2010/05/10

وداعا الولد الشقى



لا يعرف الإنسان قيمة الشىء إلا عندما يفقده.

إنها حقيقة مع الأعزاء الذين نفقدهم و الذين ينورون حياتنا بتعاملاتهم و كلماتهم و مشاعرهم.

و من هؤلاء الأعزاء لدى الكاتب الكبير محمود السعدنى الذي اعتبره أستاذى الذى تعلمت منه الكتابة.

محمود السعدنى الذى كان يكتب ببساطة و يتحدث ببساطة و يجعلك تسبح فى أوراق كتبه و أنت تشعر بالمتعة و المعرفة.

محمود السعدنى الذى كتب للبسطاء من الناس فقد كان معبرا بقلمه عن أهل البلد من الطبقة الدنيا يحكى لنا التاريخ من الحواري و المدن بأسلوب شيق سلس يجعلك مهتما بكل أعماله.

محمود السعدنى الذى يقدم لك الابتسامة فى أعماله و يسرد لك الواقع بلغة ابن البلد رحل عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز الثالثة و الثمانين.

لقد صدق الكتاب و النقاد عندما وصفوه بأنه جحا المصري على مسرح الحياة فهو حالة فريدة فى أعماله التى يعبر فيها عن الناس الموجودين بالمقاهي و على المصاطب بالقرى بكلمات بديعة سهلة تذهب إلى القلب و يرتاح لها العقل.

و لم يكن كاتبا فقط بل كان مقدما بارعا فى برنامجه الشهير "على القهوة" بالتليفزيون المصرى.

من لا يعرف محمود السعدنى فلن يستطيع التخلي عن صداقته عبر قراءة كتبه التى غاص فيها مع فهلوة ابن البلد المصري و دخل فى حياة الصياع و الضائعين و المحتالين و النصابين و الحرفيين و المعدمين.

مع محمود السعدنى تستطيع ان تسافر لأى مكان فكتاب مثل "بلاد تشيل و بلاد تحط" يحكى فيه عن أمريكا و اليابان و البرتغال و هونج كونج و غيرها من الدول التى تشعر بوجودك معه فى زيارتها بكلمات قريبة منك سهلة فى القراءة و المسمع بعيدا عن أى صعوبة.

و كتبه الرائعة هى كنز بالنسبة لى عندما قرأتها مثل: (الموكوس فى بلاد الفلوس) و (أمريكا يا ويكا) و (وداعا للطواجن) و غيرها من الأعمال الأدبية البديعة و ايضا رواياته مثل القضية و ايضا مذكراته التى تشرح لك تاريخ الصحافة المصرية خلال الحقبة الملكية و الجمهورية و يجعلك تعرف خبايا بلاط صاحبة الجلالة و التى كتبها فى أجزاء ثلاثة بعنوان (مذكرات الولد الشقى).

الولد الشقى صنع مجد العديد من الصحف و المجلات مثل روزاليوسف و صباح الخير.

كان ساخرا و مؤرخا و يظهر ذلك فى عمله الرائع "مصر من تانى" هذا الكتاب الذى أدعوك عزيزى لقراءته و انت معه كسبان كسبان.

فكتاب "مصر من تانى" يحكى لك تاريخ مصر المحروسة و لكن ليست بوجهة نظر المؤرخين الذين يرون الحكام على حق و ان الشعب فى غاية الوقاحة و الاجرام.

فهذا الكتاب يجعلك تعرف الماضى الحقيقى لمصر مع الحرافيش من العمال و الفلاحين.. هذا الكتاب الذى يقول فى مقدمته:
"سنبدأ على بركة الله و أرجو أن ننتهى على بركة الله أيضا، و نسأل المولى العزيز التوفيق للوصول الى الحقيقة و الكشف عن المستور و ان نكون عند حسن الظن و على مستوى العمل الكبير و نطلب من الله أن يبعدنا عن ايدى العسس و أن يخفينا عن أعين البصاصين و أن يحيينا صياعا و يميتنا صياعا و يحشرنا يوم القيامة فى زمرة الذين هم على باب الكريم.
طوبى للصياع .. و طوبى للمتشردين.. و طوبة للبصاصين و المخبرين"

هكذا جاءت مقدمته فى كتاب "مصر من تانى" و مهما قلت فإن الكلمات تعجز عن وصف الراحل أستاذى محمود السعدنى الذى غاب  بجسده عن عالمنا لكن روحه فى اعماله و كتبه تبقى معنا.

