2011/04/02

معركة ستاد القاهرة



لو كنت قاعد تتفرج على مباراة الزمالك و الأفريقى التونسى فمؤكد إن بعيونك الحلوة شوفت النهاية الجماهيرية للقاء .. ناس نازلة من هنا ..  و ناس تجرى من هناك .. و مولد و صاحبه غايب .. و ناس تجرى بسنج و كأننا فى الغابة.

طبعا الصورة مؤسفة و الناس قعدت تقول لك .. ليه كده ؟ .. و عيب نهين لعيبة تونس .. و فين الأمن ؟

إذا كان رجال الأمن ارتدوا طاقيات الإخفاء بعد ثورة 25 يناير فهل بعد ما حدث فى مباراة الزمالك سيظلوا مخفيين؟

وهل مع الزحف الجماهيرى على أرضية ستاد القاهرة ربما يتعطف علينا رجال الأمن بالعودة للشوارع؟

أخشى أن يكون النزول الجماهيرى فى الملعب من سيناريوهات إجهاض الثورة و وصف المجتمع المصرى بأنه غير قادر على تنظيم أموره خاصة و أن حبايب النظام السابق لا يزالوا بوجوههم العكرة يصطادون فى الماء العفن و كلمة تطير هنا و لا هناك و تقولك .. الله يرحم النظام السابق .. كان الأمن فى عهده مستتب داخل أى ملعب فيكى يا مصر.

الحكاية بسيطة .. ما حدث فى الملعب أبسط وصف له .. حادث شغب .. و بما أننا فى حالة ثورة أعتقد أنها تبدأ فى كل لحظة تمر علينا و نفوسنا و عقولنا لم تتحرر من الفساد السياسى الذى تركه النظام السايق يدمر أحوالنا لخدمة مصالحه.

لا تنخدع وقتها بمن سيخرجون ويقولون .. عليه العوض فى مصر .. الناس عايشة من غير أمان .. و غيرها من الكلمات التى ستجعلك كاره الدنيا و اللى فيها و مش بعيد تكره نفسك.

كانوا قديما يعيبون على الإعلام و لا يزالوا بأنه صانع الإثارة و لا يقدم الحلول و لو أجاز لى التعبير أن تكون سطورى مشاركة إعلامية فيجب أن نتكاتف لوضع حل.

مبدئيا يا سيدى الفاضل .. لن تستطيع أن تشعر بالأمان دون وجود الأمن .. و لسنا شعبا كله بلطجية كاره وجود أى نفر من الداخلية.

إذن علينا أن نقسم جهاز الشرطة لفروع .. فرع لحماية المظاهرات لهم واجبات محددة و زى معين و فى حالة خروجهم عن النص يبقى نعرف وقتها إن العيب فى ذلك الفرع .. و ما نخدش الكل بذنب القلة.

بالنسبة للملاعب فنحن فى حاجة إلى قوات لمكافحة شغب الملاعب و كالعادة لها مهام محددة و علينا كأفراد أن نحترم القانون و وقتها سيظهر المخالف الذى يريد أن يعيش و يرتع فى بحر من الفوضى بينما أى فرد آمن لا يستطيع أن يطمئن على نفسه و هل سيدخل بيته مرة أخرى بعد خروجه أم لا؟

و نفس الشىء على كل ما يحيط بأمورنا .. حامى القانون له حقوق و عليه واجبات و علي الجميع أن يحترم القواعد لأنه وقتها يحترم وطنه.

تتردد الآن حكايات عن مؤامرات لنشر الفوضى فى أحداث المباراة و فتح بوابات لنزول الجماهير و تخريب و غيرها من الألاعيب التى لا نريد أن نراها أو نسمع عنها .. لكن يبدو أن الشر نازل بعين الحسود على البلد و لا يريد لها أى استقرار بل و يسعى لأى مصيبة تشغل الناس عن بناء الوطن و ملاحقة الفاسدين المنافقين من رموز النظام السياسى السابق.

ما حدث حالة شغب كالتى حدثت فى ألمانيا خلال مباراة مباراة بايرن ميونيخ الألماني وإنتر ميلان الإيطالي .. حيث قام مشجع إيطالى فى منتصف شهر مارس الماضى بالتوجه إلى إلى شرطة الملعب وحاول استفزازهم مؤديًا تحية الزعيم النازي هتلر.

و معروف أن السلطات الألمانية تجرم استخدام التحية النازية، ويتعرض من يؤديها للمحاكمة والسجن.

و طبعا الشرطة حلفت و رأسها ألف سيف إنها تمسك المشجع و عنها و قامت عركة .. فالمشجعون الإيطاليون حلفوا طلاق ثلاثة ما هما ماسكين المشجع بل و اتشعللت الأمور و قام أحد أنصار الفريق الإيطالى بخلع أحد الكراسي من مكانه وقذفه على مسئول ألماني مما تسبب في إصابته بجروح في قدمه.

هنا كشرت الشرطة الألمانية عن أنيابها و قامت باستخدام الهراوات لمطاردة جماهير الإنتر وألقت القبض على مثيري الشغب منهم.

و العدالة أخذت مجراها و لا خرجت بقى ناس من إيطاليا تولعها و تقول .. لازم ألمانيا تعتذر .. و لازم نعمل و نسوى.

يعنى الشغب عند الدول المتقدمة لكن الموضوع عندهم له حل .. معاقبة أى مخطى و تنفيذ القانون و احترامه.

إذا كانت البلد بلا أمن فعليه أن يعود لا استعطافا منا للحصول على كرماته و لكن لأن هذا هو واجبه .. و عيب بقى نسمع إنه مش قادر يحمى نفسه .. لأن الشعب مش كله بحالته بمحتاله قطاعين طرق و شبيحة .. و نفس الشىء مع جمهور نادى الزمالك فليسوا كلهم مرة واحدة من النوع الهمجى .. بل أعرف منهم المحترم لدرجة أن لى صديق عزيز لا يفوت مباراة للفريق و يدفع من دم قلبه لشراء اعلام للنادى و صور و ملصقات تستخدم أثناء التشجيع.

الحل لو ظل فقط فى خانة إلغاء الدورى .. و كلمتين تحليل فى البرامج الرياضية و موت يا حمار على ما تحصل مصيبة تانى مش هيبقى فيه حل .. لأن اللى فى القلب فى القلب.

خصوصا و إننا مش هنفضل مانعين الكورة طول العمر .. يعنى عندك مباراة الأهلى و الزمالك . تخيل واحد مندس - على رأى الناس البعداء المقربين من النظام - دخل وقتها رفع صورة الريس المتخلى .. ساعتها الملعب هيولع ؟

فى عرض دين النبى حطوا حلول و لا تتكلموا عمال على بطال يا عالم يا واصلة و لكم قنوات و صحف .. غيروا من أسلوبكم و نفذوا الحلول عشان خاطر البلد .. نوروا العقول يا أصحاب الفكر المظلم حتى تضمنوا نجاح و قيام الثورة.

ليست هناك تعليقات: