2010/02/26

وداعا البيت بيتك

لم اكن أتخيل أن يأتى اليوم و اقرأ خبر نعى برنامجى المفضل (البيت بيتك) و لكن دوام الحال من المحال و هذه سنة الكون.

(البيت بيتك) بدأ فى شهر رمضان الكريم و كانت أولى حلقاته فى 15 أكتوبر 2004 التى قدمتها الإعلامية القديرة ليلى رستم و أصبح البرنامج عامرا بالمذيعين مثل منى الشرقاوى، تامر أمين، شافكى المنيرى، جاسمين طه زكى، إنجى أنور و غيرهم.

و على طريقة نظرية التطور ظل التحسين مستمرا فى مقدمى البرنامج حيث تم اختيار كل من محمود سعد، وتامر أمين وجاسمين طه زكى، وياسمين عبد الله، وشريف عبد الرحمن لتقديم برنامج يناقش كافة قضايا المجتمع المصرى و يجعلك تشعر وقت مشاهدته بأن البيت "بيتك".

و ظهر أيضا معتز الدمرداش و أسامة منير لفترة قصيرة بالبرنامج إلى أن تم الاستقرار على محمود سعد و تامر امين حتى انضم إليهما خيرى رمضان.

لقد كان البرنامج من أفضل برامج التليفزيون المصري في ظل وجود القنوات الخاصة التى أكلت الجو ببرامجها المتنوعة إلى أن حدثت طفرة قنوات النيل و لا تزال المنافسة مستمرة بين الخاص و الحكومى.

(البيت بيتك) ظهر متنوعا بفقراته يناقش القضايا بحرية كبيرة لم نكن نراها بالتليفزيون المصرى الحكومى و التف حول البرنامج الفلاح و العامل و ربات البيوت و المثقف و الطالب و الطفل و الغنى و الفقير وبقى البرنامج بيت لكل المصريين.

و كعادة البعض فلم يتركوا البرنامج فى حاله سواء بتسميته (البيض بيضك) أو (الغيط غيطك) أو (الشقة شقتك) لكن البرنامج ظل بيتا لكل المصريين.

و نجاح البرنامج يعتمد على الجنود المجهولين من فريق الإعداد الذين لا يظهرون طوال الحلقة إلا بما جمعوه من أخبار و معلومات و ترتيبات للأفكار و اللقاءات فلولاهم لما اكتمل نجاح البرنامج.

و لأن الجواب بيبان من عنوانه فعنوان البرنامج يظهر فى شخصية و هيبة مقدمه (محمود سعد).. الذى له طلة بهية يومى السبت و الأربعاء من كل أسبوع و كان الواحد بيتفرج ع البرنامج و مش بيحس بالوقت.

ده غير قربه من البسطاء فى فقرة المشاكل التى كان يجمع فيها المال و يقدم المساعدات للمحتاجين بأسلوب راق دون تجريح لمشاعرأحد و يستحق عن جدارة أن يكون عمدة الاعلاميين لبساطته و تلقائيته الشديدة التى تظهر مع الشيخ خالد الجندى عندما يخاطبه بلغة عم محمد و الست بهية، لغة الناس العادية عشان الرسالة توصل لصاحبها مفهومة من غير اى لبس فى الموضوع، لهذا يستحق الإعلامى القدير ابن البلد المجدع "محمود سعد" أن نسمع له سلام مربع لقربه الدائم من الجمهور.


و لا ننسى تحية إطلالة تامرأمين المشهود بثقافته العالية و ثقته بنفسه فى عرض الموضوعات.

أما الوجه البشوش خيرى رمضان الذى تراه باسما حتى و هو غير مبتسم -(ابقى شوف كده و انت تاخد بالك)-جعل البيت بيتك قصة بسيطة بيعيشها مع الناس و بسلاسة أسلوبه يقدر يوصلك كل اللى انت عايزه.

لا أزال حزينا على رحيل (البيت بيتك) لكنى انتظر البرنامج الجديد الذى لم يستقر على اسمه بعد و كان افضل لو كان الجمهور الذى ارتبط بالبرنامج لست سنوات أن يختار بنفسه الاسم دون ان يفرضه احد عليه و اقترح ان يكون البيت (بيتكم).

 أتمنى أن يكون البرنامج سواء مصر النهارده أو هنا القاهرة أن يكون متميزا مثل قرينه حتى لا نشاهده و نقول بحسرة الله يرحم "البيت بيتك".

2010/02/21

روتــــانا زمــــان

هو الناس بتتغير للأسوأ ولا الأفضل؟

عزيزي القارىء إن كنت لا تقرأ الصحف فأرجوك أن تطالعها ستجد صحفا بها عناوين تدل على رفاهية البلد و السعادة الغامرة اللى هتنزل من عين الناس و ستجد صحفا اخرى بها عناوين تجعل البلد سوداء و الحالة بايظة و حاجة لا تسر عدو و لا حبيب.

نصدق مين؟

افتح صفحة الحوادث هتلاقى جرائم غريبة زى أب يقتل أولاده و ينتحر، ام تقتل ابنتها بمساعدة عشيقها، انتحار، سرقة ، لدرجة وجود جرائم عشان ربع جنيه.

هو احنا بقينا متوحشين؟ و لا عايشين فى حالة من المهلبية ؟
أى حاجة نعملها و أى حاجة ممكن نسمعها و اى حاجة ممكن نشوفها و مبقتش غريبة.

يعنى عندك مثلا البنت تمشى فى الشارع تتعاكس، محترمة مؤدبة برده تتعاكس زيها زى اللى لبسها كأنه مش عليها.

الشوارع مش نضيفة زبالة هنا و زبالة هناك و بقت طايلة الغنى قبل الفقير، لدرجة إننا اعتمدنا على الأجانب عشان يلموا الزبالة لكن لا زبالة اتشالت و لا شوارع نضفت.

فين الجار بتاع زمان؟

كنت تشوف فى الأفلام الجار يساعد جاره و يتكلم معاه من البلكونة و الشباك "لازق" فى الشباك و معاه فى الفرح و الحزن.

فين الصحاب؟
دلوقتى لو لقيت صاحب يبقى كنز و الباقى معرفة عشان مصلحة.

فين الأناقة فى الملابس و المظهر؟
الموضوع بس عايز تناسق، يعنى البنات مثلا تلاقيها كلها شبه بعض من بنطلونات و "باديهات" و كأنهم شغالين فى مكان واحد، الواحدة حتى لو سايبة شعرها يا إما منكوش يا إما حتة واحدة، لا تسريحة و لا يحزنون إلا وقت الأفراح و الليالى الملاح، ده غير اللبس اللى واسع جدا جدا جدا الللى مش هتشوفه إلا نادرا.

طبعا الصبيان من الشباب نفس الحال ما بين بنطلون ساقط و شعر "كنيش" زى احمد مكي، مع العلم إن احمد مكى لابس باروكة، و كله كوم و النضارات السودا اللى تلاقى الشاب لابسها بالليل و كأن الشمس طالعة، ده غير بقى مجاملات الأفراح ما بين سجائر و رقص ولا دينا و فيفى عبده و هز يا وز.

الناس معادن بتبان فى الشدائد و قول للزمان ارجع يا زمان.

بجد بحسد الناس بتوع زمان فى افلام الأبيض و الأسود، شوف الشوارع نضيفة إزاى، شوف الجيران بتحب بعضها إزاى، شوف الناس بتخلص فى عملها إزاى؟

شوف أناقة الملابس و فساتين السيدات و الأغانى الجميلة و الكلمات المبدعة و الروعة التى ليس بعدها روعة.

لقد كانوا مبدعين رغم قلة الإمكانيات و لكن ماذا ينقصنا؟
بالحق لو هتقولى زمان عددهم قليل و الأحوال مريحة هقولك إنهم عاشوا أيام الحروب و الزيادة ممكن تبقى فايدة و شوف الصين و الهند.


رغم حزنى على امتلاك روتانا زمان لأكثر من 1000 فيلم مصرى إلا أننى ادعوك لمشاهدتها كى ترى الناس المصريين كيف كان حالهم و ساعتها يمكن ربك يكرم و نبقى احسن من زمان.

فالفن المصرى دائما رائع يحمل في طياته تاريخ الأمة ما بين أفلام يوسف وهبى، أنور وجدي، إسماعيل يس و ما بين غناء أم كلثوم و عبد الحليم، شادية و نجاة وهؤلاء على سبيل المثال و ليس الحصر.

نفسنا نشوف الحلو فى أيامنا و ما يبقاش ذكرى بنترحم عليها.




2010/02/19

يا برادعــــى

 


أنت ركبت طيارة قبل كده؟

الحكاية و ما فيها إن السؤال خطر على بالى وقولت الواحد كل يوم يركب مواصلة شكل ما بين أوتوبيس و ميكروباص و لو ربنا كرمه و الجيب "عمران" يركب تاكسى.

بس فى عقل بالى قلت: استنى يا واد..لو نفسك تركب طيارة ما تزعلش يمكن التذاكر غالية "حبتين" و الواحد طبعا مشغول.

بس لقيت الحل اللى منه أمسك "العصاية من النص" و قررت فى يوم الإجازة أروح المطار الصبح بدرى عشان أشوف الطيارة و هى نازلة و بالمرة يبقى شوفتها على حقيقتها بدل ما بسمع صوتها فوق سطوح البيت و بشوفها فى التليفزيون ع السريع.

المهم جهزت نفسى ليلتها و قررت أن أتنحى تماما و نهائيا عن التليفزيون عشان انام بدرى و اصحى بدرى و أشوف الطيارات من صباحية ربنا.

لكن دوام الحال من المحال عرفت إن الدكتور البرادعى ناوى يزور البلد فى نفس اليوم اللى هروح فيه المطار أتفرج على الطيارات و أعيش و اندمج معاها و لا روايات "شكسبير" و "نجيب محفوظ".

و لأن الواحد بيسمع الكلام من صغره و مش بيحب البهدلة فقلت بلاش أروح اليوم ده.

و طبعا لأنى مش بحب الزحمة و عايز أتفرج على "رواقة" و أتأمل فى الطيارة و هى نازلة و أشوف احتكاك "العجلات" بالأرض اللى يرجعنى لحصص العلوم بتاعة زمان.

مخبيش عليك و أقولك الصراحة عشان ما تقولش عليا إنى بضحك عليك او خايف اتكلم.

بص يا سيدي.. بصيت؟
طيب يا ريت تركز و خلى الكلام ده سر.

بينى و بينك و على بلاطة أنا مش عايز اروح المطار فى اليوم اللى هيشرفنا فيه الدكتور البرادعى.. عارف ليه؟

يا سيدى هحكيلك أنت مستعجل ليه متخافش مش هعطلك.

القصة و ما فيها إن "المنتخب" من كام يوم رجع من انجولا بالكأس الغالية و الناس خرجت تستقبل الأبطال و تغنى لهم و تهتف لهم وكانوا مبسوطين، لدرجة سهروا الليل بطوله فى الشوارع فرحانين و خرجوا ع المطار من صباحية ربنا عشان يكونوا فى شرف استقبال المعلم "شــحاتة" و رفاقه.

بس بصراحة اليوم ده أنا كنت غايب عشان كان عندى امتحان و طبعا نمت اليوم ده مرعوب و خايف إن المعلم ياخد خبر يومها بغيابى عن شرف استقباله.

و طبعا بعد ما اعترفت لك بالحقيقة يا سيدي.. يا ريت تقدّر ظروفى لأن مش معقولة أسيب الامتحان و أروح للمنتخب !!

و طبعا لو المعلم خد خبر إني رحت المطار يوم الجمعة هيفتكر إنى رايح عشان استقبل الدكتور البرادعى و أكون فى شرف انتظاره و استقباله.

قولى بقى ايه الحل؟

أروح المطار و المعلم يزعل منى و لا أقعد فى بيتنا و اروح فى يوم تانى؟

شوفت بقى يا سيدى الحيرة اللى انا فيها مش عارف أمشى و مش عارف استنى.

أقولك عشان محدش يزعل هروح يوم تانى و تبقى بصرة.. لا شوفت ده و لا شوفت ده.

ختاما.. نسيت أقولك على حاجة مهمة جدا بالنسبة لى و مرتبطة بموضوع الطيارة و المطار و يا رب تفرحك.

لقيت فى البلكونة طيارة كبيرة قمت طيرتها من البلكونة عشان اتسلى يوم الجمعة و ماما ساعتها شافتنى و قالتلى:من يومك بتحب الطيارات يا واد.. ده أنت حتى ركبتها و انت عندك 3 شهور و احنا مسافرين.

طبعا سمعت كلام الحاجة و حسيت إنى عايز أسمع سلام يا برادعـــى.



2010/02/16

أنت اسمك إيه ؟

الساعة الثانية صباحا و الجو ممطر شديد البرودة، خطوات أقدام على السلم مع "صرخات واحدة على وش ولادة".

صاحبنا يسمع الصراخ و يقرر فتح الباب بعد أن ترك كتبه المعتاد على قراءتها فى آخر الليل حتى يرى من الصارخ على السلم؟

الزوجة تنزل ببطء تشعر بآلام الوضع تمسك فى ذراع زوجها وتتألم و تقع عيونهما على "جارهما" الذى يقرر مساعدتهما و توصليهما إلى المستشفى فى هذا الوقت المتأخر الذى تخلو فيه القاهرة "الساهرة" من المواصلات فى هذا الطقس البارد.

يذهب الثلاثة للمستشفى و تلد الأم و تعود لها البسمة بعد رؤية طفلها السعيد و من فرحة الزوج يسأل جاره عن اسمه حتى يسمى ابنه على اسمه.

....

صاحبنا يقود سيارته العزيزة التي اشتراها والده كهدية له و لذكرياتها القديمة معه يرفض صاحبنا التفريط فيها و لكن دوام الحال من المحال و تفعلها "زوبة" – اسم السيارة – و تتعطل، ولأن زوبة محتاجة "زقة" فقد طلب من أحد المارة ان يساعده حتى "تقوم" سيارته و يصل لمشواره.

و بعد محاولات عديدة حتى "يرمى" صاحبنا و تسير السيارة، دار صوت المحرك و رفع صاحبنا يده من خارج شباك السيارة سائلا الذى ساعده عن اسمه و دعى له و عرض عليه أن يوصله فى طريقه.
..
المشهدان السابقان مصريان، لا تجدهما فى مكان آخر يتمتع بالطيبة و الحب و الشهامة بل و توجد المشاهد الكثيرة التي يظهر فيها المصري بنخوة أهل البلد يمد "يده" لمساعدة غيره حتى و لم يكن يعرفه.

ربما لحظات قصيرة لكنها قوية المعنى و للأسف مهددة بالانقراض لأن الواحد أصبح يفضل نفسه عن الآخرين و ينسى من حوله و لا يعلم أن الضرر الواقع على غيره هو بالضرورة واقع عليه.

لقد اصبح التفكير عند البعض بمبدأ "يللا نفسى" و ده "حلو" و ده "وحش" و ما تتعاملش مع ده و ما تشتريش من ده.

الموضوع مش فزورة.. الموضوع إن البلد دى قايمة على المسلمين و المسيحيين.

لو بصيت على الحال هتلاقيه مش بيفرق ما بين مسلم و مسيحى.

أزمة أنابيب البوتاجاز كانت على المسلم و المسيحي، أزمة الأسعار على المسلم و المسيحي، أزمة أنفلونزا الخنازير، كارثة السيول و غيرها من الأزمات كلها على المسلم و المسيحى.

زحمة المواصلات و حوادث الميكروباصات على المسلم و المسيحي.


فرحة الناس بالمنتخب على المسلم و المسيحي، زيادة العلاوة و الدعم يفرح الكل بها سواء مسلم أو مسيحي.

المشكلة ممكن تكون فى اهتمامنا بأى موضوع وقت ما بيحصل، لكن الأهم إننا نعرف مكان البلد هيكون فين لو سبنا كل من "هب و دب" يفرق بين المسيحى و المسلم و كأنهم مش مصريين.

مصر أم الدنيا و بلد الحضارة و مهد التاريخ و الكبير لازم يعرف إن اللى بيقع على "رجليه" بيبقى من غير عكازين و ما ينفعش البلد تمشى على "رجل" و تسيب "التانية".

لو رايح أى مكان و متعرفش حد يا ترى بيقولك ايه؟
بيسألك: أنت اسمك إيه ؟ و منين ؟ و ساكن فين ؟ و الكلام بيجيب بعضه.

الموضوع مش محتاج اقول إننا أخوات و الوطن للجميع لكن الأكيد سواء مسلمين أو مسيحيين.. كلنا مصريين.. بس يكون ده اللى في قلبك و تفكر بعقلك، و نيتك تبقى صافية.


2010/02/12

رزق الهبل ع المجانين

 


لو ناوى تتفرج ع التليفزيون خد معاك موبايلك و تليفونك و كام كارت شحن عشان تجاوب ع الأسئلة الجهنمية التى ستهطل عليك كالمطر بداية من كرومبو إلى بايرة و المطبخ و العربية و الأخت و الأهل و الأحباب و اللى يحب النبى يقول "هيييييه".

إلى هذا وصل الأمر ان تكون الأسئلة فى الأكل و إشى ملوخية و فراخ و إشى ناس مش لاقية تاكل (راجع تصريحات محافظ الأقصر).

إذا كانت الفلوس زى "الــرُز" فى يد أصحاب المسابقات و الشعب أصبح شغله الشاغل أن يمسك التليفون محمولا أو أرضيا ليتصل و يجرب حظه و هى ضربة حظ تخلص المسائل و تعمل النقلة.

و بالتالي لا تسأل عن إنتاج و جودة تعليم و تقدم و تطوير طالما أن الجيل الحالى يرى أن الكفاح و العرق و الجهد يكون بمجرد الضغط على زر التليفون و ألووووووووو يا أمم (الله يرحم توفيق الدقن).

و كان المجلس الموقر قد أعلن فى دورته الماضية بضرورة وضع ضوابط لهذه الإعلانات خصوصا بعد مشكلة كرومبو الشهيرة الذى تنافس على حقه ثلاثة اشخاص و فى ناس شايفة عددهم أربعة زى ما قال الشرع ( و زى ما قال الريس منتخبنا كويس ).


الأمر لا يتوقف فقط على الإعلانات بل يذهب إلى قنوات متخصصة فى عرض "مزز" حتى يسيل لعاب الأفندى و يجاوب على السؤال الخطير موووووت ( و متنساش تدوس على حرف "الواو" زى الكتكوتة ما بتنطق ).

و حتى لا نظلم البلد فإن موضوع المسابقات منتشر على مستوى العالم بل و تحقق هذه القنوات الترفيهية التى تعتمد عليها أعلى نسبة أرباح و لكن هناك توجد ضوابط للأمر و هنا توجد أموال تدخل فى جيوب أصحاب هذه المسابقات العبقرية و جزء يدخل فى جيوب شركات الاتصالات ( و كله بثوابه ).

لو تابعت هذه القنوات سترى العجب بعينه ويتكلم أشخاص في البرنامج للإجابة لكن تطلع فشنك و تبقى قاعد متجنن.. مش كفاية السؤال عبيط.. تبقى الإجابة أعبط (أتمنى وضع الأسئلة و الإجابات ضمن عجائب دنيا الفسكونيا الثامنة).

و طالما أننا شعب بيحب النكت و معروف عنه ( دمه خفيف ) فقد تفوق علينا الهنود حيث نشرت إحدى الصحف أن واحدة من هذه المسابقات ظل من يفوز بها يحمل نفس الاسم لدرجة أن اسم الفائز ظل كما هو 100 مرة دون تغيير لكن ربنا ستر و الناس خدت بالها.

طب الهنود عملوا عربية و سموها "تاتا" و دخلوا عالم البرمجيات و جهزوا خطة لدخول عالم العظماء فى الاقتصاد خلال العشر سنوات القادمة و عملوا برمجيات زى مايكروسوفت (عقبالنا يا رب).

المسابقات الكتيرة دليل رفاهية و الحياة بمبى و الناس بقى اللى بنشوفها أو بنسمع عن ظروفها الصعبة مش موجودة لأننا خلاص عدينا المرحلة دى و بقينا من كتر النعمة بنتصل و نجاوب و ناخد "صابونة" ( متخافش هديتك هتوصلك بس سيب عنوانك ).

لا احب التعميم و زى ما فيه الحلو.. فيه الوحش و عارف إن فى ناس عاقلة و واعية و عارفة إن الكلام ده ضحك ع الدقون ( و إنه رزق الهبل ع المجانين )، لكن مش عايز يجى الوقت و أجيال بعدنا تفتخر بحضارتنا فى ضرب الأرقام القياسية فى المسابقات الأونطة ( و الله يرحم الفراعنة ).

2010/02/10

تحـــيا جمهورية الولـــيد



لم نسمع عن قناة السويس إلا من خلال كتب التاريخ و كيف أن الخديو اسماعيل أعطى للأجانب امتيازات مجحفة على أراض مصرية لبناء هذا المشروع الذى جعل مصر منبعا للديون التى تعدت الملايين و كانت المبالغ خيالية فى هذا الوقت البعيد.

و يا من لم تشاهد قناة السويس و لم تحضر ما حدث فيها، فاليوم ترى ارض توشكى و قد أخذ منها الوليد ابن طلال ما يريد و حسب ما نشرته المصرى اليوم فإن أراضى الوليد لا تخضع للضرائب العقارية ورسوم رأس المال بل و يحصل على أقل سعر للكهرباء لا يستطيع الفقير الغلبان فى مصر أن يحصل عليه.

بل و أعطى العقد -الذى وقعه مع الحكومة المصرية- الحق له فى أن يزرع الأرض كيفما يشاء بل و لا يزرعها إطلاقا زى ما هو عايز .. الأرض أرضه !!

الوليد صاحب قنوات روتانا يبدو أنه اشتاق لقناة السويس و عقودها التى أعطت للأجانب اراض مصرية كما ذكرت و كأنها لا تخص البلد فى شىء فقد حصل جلالته على أكثر من 100 ألف فدان بسعر 50 جنيه للفدان، و على حكومتنا العظيمة أن تتكفل بالترفيه عن عماله بتوفير المياه و الكهرباء و يتم تسجيل العقود و غيره دون دفع أى رسوم.

و جاء ضمن شروط العقد أنه فى حالة المنازعات يعنى بالبلدى لو الحكومة و جلالة الأمير شدوا مع بعض علطول يلجأوا للتحكيم الدولى و كأن الأراضى اللى سيادته اشتراها خارج الحدود المصرية و لا تخضع لأحكام القضاء المصرى.

إن الامتيازات التى حصل عليها الأمير  منها أنه معفى من الجمارك و البضائع المنقولة بالطائرات يا سعدك يا هناك يا وليد.

لماذا تمنح الامتيازات للمستثمرين الأجانب و العرب و لا تعطى نصف هذه الأموال للشباب؟

هل ننتظر بعد كل هذه الامتيازات أن يأتى اليوم و نرى هذه الأراضى المصرية تحت سلطة الأمير فقط ؟!

إن قناة السويس ظلت فى أيدى الأجانب سنين طويلة إلى أن جاء الزعيم جمال عبد الناصر و أعلن تأميم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية.

فهل بعد كل هذا ياتى الرئيس مبارك و يعلن تأميم هذه الأراضى و إعادتها لمصر مع العلم بوجود تحكيم دولى و لا تزال قضية سياج التى دفعنا فيها دم قلبنا من 5 مليون إلى مبلغ يقل عن 60 مليون دولار بعد ما كسب قضيته فى المحاكم الدولية ضد الحكومة.


بعد هذا العقد نجد ان الأمير ليس أمامه سوى إعلان جمهورية الوليد على أرض توشكي، و على المقيمين حوله ترديد شعار(تحيا جمهورية الوليد).

و سيأتى اليوم الذى نجلس فيه لنقص و نروى لأطفالنا أن هذه الأراضى مصرية لكنها تعرضت للتشفير بسبب الوليد و لكننا فى انتظار البطل المغوار الذى سيقوم بفك الشفرات و يجعلنا نشاهد هذه الأراضى مرة أخرى و قد كتب عليها عمار يا مصر .. أرضك رجعتلك من تانى يا أرض النعم يا عظيمة.

المشكلة إن رئيس الوزراء كمال الجنزورى قالك أنه مشافش العقد و المشكلة كمان إن فى ناس كتير شايفة لكن لو قربت منها هتلاقيهم عميان.

هى دى بلدنا و لا بلد الغير .. هى مصر بتظهر وقت الكورة بس ؟!

و صدق اللى قال : مصر هى أمى لكن ربما ينظر الكبار إلى مصر بانها خالتهم لأنه محدش يقدر ياخد مكان الأم.

و ياللى بتفكر حقك يرجعلك عليك باللجوء إلى الكريم بالدعاء
و يا رب.......... .

ادعى باللى نفسك فيه.

الله يرحمك يا فالنتين

يأتى عيد الحب فى كل عام حاملا نسمات حانية يضعها كل حبيب لمحبوبه فى نظرات و همسات و كلمات.

بصراحة من غير مجاملة مش عايز أكتب بقى بنظام الكتابة الناعمة و حين تنظر لعيناها و كلمتين حب من إياهم.

إيه رأيكم لو أتكلمنا فى عيد الحب عن أنه حلال و لا حرام؟ أكيد هتقول عليا إيه العكننة دى و إيه اللى مخلينى قاعد اقرا اللى هتكتبه.. ما ترسى على بر و تقول انت عايز تكتب ايه؟ 

حاضر يا سيدى من عنيا يا سيدتى هقولك إن شيوخ الفضائيات قالوا إن عيد الحب حرام و إنه دعوة للكفر و إن هناك أحديث شريفة للمصطفى عليه الصلاة و السلام فيما معناها أن الأعياد للمسلمين عيدين فقط هما عيد الأضحى و عيد الفطر. 

و لأنني أحب أن يكون المجال لأهله في تخصصه فإني أرجو من هؤلاء الأفاضل أن يجيبوا و لماذا لا نقول على أعياد 6 أكتوبر و عيد تحرير سيناء أنهما أعيادا غير دينية و لا يصح التمسك بهما ؟ 

و بالطبع سترد على أن هذه مناسبات وطنية و قومية و يجب الزهو و الافتخار بها. و ماذا عن عيد الأم.. أليس هذا العيد عالمي و ابتدعه الغرب؟ و هل الأم تستحق منا يوما يتيما في السنة؟ و هل هذا يناسب ما جاء فى القرآن الكريم بــبر الوالدين معا ؟ 

رحم الله الشيخ محمد عبده العالم المستنير الذي سبق عصره و كان خير الناس فى توصيل منهج الإسلام الوسطي إلى الجميع.. بالفعل افتقده فى ظل سيطرة هؤلاء المشايخ على عقول البسطاء عبر الفضائيات.

أتعجب أن يكون هذا اليوم المسمى بعيد الحب هو يوم للإلحاد و الكفر، و إن كان يقتصر فى الفكر على انه علاقة حميمية بين الرجل و المرأة فإنه محترم طالما فى إطاره الشرعى. و ياريت تسيبك بقى من جو الأحمر فى الأحمر و الورود و الشيكولاتة و الدباديب و البراويز و غيرها من الهدايا التى لا تعد و لا تحصى.

إيه رأيك لو خلينا عيد الحب يوم الناس تتصافى و تتصالح مع بعضها جيران و صحاب و أهل و أحباب. يوم نشوف فيه الناس قلوبها صافية مش مجرد ابتسامات و أحضان و اللى فى القلب أسود و لا قرن الخروب.  

يوم نشوف المحتاجين و نساعدهم و نطبطب على الفقراء و نسعدهم.

يوم نفرح فيه و نسعد بعضنا خصوصا و أن الفرحة قليلة عندنا و بتظهر يوم ما المنتخب يكسب و ده كل سنتين. 

أظن لو عملنا كل ده فى حدود العرف و الدين و التقاليد و العادات مش هنغضب ربنا.

لماذا يقتل شيوخ الفضائيات السعادة؟ و لماذا لا يتصل شجيع من الجمهور و يسألهم عن حكم الدين فى بعض ضباط المرور المرتشين أو عن إهانات بعض الضباط فى الأقسام للمقبوض عليهم أو عن حكم الدين فى إجازات عيد الثورة و الشرطة..الخ من أعياد؟ و ممكن يقطعوا الخط لو يحبوا عن صاحب هذا السؤال.

طبعا حاسس إنك فى محاضرة و إن زقططة الفالنتين ضاعت عليك.. متزعلش حقك عليا و كل سنة و أنت طيب و افتكر تدعى لعم "فالنتين" اللى راح فى الكازوزة بسبب العشاق و كم من الجرائم ترتكب باسم الحب؟ و متنساش زى ما اتفقنا إنه عيد حب للجميع مش لوحدكم و بس.. و الله يرحمك يا فالنتين.