كل سنة و أنت طيب يا ريس


82 شمعة أطفيهم يا ريس فى عيد ميلادك و السرور يملأ قلبى لشخصك الكريم و لا أجد "تورتة" تعبر عن امتنانى لهذا اليوم ليس لأننى بلا نقود و لكن لأن الشمع كثير و ربنا يزيد و يبارك فى عمرك يا ريس.

وحشتنا يا ريس و كنا ننتظرك فى عيد العمال كى تخطب فينا و أثناء كلامك الرصين يخرج احد العمال بصوته من بعيد قائلا: المنحة يا ريس..
فتبتسم سيادتك و تقرر المنحة و بعدها يعلو التصفيق الحاد و يدوى داخل القاعة.

و لكن هذه المرة غبت يا ريس و بالتالى لم نسمع كلمة "المنحة" بجانب هذا الصوت الذى ينادى من عند رصيف مجلس الشعب و يطالب بزيادة الأجور و توفير الحد الأدنى و إعطاء العمال حقوقهم و توفير العمل للمعاقين و طلبات كثيرة يا ريس و كلهم أمل إن حضرتك توافق عليها بعد ما راحت الحكومة فى "شربة ميه" و دخلت فى مشكلة تلو الأخرى من غاز لأنابيب لسولار و كأن البلد تشتهر بمهنة الحاوى الذى يحب النار و يخرجها من فمه و لهذا حدث النقص فى السولار و الأنابيب .. وقرب قرب قرب.

عفوا سيادة الرئيس وصلنا إلى أزمة اللحوم فالشعب نجح فى المقاطعة حسب أحدث الإحصاءات بنسبة 52% و هل هذا عن قناعة منهم أم لضيق اليد؟ .. الله أعلم.
كل سنة و أنت طيب يا ريس الامتحانات على الأبواب و الدروس الخصوصية تشتاق لهذا التوقيت و جيوب الأهالي تنتظر أي شيء ينفخ فى صورة جيوبهم حتى يدفعون ثمنها و يجعله عامر يا ريس.

لا أعرف سوى الشكر لمن يكرمني آخر كرم مثل سيادتك و اقدم لك كل الشكر الذى لا أملك غيره و معه الستر و الصحة والعافية و الشرف و حب الوطن و القناعة و غيرها من صفات المدينة الفاضلة.

و أتمنى من سيادتك نظرة للناس المطحونين محدودى الدخل و ذلك لأنهم من فرط سعادتهم أراد البعض منهم أن يحضر حتى شرم الشيخ كى يهنئك لكن العين بصيرة و الايد قصيرة و بالتالى فهم يوجهون لك كل التحية على خروجنا من مطبات الخطورة فى ظل الاوضاع المتدهورة بالمنطقة.
كفاية علينا الأمان يا ريس و كفاية وجودك معانا ينور حياتنا و كل سنة وسيادتك بخير و وفقك الله و سدد خطاك مرفوعا برايات النصر حاملا العزة لمصر.
نسيت أقولك يا ريس إن شريط (أبو الليف) مكسر الدنيا يا ريت لو تسمح اشغله فى بيتنا وقت حفلة عيد الميلاد المعمولة على شرف سيادتك.

حبيبك محدود الدخل

عايز اشرب يا كبير




" يا تبر سايل بين شطين يا حلو يا أسمر “... هكذا غنى العندليب بصوته مغردا للنيل.


