الواحد حاسس إن الكلام فى دماغه داخل فى
عركة كبيرة لأجل ما كل كلمة تلحق تنزل على السطور قبل أختها بدلا من الموت.
و بما أن الموت علينا حق .. فلدى شعور يرى
أن الكاتب و هو مفترض أن يكون إنسانا مثل غيره يشعر بالموت و هى حى يرزق.
إن الكاتب يشعر بالموت عندما يقرر الإمساك
بقلمه و فجأة يجد كل الأفكار التى تعشش فى دماغه ذهبت و تاهت و خرجت لا على الورق
لكنها خرجت فى الهواء مثل دخان سجائر يلف حول رأس المدخن ثم يختفى.
و الكاتب يموت و لا تهرب منه فكرة لا
يستطيع التعبير عنها .. فالفكرة عند الكاتب هى وسيلة يستخدمها لإرسال صوته إلى
القراء الذين يجلسون فى أى مكان و بين يديهم ما خطه سواء أعجبهم المكتوب أو لم
يعجبهم .. فهم لا يعرفون أن صاحب هذه السطور ربما طلعت عينه حتى يقدم لهم هذه
السطور و ربما يعلم جيدا بهذه المعاناة فيرى أن ما يفعله الكاتب هو نوع من الجنون
لأنه ما الذى يجبر الإنسان أن يعصر دماغه ثم عليه أن يجمع هذه العصارات و ينمقها و
يرتبها ثم يضعها هدية فى يد القارىء؟
أسئلة كثيرة تدور فى ذهنك ربما تدور
تساؤلاتك حول ما وراء هذه المقدمة الطويلة العريضة.
و لأن الصراحة راحة و أنت يجب أن تحظى بكل
الراحة و أنت تقرأ فهنا أقول لك .. أننى لا أجد ما أكتبه لأصارحك به !!
تتعجب منى إذن و ربما تترك السطور و تلعن
اليوم الذى قررت فيه قراءة ما أقدمه لك لكننى أتوسم فيك خيرا و صبرا و كرما فى أن
تجيب معى على السؤال التالى : لماذا جئت لقراءة ما أكتبه ؟
إذا كانت لديك إجابة فيا بختك لأننى أحسدك
على قدرتك فى تحديد سبب القراءة لما أكتب.
أما العبد لله فهو لا يعرف لماذا يكتب و
يقدم لك هذه السطور ؟
هل يريد العبد لله أن يوجع دماغك أم أنها
محاولة منه لأن يقول لك .. إن الكاتب بلا فكرة يريد توصيلها للقارىء يصبح عقلا
ميتا لا فائدة منه؟
إذا وصلت لك الفكرة فهذه شهادة منك فى حقى
أعتز بها لأنها تمنحنى الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق