2011/09/29

سلام على عم نادى



يستقبله الأهل و الأحباب فى آخر يوم من شهر سبتمبر فى عام 1959 و تبدأ رحلته مع الحياة.

رجل خرج من منطقة الخليفة بالسيدة عائشة ليدرس فى كلية الزراعة و كأن الامتداد الفلاحى الخاص بعائلته الكريمة يؤثر على مستقبله.

ينتهى من دراسته و كأى شاب يخرج مسافرا فى سعى لتكوين نفسه خاصة و أن العمل شحيح الوجود ثم يعود سريعا ليكون مدرسا للزراعة أو كما يقول .. أعمل مدرسا مع إيقاف التنفيذ .. و لهذا يعتز بلقب المهندس الزراعى.

تراه على شهادة ميلادى و تراه على بطاقتى الشخصية و إذا امتلكت جوازا للسفر فستراه أيضا.

هكذا يرتبط وجوده معى بأربعة أحرف فى الأوراق الرسمية منذ مولدى و هكذا أظل ممنونا و شاكرا له.

إنه والدى "الأستاذ نادى" .. كما ينادونه فى العمل .. أو "عم نادى" كما يقولون له فى الشارع عندما يريدون استشارته فى أمر ما .. أو "أبو ميزو" إذا أرادوا التودد منه و التقرب إليه.

كل منا يعتز بوالده و أظل طوال عمرى معتزا باسمى :معتز نادى.

أتذكره و هو يحكى عن طفولتى و كيف كان يحملنى و عمرى لا يتجاوز أشهر معدودة و أقوم بإغراق قميصه-(لا يأخذك تفكيرك إلى بعيد)-كأنه يسير فى عز المطر بينما أقوم بمصمصة ياقته بلسان و شفاه العبد لله.

أتذكره و فى عينيه فرحة ذهاب ابنه إلى المدرسة و قيامه بالإمضاء على شهادة الشهر التى تتزين بدرجات يرضى عنها و يتمناها أن تظل هكذا حتى الشهادة الكبيرة.

أراه يعطينى عيدية العيد و يقف جانبى فى صلاته.

أتذكر دخوله إلى المنزل و معه مجلات الأطفال التى بدأت معها رحلة القراءة و الكتابة و يعلمنى كيف أشبك الحروف مع بعضها البعض حتى تتكون جملة مفيدة ثم يعلمنى قراءة ترجمة الأفلام الأجنبية حتى تتعود عينى على القراءة السريعة و وجدت صعوبة فى البداية ثم بتشجيعه أصبحت اعتاد على الأمر.

كان يذاكر لى دروسى خاصة فروع العلوم و الرياضيات أثناء المرحلة الابتدائية و مرة قررت ألا أذاكر الحساب (الرياضيات) مرة أخرى لأننى كنت أكره هذه المادة و كان عندما يسألنى فأرد سريعا .. لسه الأبلة ماشرحتش حاجة .. وصلت لحد فين فى الحساب عشان أشرح لك .. الأبلة ماجتش و غايبة .. أصل الأبلة مش فاضية تشرح عشان مسافرة.. و هكذا حتى عدى شهر كامل اكتشف بعده والدى العزيز إن الأبلة تشرح فعلا و لكننى أخفى عليه و وقتها بعد عتاب و شخط و نطر قرر أبى بعد الاعتراف بالخطأ مسامحتى و شرح ما فاتنى من دروس.

لا ينتظر "عم نادى" أن نطلب منه حتى يقدم لنا ما نريد بل يعرف ما نريده و يسعى لجلبه إلينا حتى و لو اضطره الأمر لعدم شراء ما يحتاجه لنفسه بل يوفر ثمن كشفه و علاجه حتى نكتفى، فسعادته التى تظهر من وراء نظارته تكون مرسومة على عينيه عندما يحضر لنا ما نتمناه و فى ذلك تكون صحته متعبة نتيجة السهر فى العمل ليعوض ما يحصل عليه فى وظيفته الأساسية.

يستمع إلى المليارات المنهوبة من رجال العهد البائد و يتعجب ضاربا الأخماس و الأسداس لكنه يردد .. الحمدلله على ستر ربنا .. ثم يتساءل .. مش كان الشباب أولى بالفلوس دى و يلاقوا شغل و سكن و علاج .. الحمدلله على ستر ربنا.