لكن يبدو أن النيل في خطر عندنا في مصر و لا نريد تهويل المسألة لكن الموضوع يتلخص فى اتجاه دول المنبع لتوقيع اتفاقية منفردة بعيدا عن دولتي المصب مصر و السودان بشان حصة الأفراد فى مياه النيل خاصة بعد فشل اجتماعات الوزراء الأفارقة بشرم الشيخ.


و المتابع للأمر سيكتشف العجز فى معالجة الأزمة و سيجد أن أي مشكلة تحدث لابد من تدخل الرئيس مبارك لحلها .و حسنا فعل عندما أرسل وزير الخارجية فى زيارة لدول المنبع الأفريقية مزودا برسالة تحث على التعاون بشان موضوع مياه النيل.


إننا لا نملك فى مصر سوى مياه النيل و تصبح مصر عاجزة بلا عكاز لو جفت مياه النيل و منعت دول المنبع وصولها إلينا.


المشكلة هنا فى بعدنا عن أفريقيا و تركنا الأمور تجرى حسب الأهواء.
 فلم نعد نعرف افريقيا إلا وقت كأس الأمم الافريقية و فى الوقت نفسه تغرس إسرائيل نفسها فى كل المناطق الحيوية التى ترتبط بمصر و خصوصا نهر النيل بعد تعاونها فى بناء سد مع اثيوبيا من شأنه أن يقلل وصول المياه لمصر و السودان.


و خرج علينا الدكتور مفيد شهاب ليقول: أن أمن مصر المائى مسألة حياة أو موت.
و فى مجلس الشعب خرج النواب يدعون إلى حلول دبلوماسية مع دول المنبع حتى لا تضار حصتنا من مياه النيل.


و السؤال لماذا غابت مصر عن أفريقيا لكنها حاضرة فى المباريات؟
و لماذا نثور وقت مباراة كما حدث مع الجزائر و نسكت على مفيش فى موضوع حيوي يخص الزراعة و الصناعة و خدمات المستشفيات و كل ما هو لازم و ضروري للإنسان.


أعلم ان هناك مناطقا بلا مياه و تعيش على أقل القليل و لكن تخيل لو أصبحنا بلا مياه النيل، فكيف يكون الحال؟


ستزدهر صناعة المياه المعدنية و سنوفر المال الذي ندفعه للسباك و سنعود للاستحمام كما كانت عليه الطبيعة فى الماضي و يصبح الحوض مجرد تحفة أثرية كآلات الزراعة عند الفراعنة.
إنها سخرية القدر و أخشى ان أراها.

فبانتهاء النيل تنتهي حضارة لكن الأمل فى ان نجد حلا و ان نحب هذه البلد و ان بتعد عن اللحظات الأخيرة و أن نتحرك و نحن مستعدين حتى لا نصبح كالمعذبين و نطالب بالمياه قائلين: أحد أحد.


و وقتها لن يستطيع أى رصيف أن يتحمل هذا العدد الكبير الذى يطالب بأبسط حقوقه الآدمية معلقا لافتة كبيرة مكتوب عليها: عايز اشرب يا كبير.
و وقتها لن تكون هناك مياه للكبير أو الصغير.

وضع مؤلم ان تعيش بلا مياه لكن المؤلم ان تعيش و حقك مسلوب.


صباح الخير يا سينا



"السلام عليكم و رحمة الله و السلام لنا جميعا بإذن الله".

هكذا بدأت كلمات الرئيس الراحل انور السادات فى خطابه امام الكنيست الاسرائيلى و انتهت كلماته بعودة سيناء محررة بالسلام و هو يقف ثابتا يفاوض إسرائيل بقوة لا بمنطلق ضعف.

كم كنت أتمنى أن أكون من جيل الحروب الأربع كي أشاهد شجاعة الأبطال من جنود و مدنيين و عسكريين و أمهات تترك أبنائها فداء للوطن و آباء يزرعون الشجاعة فى نفوس ابنائهم من أجل العزة و الكرامة.