2010/02/05

مبروك يا دكتور نظيف


العريس سعيد ليلة الخميس لأنه سيدخل الدنيا مع من اختارها قلبه أو من وقعت في سكته و أخذها بحكم القوى عليه.

و نعرف أن العريس قبل الزواج بيلف السبع دوخات ما بين توضيب الشقة و سباك داخل و مبيض محارة خارج و نقاش معاه ألوان ياما يدهن الحيطان بلون العروسة المفضل و ادفع يا عريس و عقبال ما يتتمم المراد على خير.

هذا بالمثل ينطبق على الدكتور نظيف العريس المنتظر قريبا الذي تلاحقه متاعب قبل الزواج لا فى تحضير الشقة أو اختيار قاعة أفراح ليقضى الليلة السعيدة مع العروسة و الأهل و الأحباب و لكن المصائب و المتاعب تلاحقه من سيول و أزمة أنابيب البوتاجاز و اللي عنده حاجة يزودها.

و بما أننا نعيش سواسية و خلقتنا أمهاتنا " أحرارا " على رأى عرابى فقد قررت أن أتخيل أن السادة الوزراء وقفوا فى طابور مثلى لشراء أنبوبة بوتاجاز و تخيل معي أن يحضر السادة الوزراء باكرا إلى مستودعات و مخازن الأنابيب للوقوف في طابور للحصول على أنبوبة و يحضر وزير الرى مشكورا و يبدأ وقفته في الطابور برش المياه لعل الله يفتحها فى وشهم و يبعت أنابيب.


و بعد رش المياه يبدأ السادة الوزراء فى التوافد الواحد تلو الآخر ويصطفون فى همة و نشاط للفوز بشرف الأنبوبة الغالية.
و بمناسبة الغالية الأنبوبة فسيكون وزير المالية حاضرا لا لأخذ ضريبة على الوقوف فى طابور الأنابيب و لكن ليحصل مثل بقية المواطنين على حقه فى أنبوبة و يا ويله يا سواد ليله لو واحد عدى طابور سيادة الغالى وزير المالية علطول " يسب له الدين ".

إذا كنا نصدر الغاز و ينعم به أهل البلاد المجاورة فلماذا لا ننعم به نحن و نقف فى طوابير و سيبك بقى من كلام التفتيش و أنبوبة لكل مواطن لأن كل ده أونطة حتى لو كان البعض يحصل على حقه فالبعض الآخر لا يجد سوى مبدأ حقى بدراعى للحصول على أنبوبة و يدفع من 5 جنيه لعشرين جنيه و اللى يحب النبى يزود.

 مع إن الأنبوبة واقفة بعد الدعم على المواطن حبيب الحكومة 2.50 جنيه قول 2.75 جنيه .. 3 جنيه و ماله بس يا ريت تلاقى أنبوبة لأن والله المشكلة مش فى السعر لأن لو كانت الحكاية كده كانت الناس رفضت تشترى الأنبوبة بعشرة و عشرين و 50 جنيه، لأن السؤال هنا حد يقدر يستغنى عن الأنبوبة خصوصا و أننا شعب " أكيل ".
و كما اتفقنا أن وجود الوزراء فى الطابور خيالا فلا تقنعني أن معاليه سيقف في الطابور فربما لا توجد أنبوبة فى بيته و يعتمد على الغاز الطبيعى و هذا لا يجعله يتعرض لمثل هذه الطوابير و إن كان الموضوع كده فمعلش المرة دى.

و رغم هذه المشكلة البسيطة التى سرعان ما تهدأ حتى تظهر مشكلة أخرى خلال الأيام القادمة فلا ننسى أن نوجه خالص التهانى و المباركة للدكتور نظيف بمناسبة زواجه السعيد و نتمنى و نحن في رحاب أيام الفلانتين العطرة التى تجمع مظاهر احمرار لا تعد و لا تحصى سواء فى القلوب أو الدباديب أو الهدايا الأحمر في أحمر أن تنتهى أزماتنا على خير و أن يجد المواطن أنبوبة واحدة لأن هناك من يبحث عن رفيق عمره و حبيبه الذي خرج منذ ثلاثة أيام و لم يعد حتى الآن لأنه يقف فى طابور أنابيب.