أتعلم منه أن علاقتى بشقيقى و أخى مهاب هى علاقة من الزواج الكاثوليكى لا طلاق فيها و لا تفرقة بيننا و إلا إذا ضاع أخوك بسبب الحقد و الكراهية ضاعت منك الحياة.

تعجز الكلمات عن وصف رجل بسيط لم اختره فى حياتى لكننى سعيد باختيار القدر له ليشرفنى و يكون والدى.

اسمحوا لى أن أتوجه للحاج نادى بالشكر و الامتنان على تربيته لى و أتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنه على أمل أن أجعله دائما فخورا بى فى مجال عملى راجيا من المولى عز و جل أن يرزقه الستر و الصحة و العافية و تظل حكاياته و صولاته و جولاته فى مدرسة الحياة بسيرة عطرة أتعلم منها و تكون نورا لى فى سكة الكفاح.

كل سنة و أنت طيب يا عم نادى.

2011/09/24

و رحمة الثورة




على غير عادته جاء حتحوت مناديا من الشارع على العبد لله، ففتحت الشباك و رحبت به و طالبته بالصعود فرفض و قال لى: الرسالة دى جاى أقولهالك و رزقى على الله.

قلت له:طيب اتفضل يا حتحوت ما يصحش تقف فى الشارع.

رد قائلا:مش طالع.

ثم وقف يعدل من ياقة قميصه و نطق : شوف بقى و رحمة الثورة أنا مش هسيبها تضيع من ايديا لأنها غالية عندى و تستاهل الخير حتى لو هى بصت لواحد تانى؟

قلت له:تقصد مين اللى بصت لواحد تانى؟

قال حتحوت:اللى بحبها لازم تعرف إن مش هفرط فيها لازم تعيش معايا و ماحدش يخطفها منى!!

حاولت تهدئة حتحوت قائلا:يا حتحوت روق بالك أنت ليه ماتفكرش تتقدم لها؟

نظر لى حتحوت قائلا:حاولت و عملتها بعد ما كنت بأقف على رجلى لمدة وصلت لـ18 يوم أغنيلها و انادى عليها زى روميو و انتظر ظهور الفجر مع طلتها البهية و حصل المراد و حياتك لكن ... .

توقف حتحوت و هو يرفع رأسه إلى السماء كأنه يتذكر وقفته التى كان يقوم بها لمعشوقته لأجل خاطر عيونها و كيف كان يتمنى أن يراها بالفستان الأبيض و أهل الحارة من كل صنف و لون يبقوا معزومين فى الفرح.

قلت : يا حتحوت سرحت فى إيه؟ لكن إيه أنت ساكت ليه؟

رد حتحوت:ما هو ناس من حبايبها اللى بيقفوا مع حبيبتى وقت الشدة قالوا لى .. ماتخفش كله تمام و روح بيتك و إن شاء توصلك أخبار حلوة.

قلت له:كويس عشان أنت ابن حلال ربنا بيكرمك يا جدع.

هرش حتحوت فى رأسه ثم قال:يا سيدى طول المدة دى مفروض إنى أتفاءل و أطمئن و أنشغل فى توضيب الفرح و البيت لكن من ساعتها لا حس و لا خبر.

قلت:يا حتحوت الغايب حجته معاه تلاقيك ملهوف على العروسة ماينفعش كده .. لازم تتقل يا عريس.

قال حتحوت:يا سيدى أنت عارف المدة وصلت لحد فين؟

قلت:كام يعنى يا سيدى؟

رد حتحوت:داخل على 9 شهور و العروسة مش عارف أفرح وياها بليلتنا الكبيرة فى الكوشة .. ده أنا لو كنت اتجوزتها كان زمانى بجهز لسبوع الواد و بأنده عليك زى دلوقتى عشان تاخد المغات.

قلت له:يتربى فى عزك يا حتحوت.

رد و الحزن يعصر عيونه:مش باين!!

حاولت تهدئة حتحوت و اقترحت عليه بدلا من الكلام من الشباك أن أنزل لمقابلته فقال بغضب:لا يا عم خليك و رحمة الثورة ما أنت نازل.

فقلت له:يا حتحوت إيه حكاية و رحمة الثورة دى ؟ كل شوية تحلف و رحمة الثورة؟ خير يا عم ؟ حتى فال مش خير و أنت مفروض بتجهز لفرحك.

رد حتحوت:لما الثورة تقوم و تحس إن مبارك لسه موجود و الدنيا ضايعة و ماشية على أرض النفاق عينى عينك و لا فيه تغيير و لا يحزنون غير بس إلغاء التوقيت الصيفى و انتخاب عمداء الكليات.. يبقى عايزنى أعمل إيه؟ لازم أقول و رحمة الثورة!!

قلت لحتحوت:واضح إنك زعلان جدا حاول تتفرج على أى حاجة تبسطك فى التليفزيون و سيبها على ربك و انت اعمل اللى عليك.

رد حتحوت:للأسف التليفزيون كله نكد و امبارح كان فيه مسرحية حلوة بأحب أتفرج عليها دايما لكن لغوا إذاعتها.

قلت له:اسمها ايه يا حتحوت؟

قال حتحوت و هو يودعنى:اسمها شاهد ماشفش حاجة .. ليه المسرحية دى يلغوا إذاعتها؟

اصحى يا مصرى

إذا أردت ان تلهى شخصا عن موضوع يشغلك و يطلع عينك و يصيبك بوجع الدماغ و الصداع المزمن فماذا تفعل؟

إما أن تحكى له بصراحة و تفضفض معه و إما ان تدخل معه فى حديث عن موضوع آخر يجعلك تنسى ما بك و يجعله ينسى ما يسألك عنه.

هل تتذكرون شعار : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ؟

كان هذا الشعار ينتشر فى القرن الماضى لدى الأوساط المصرية حتى يلتف الشعب نحو فكرة واحدة و هى مواجهة العدو الاسرائيلى و حشد كل الطاقات و تقليل النفقات من أجل خاطر المجهود الحربى و أى شىء آخر نحلم به و نريده فلا نسأل عنه حتى نحقق النصر فى الحرب.

وقتها سعينا إلى الديمقراطية بعد ثورة 1952 و حدثت أزمات عدة مرورا بأزمة 1954 و خروج الشعب فى جو شبيه بالجمعات و المليونيات يطالب بعودة محمد نجيب الرئيس المنسى تاريخه إلى الحكم ثم يتولى عبد الناصر رئاسة مصر و تأتى بجاحة العدوان الثلاثى فيلتف المصريون حول فكرة الكتلة الواحدة و الهدف القومى و بناء السد العالى و الكل فى انتظار الديمقراطية حتى تأتى إسرائيل فى يونيو 1967 لتضرب فى ستة أيام سيناء و الجولان و الأردن و أجزاء من الأراضى الفلسطينية فنضطر عن طيب خاطر و بكل وطنية معروفة عن المصريين من قديم الأزل أن نهتم بمصيرنا و علاج الأخطاء التى جعلتنا نعتقد أن كله تمام بعد سيل الأخبار الهابطة إلينا كخلايا النحل عن إسقاط طائرات للعدو و تدمير للمقاتلات و تحقيق كفاءة منقطعة النظير داخل حرب 1967 و كأننا فرمنا اسرائيل مثل الكفتة.

و لكنها الأخبار التى دست لنا السم فى العسل فلا هى أتت بالنصر و لكنها استحضرت هزيمة جعلتنا فى حالة من الذهول و كان علينا أن نداوى الجراح بعلاج يقف وراء أسباب المرض لا أن نرى مكان الألم فنقطعه عن اعتقاد أن البتر هو الحل.

و ببسالة قدمنا بطولات فى حرب الاستنزاف حتى استطاع المصرى أن يصل بعقل و حنكة و دهاء إلى انتصار أكتوبر 1973 و هو الانتصار الذى لا نريد التقليل من شأنه لأننا قدمنا فى الحرب خير تعبير عن كرامة المصرى و معدنه الأصيل الذى يظهر فى الشدائد.

هذا المعدن الذى استيقظ على اتفاقية سلام رفض الشعب فيها التطبيع مع عدو يتلذذ فى قتل الأطفال و لا يحارب إلا و فكرة المذابح تجرى فى عروقه ، عدو سلاحه الغدر منذ قديم الأزل يدخل فى سلام مع الحاكم و الشعب لم يتدخل فى بنود الاتفاقية.

و لا توجد أمة تحب أن تعيش على دماء أبنائها التى تروى بتضحية تراب الوطن و لكن الأمم تسعى لنهضة بلادها و رد الجميل لأبنائها من الشهداء كما تسعى كل أم لكى ترى ابنها فى الكوشة مع عروسته و بنتها و قد أتت لها بأول حفيدة تقول لها : يا ستى !!

و لأن مصر فى ثورة 25 يناير خرجت تنادى بلسان شعبها :عيش .. حرية  ..عدالة اجتماعية..كرامة انسانية.

فمؤكد أنها تريد رؤية البلاد و من يعيشون عليها فى أحسن حال بلا انفلات أمنى و إنما بشرطة تطبق القانون عن حق و احترام مع الخارجين و الواقفين ضد القانون و تؤدى دورها بكفاءة بعيدة عن نغمة .. عشان تعرفوا قيمتنا.

شرطة تزيل النغمة الخايبة التى يروج لها أنصار الرئيس المخلوع قائلين:و لا يومك من أيامك يا مبارك.

و هؤلاء الذين يترحمون عليه هل سألوا أنفسهم وقتها عن مصر التى كانت غير معرضة إلى حرب كل عشر سنوات كما كان فى العهود السابقة ماذا فعل؟

كبارى و أنفاق و فنادق؟

استفاد منها من؟ و من ربح من خيراتها؟

حضر فى عهد السياح و هم يغرقون أسواقنا المصرية بعملاتهم الصعبة و بالمثل فى قناة السويس و غيرها من خيرات ربنا لكن ماذا فعلت تلك العملات الصعبة؟

هل هى زودت مرتباتك و أنت فى عز الأمن و الأمان الذى تترحم عليه وقت الرئيس المتخلى عن منصبه مبارك؟

هل وجدت علاجا كريما و قد كنت تقف فى طابور طويل عريض من اجل أن تأخذ الدواء الذى يسكن ألمك و يا عالم وقتها كان معك ثمنه أم لا؟

هل تتذكر أنك شاركت مبارك وقتها فى جريمة الحصول على حقك؟

نعم كان الحصول على حقك فى عهده جريمة طالما كنت تطلبه عند استخراج رخصة القيادة أو الحصول على علاج أو إنهاء اوراق بطاقة التموين فقد كانت هذه المصالح لا تنتهى إلا و كان عليك أن تدفع مقابل كلمة .. الشاى بتاعى و كل سنة و انت طيب حتى تأخذ حقك؟

تدفع من اجل أخذ حقك بينما حولك يوجد من ينتسب إلى الدين و يرفض عليك عصيان مبارك فكنت تحتار هل انت على صواب أم خطأ؟

كم أتمنى أن ينفخ الله فى صورة الأزهر حتى ينتشل مصر الغارقة و يظهر على سفينتها من يدعو الناس للتفقه فى أمور دينهم و دنياهم بروح الإمام محمد عبده و الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمهما الله فقد كانا يسيران على طريق الهداية و الحق دون خدمة لحاكم أو التفكير فى مصلحة شخصية.

لا تيأس أيها المصرى و تفاءل بالخير و طالب بحقك بصنعة و حرفنة لا يقابلها أحد بحجة أننا فى أحوال سيئة و مهببة فى الداخل و الأوضاع سوداء من الخارج.

2011/09/21

أ.ب سياسة



هذا البرنامج أتابعه بشكل دائم فهو يتميز بعرض مبسط للمفاهيم و الأحداث التى تدور حولنا فى مجال السياسة و يعتمد على أسلوب بديع للدكتور معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.

يعجبنى فى البرنامج أن الدكتور معتز يعتمد على الحديث المباشر فيخاطب المشاهد بصورة تناسب أم محمد و عم شعبان بائع الفول و الدكتور تيمور فتذهب إليك المعلومة آخذة حقها فى الشرح و يحلل له ما تنشره الصحف فلا يجعله فقط مجرد قارىء متلقى للمعلومة بل ليفهم مغزاها و معناها و المخفى من وراءها.



هكذا ينبغى أن يكون الإعلام فيقدم للجمهور المعرفة و يحثهم على البحث و التفاعل فالبرنامج يتيح للجمهور التواصل معه بإرسال استفساراتهم و ما يريدون مناقشته من قضايا سياسية كالنظم الانتخابية و أنواعها و مفهوم القائمة النسبية و الجمهورية البرلمانية .. إلخ من المصطلحات التى نسمعها الآن.

ميزة أخرى لبرنامج أ.ب سياسة هى أن الدكتور معتز لا يتحدث طوال حلقة البرنامج و كأنه جالس على "المصطبة" كأمثال عماشة فى قناته الذى يجلس باللت و العجن و إقحام البط اللذيذ فى ميدان السياسة و البطة بريئة من عبثه.

الدكتور معتز لا يتحدث فقط فهو يستعين بأساليب العرض التوضيحية المبسطة ليشرح الجمهور أوضاعنا السياسية و لعل الحلقة التى جعلتنى أكتب عن البرنامج لعل و عسى تشاركونى المشاهدة و الاستفادة هى الحلقة التى تحدث فيها عن "مراحل الثورة الخمس" و بكل بساطة تخرج من الحلقة و أنت فاهم على وعى و دراية من أهل العلم فى أى موقف تكون مصر؟


اسمحوا لى أن أترك لكم الصورة التى ظهرت  فى هذه الحلقة و وقتها ستدرك مصر سكتها على فين ؟

 


بعد مشاهدة الصورة أتساءل برنامج مثل "أ.ب سياسة" لماذا لا يظهر على شاشات التليفزيون الرسمى؟

هل يخشى التليفزيون المصرى الرسمى مرور الدكتور معتز ببرنامجه لتوعية الناس بفهم و دون تسطيح للعقول؟

هل سيصرخ ماسبيرو: "اطردوا دكتور معتز" و "أنا خايف منه و قلبى مهزوز لو قدم البرنامج عندى" و "كده هيجيلى ضغط و سكر لو الناس ربنا كرمها بمتابعته"؟

هل التليفزيون المصرى مازال غاضبا من الدكتور معتز بالله عبد الفتاح و حالف بالطلاق على شاشته ما يظهر عليها الدكتور كما كان عهد حكم المخلوع؟

و هل لا يريد التليفزيون المصرى أن يستفيد شعبه مما يحدث حوله كما يستفيد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء من الاستشارة السياسة الموجودة عند الدكتور معتز بالله عبد الفتاح؟

و هل الغلابة مكتوب عليهم التعب و الذهاب للطبيب إذا كرمهم ربهم بالمال بينما المقتدر الذى كرمه الله بالرزق له حق العناية و الرعاية بمفردهم؟

أسئلة كثيرة و إجابتها أنتظرها و وقتها ستقول لى طالما البرنامج على قمر النايلسات فلا توجد مشكلة للناس فيمكنهم متابعة البرنامج من غير ما تزعل نفسك و لا أنت خدتك الجلالة لأن الدكتور جزء من اسمه على اسمك؟

يا سيدى القصة إن لما تقعد عايش على فكرة مصر الرائدة الأولى فى الإعلام و مصر كعبة الشرق فى الإذاعة و التليفزيون و تظل تضخم فى أسطورة أعرف أنها حقيقة و قت أن كان لدينا إذاعة بحجم صوت العرب و الشرق الأوسط و البرنامج العام و القرآن الكريم و برامج تجمع الإبداع و مجموعة من الإعلاميين البارزين كأمثال :حمدى قنديل و محمود سلطان و بابا شارو (محمد محمود شعبان) و طارق حبيب و صفية المهندس و أمانى ناشد و غيرهم من الذين نحتفظ لهم بالاحترام.

و تجربة الدكتور معتز بالله عبد الفتاح ليست ببعيدة عن التليفزيون المصرى الرسمى فهى على صفحات كتاب (من وجع القلب) الصادر من دار المعارف حيث كتب محمود عوض " كان لى حديث يومى فى إذاعة الشرق الأوسط فى برنامج باسم "من قلب إسرائيل". البرنامج مدته خمس دقائق و تعتمد فكرته على سؤال توجهه إلى المذيعة سوسن سامى مستمد من حدث ساخن أو تطورات طازجة و طوال سنوات أيضا كانت تقارير المتابعة بالإذاعة تسجل أنه أصبح أكثر البرامج السياسية شعبية ، و هو شىء نادر بحد ذاته".

ألا يريد التليفزيون المصرى استعادة هذه الأمجاد ؟

أم أن وزير الإعلام أسامة هيكل يهتم أكثر بما يزعج سكان العمارات من استديوهات القنوات المجاورة لشققهم و الذين يفعلون إزعاجا يشبه "دق الكفتة" على رأى الناقد البارع طارق الشناوى فيتم غلقها؟

على فكرة برنامج الدكتور معتز يأتى على قناة التحرير عند منتصف الليل من الأحد إلى الجمعة و يعاد فى الرابعة عصرا من السبت إلى الخميس.