هؤلاء الأبطال الذين رفعوا رأس مصر و أعادوا لها كرامتها التى أبدا لن تضيع طالما كنا نقوم بالفعل و ليس الشعارات الرنانة على شاكلة "المصريين أهمه" أو "أمجاد يا عرب أمجاد" و غيرها من اغانى عبده حريقة على رأى الراحل العظيم الدكتور مصطفى محمود.

لقد وقفنا ستة أيام لم نحارب إسرائيل.

طائراتنا ضربت على الأرض جنودنا ينسحبون بلا أى خطط لقد عاش الجنود فى فوضى.

و لكن هل أصبحت أقدامنا في الرمال بعيدة عن الحركة مشلولة لا تعرف الصمود؟

لقد خرجنا من عدوان 1967 مدركين أن القوة لا تحتاج إلى شعارات و لكنها تحتاج إلى ردع و فعل.

خرجنا من ستة أيام إلى سنوات الاستنزاف و طلقاتنا هى التى تتكلم و ليس لساننا هو الذى يقول.

انتظرنا و صبرنا صبرا جميلا حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي شاءت لها السماء ان تعلن فيها بسالة و شجاعة مصرية فى القضاء على الجيش الذى لا يقهر كما كان يظنون و لكن القوة كما تفيد فهى تجعل المغرور كالأعمى.

انتصرنا فى الحرب خلال ستة ساعات و بقى لنا السلام بالمفاوضات حتى نحرر كل أراضينا و ليت العرب استجابوا للسادات.

لأنهم يسعون الآن إلى كل ما دعاهم إليه فى الماضى لكن من يستخدم صوته العالى فهو لا ينتبه لحاضره و بالتالى يفقد مستقبله.

حاربنا و فاوضنا و استعدنا أراضينا.
لكننا خرجنا بشهداء و أبطال يستحقون منى التحية.

بل يستحقون مننا جميعا التقدير و الاحترام لنهم ضحوا بدمائهم من اجلنا و تركوا زوجاتهم من اجل مصر و دافعوا عن ترابها حتى تعيش كل ام مرفوعة الرأس و يشعر كل أب بعزته و كرامته.

تحية لكل أبطال هذا النصر العظيم بدالية من الزعيم الراحل أنور السادات و الرئيس مبارك و المشير ابو غزالة و اللواء عبد الغنى الجمسى و غيرهم من كبار القادة.

تحية لكل الجنود الشجعان الذين لم يخافوا من رصاصة أو طلقات مدافع أو صواريخ طائرات لأن قلوبهم كانت تردد اسم مصر و تحتمي بترابها.

تحية لمحمد عبد العاطى صائد الدبابات و تحية لأول شهيد وضع العلم بمجرد عبوره لخط بارليف فرحا بانتصار مصر و أسعده الله بشهادته.

إن السلام يحتاج لقوة تحميه و لا يجب أن نقف عند حدود التحية و التقدير و لكن يجب الاهتمام بسيناء و وضعها ضمن إطار التنمية الشاملة المصرية لأنها خط دفاعى حصين يمكن منه الاستفادة بموارد عدة تقلل الضغط من الكثافة السكانية بالعاصمة و كذلك يمكن الاستفادة من كنوز سيناء و الدعوة إلى تعميرها و تنميتها بصورة فعلية و ليس شعارات.

و رجاء ألا يكون الانتباه لها و قت الاحتفالات و الانتصارات فكما ارتوت أرضها بدماء الشهداء فعلينا كأحياء ان نرويها بالتعمير.

أكرر تحياتى إلى الشهداء و الأبطال و أهدى إسرائيل أغنية " و صباح الخير يا سينا.. رسيتى فى مراسينا ".

كلام ضد الرصاص



“ إنني أستطيع أن أعطيك قلبي.. فأصبح عاشقا. أعطيك طعامي.. فأصبح جائعا. أعطيك ثروتي. فأصبح فقيرا. أعطيك عمري.. فأصبح ذكرى. و لكنى لا أستطيع أن أعطيك حريتي. إن حريتي هي دمائي، هى عقلي، هي خبز حياتي. إنني لو أعطيتك إياها فإنني أصبح قطيعا شيئا له ماض و لكن ليس أمامه مستقبل “.
هكذا جاءت كلمات الراحل محمود عوض فى كتابه (أفكار ضد الرصاص) الذي يجسد قضايا متمردين ثاروا بكلماتهم و دفعوا ثمنها لسنوات طويلة.
و أرى أننا نعيش الآن في واقع يشجع إطلاق الرصاص على المتظاهرين ليس بدعوة من النظام و لكنها من أحد نواب مجلس الشعب.
هؤلاء النواب الذين يمشون بالأغلبية و الموافقة، وقفوا يطالبون بردع كل من تسول له نفسه فى الخروج بمظاهرات و كأنهم ليسوا بنواب للشعب و لكنهم نواب للمصالح.
فهذا الحكم القاضي بإعدام حرية التعبير و المظاهرات هو حكم إعدام.
فأي محكمة عندما تقرر إعدام مجرم فإنها لا تقصد تصحيح الجريمة و القضاء عليها و إنما تقصد أن تحذر الآخرين من سلوك مرتكب الجريمة.
إذن ففي دعوة إطلاق الرصاص دعوة لتكميم الأفواه و التحدث بلغة من يرضى عنهم النواب فقط. فمن هم الشعب أم ماذا؟
أحب الحرية و أعشق هواها و أتمنى أن يمارسها الصغير و الكبير بمسئولية لا بهمجية.
لكن عندما نقتل الحرية فنحن ندعو للجبن أن يعيش خالدا. فالجبن يتحقق بإعدام الحرية، و الشجاعة تتحقق بانتشار الحرية. و السؤال هنا هل نحن فى خندق الجبن أم في عرين الشجاعة أم أننا لا نعرف طريقنا أم ماذا؟
لم أدخل طوال حياتى فى مظاهرات و كل علاقتي بها مجرد تعبير عن الرأى لا يخرج عن حدود النظام لأن من يدعو لمثل هذه التظاهرات هو إنسان يملك العقل معبرا عن رأيه و ليس مخربا لوطنه.
إن الكل يعيش تحت سلطة من هو أعلى منه و التعبير عن الرأي في مظاهرة لا يشكل خطورة طالما كان العقل يدير رأسها لا الخراب يركب رأسها.
و هل التعبير عن الرأي جريمة يعاقب عليها أصحابها بالتعرض لإطلاق الرصاص؟
و هل نواب مجلس الشعب يحبون مصر أكثر من المتظاهرين و هل يجب أن نطلق الرصاص على أهلنا و نوزع القبلات و الابتسامات على أعداءنا.. هل هذه هي السياسة؟
إذن هذه سياسة تريد المواطن شجاعا فى مواجهة عدوه، جبانا فى مواجهة حاكمه.
سياسة تدعو المواطن ليكون جبانا فى مواجهة ماضيه، شجاعا فى مواجهة مستقبله.
و أتذكر الماضى فى ثورة 1919 و التى راح فيها شهداء من المصريين برصاص الانجليز فى المظاهرات فهل تحب ان تسمع عن ضحايا مصريين برصاص مصريين؟
لك الله يا مصر فهى بلد العجائب، النائب ليس مع الشعب، و الشعب لا يهمه سوى قوت يومه، و النخبة من المثقفين تريد الإصلاح و كل بوجهة نظره.
و هذه (الخلطة) العجيبة ليس لأن الذي بناها كان أصله “حلواني".
و لكن الموضوع و ما فيه أننا نسير بمبدأ إما أن نقنع الناس بما نقوله أو نضربهم بالرصاص، و هذا ليس على مستوى السياسة و لكن على مستوى حياتنا نحن نرى من هو ضدنا أنه يكرهنا و لا نحترم ثقافة الرأى.
و عندي شك أصبح يقينا عندما كان القدير محمود يس يحتفظ برصاصته فى فيلمه ( الرصاصة لا تزال فى جيبي ) و ذلك حتى يأتى اليوم و تستخدم ضد من يلعب الشيطان فى رأسه و يقرر الخروج فى مظاهرة.