقراطية أم لا؟ و هل حالنا الذى نبات و نصحو عليه ضد معنى الديمقراطية و أن عكسه هو الديمقراطية بعينها أم لا؟

و حياتك لا أعرف !!

فهم يقولون إن الديمقراطية هى حكم الشعب لنفسه و الأخذ بآراء الأغلبية و تحقيقها يسير على النظام المجتمعى القائم و لكل نظام ديمقراطيته الخاصة به وفقا للمثل القائل : " كل فولة و لها كيال ".

و بعيدا عن هذا الموضوع الذى يؤدى أحيانا لوراء الشمس فنحن كما يدعى البعض نعيش أزهى عصور الديمقراطية.

يكفينا فخرا أن كل ما نريده نحلم به و أنت و حلمك .. إما حقيقة تراها أو يظل الحلم كما هو إلا إذا أخذ على خاطره و تحول لكابوس لكن لن يصادر أحد أحلامك.


و ما المانع فى أن أدعوك ضمن أحلامى لوليمة و لا ولائم العصر العباسى بطيوره و لحومه و كل ما لذ و طاب من المحمر و المشمر و بعد الهنا و الشفا نحبس بشاى.

و قبل أن تعتقد أننى من "الأكيلة" فالغلبان الذى تقرأ له على باب الله مثل قلم رصاص بسن رفيع عظامه تكاد تكون أكثر من لحمه بل إنه نسخة من "طرزان" و لكن الهزيل المسخوط الهفتان و كى لا تتعب نفسك فكل ما تراه من عضلات و بنيان قوى لطرزان أفندى فأحسبه بالعكس على صاحب السطور السابقة الذى دوشك بما يكتب.

طيب و النبى ما تزعل و حياة العيش و الملح الذى أكلناه فى وليمة الأحلام ما تضايق منى و إيه رأيك إننا و الحمدلله نعيش أزهى عصور الملوخية !!

بسيطة يا سيدى تابع أنت الصحف و البرامج قبل كل عيد أضحى ستجد المانشيتات تخرج عليك بضرورة اتباع العادات الصحية السليمة فى تناول اللحوم حتى تصبح معدتك آمنة مستقرة بعد عبورها لحقل الألغام الحومى، و البرامج تتفنن فى تقديم أشهى الأطباق و طريقة عملها مصحوبة باللحوم.


و نفسها الصحف و البرامج تتحدث عن ارتفاع أسعار اللحوم و ضعف الإقبال على شراء "الأضحية" من خراف و مواشى لضيق ذات اليد للمواطن الغلبان المطحون المكوى بنار مصاريف المدارس و فواتير المياه و الكهرباء و ملابس العيال فى الأعياد و الدروس و غيره و غيره من كل شىء كأن حياته موجودة من أجل الدفع.

و يا حبة عينى الغلبان مش قادر يلاحق على إيه و لا إيه !!

لدرجة بقى إنه لن يشترى لحمة و سيقاطعها و لن يلتزم بالنصائح التى تخرج له فى الصحف و البرامج فيشعر وقتها بأن القصد من النصائح إخراج لسانهم له.

 فهم يحذرون من الإفراط فى أكل "السمين" و "الريّش" و "الطرب" و بالهنا و الشفا لكم جميعا فعلينا أن نعود الآن لفكرة معيشتنا فى أزهى عصور الملوخية.

يا سلام على ريحتها و الثوم ينغشش فى أنفك و علطول تعرف إن الريحة اللى قلبت البيت هى بعينها و حلاوتها ملوخية.

و هنا تظهر الملوخية لحل أزمة اللحوم فطول عمرها صانعة البهجة حتى و الهكسوس بيفرضوها على المصريين أجدادنا لإذلالهم إلا أنها أعجبتهم و بالتالى فهى مطلوبة الآن بدلا من التركيز على اللحوم فلنذهب إلى صحبتها مع الفراخ.

بتسألنى الآن: يا فالح ده عيد اللحمة إزاى ناكل فراخ ؟

و لا يهمك يا سيدى بس العين بصيرة زى ما هما بيقولوا و الفراخ ما حدش عتب بكلمة على ارتفاع سعرها.

فإذا كنت ميتا على تناول اللحوم فاتجه إلى الفراخ مصحوبة بطبق ملوخية ملوكى.

و لهذه الكلمة الأخيرة (ملوكى) يقال إن الحاكم بأمر الله قرر منع الناس من أكل الملوخية بالعند فى الخليفة معاوية الذى كان يفضلها و تأتى أقاويل أخرى تبرأ الحاكم من هذا الأمر.

و هكذا فالممنوع لدينا مرغوب خاصة و أنه يمتلك عزة النفس كالملوخية التى رفضت أن يقترن اسمها باللحمة، فنحن نقول : ملوخية بالفراخ و ملوخية بالأرانب، لكن عمرك سمعتها ملوخية باللحمة ؟!

شوفت بقى إن الحل بسيط و إن منع الناس من أكل الملوخية جعلهم لا يفرطون فيها بعد السماح بتناولها مرة أخرى فأصبحنا لا نهتم بالديمقراطية و نركز على الملوخية خصوصا بالفراخ.

و من خلال المتابعة و التأنى ستجد أن الأسعار ترتفع و الناس تشترى و تشتكى و تشترى و توجع قلبها بالأسعار و لا تتجه نحو الديمقراطية فالأهم سعر الخضار و منه الملوخية التى رغم عزتها فيمكن تناولها برغيف و اللهم لك الحمد و تشبع كمان من غيرن أرنب ولا فرخة.

مؤدبة الملوخية و غير متعبة كاللحمة التى تطلبت قرارا رئاسيا فى عهد الرئيس الراحل السادات يقضى بمقاطعتها و عادت الأسعار بعدها لمجاريها المعقولة فكانت اللحمة بعدة قروش لم تصل للجنيه شوف بقى حزمة الملوخية تكلفك قد إيه؟

و طبعا الفرصة حلوة كلهم جايبين سيرة اللحمة و سعرها العالى فأنت تروح للفراخ فيرفعوا سعرها و اللحمة العزيزة ستذهب لأقل سعر فتعود إليها بعد الهجر و الخصام.

و حتى لا تتهمنى بأنك خرجت من الموضوع بلا لحمة و لا فراخ و لا حتى حزمة ملوخية فأذكرك بحلم الوليمة.

اللحوم غالية و نتحدث عنها فى كل عام عن الأسس الواجب اتباعها صحيا لتناولها و كأنها مرطرطة.

فإذا أردت لحمة تشتريها بقدر ما يجود به جيبك و إذا أردت الفراخ فهى مرهونة بثمنها الموجود معك.

و بألف هنا و شفا لو ربنا كرمك بالطبختين لحمة و فراخ و يا سيدى سيبك من الديمقراطية و موضوعها.

 المهم افرح و غنى للعيد و صدقنى بلا وجع دماغ المهم إننا فى أزهى عصور الملوخية كفاية إنها معروفة و عند منعها لم تتغير و شوف يا سيدى لو أكلت لحمة فهنيالك أغنية "العيد فرحة" و لو أكلت فراخ فوقتها تغنى "العيد فرخـة" الله على حلاوة الملوخية.

و لكى يطمئن قلبك شوف أى واحد بسيط فى الشارع دماغه على فطرة ربنا و همه رزق عياله و أسأله: تحب الديمقراطية و لا الملوخية؟

و يبقى "أكيل" لو طلب الملوخية و معاها الزفر أرانب و لا فراخ.