تقوم فى مصر الثورة من أجل الحرية و القضاء على
الفساد المستبد لدى الحاكم لكن يبقى من تكافح الثورة ضدهم فى أماكنهم يخنقون
العدالة التى نحلم بها.
تقوم الثورة بسبب المعاملة السيئة التى
تقدمها الشرطة لأفراد الشعب حيث يعذب من يعذب و يقتل من يقتل و عندما نريد القول
الفصل الذى يحقق فى ملابسات هذه الجرائم يخرج علينا كبير الأطباء الشرعيين السباعى
أحمد السباعى ليؤكد أن حالة خالد سعيد ماتت باسفكسيا الخنق نتيجة ابتلاع لفافة
بانجو تتجاوز بطولها و عرضها أصغر اصبع فى يدك.
يموت خالد سعيد و تخرج تقارير متخبطة من
الطب الشرعى لا تدين فيها جرائم الشرطة التى لا هى كانت تخدم الشعب و لا تراعى
الحقوق الآدمية أثناء فترة حكم النظام السابق.
الحمدلله إن الثورة قامت حتى نبدأ فى بناء
مصر دون ديكتاتورية و بلا وجود خدامين لأمن الدولة المنحل.
الحمدلله إن الثورة كشفت نظاما فاسدا كان
يسيطر على مؤسسات البلد و منها مصلحة الطب الشرعى التى لنا أن نثق فيها و نغمض أعيننا
و نقر بما تقرره لأن القائمين عليها يراعون الذمة و الدقة فى أعمالهم لكن وصول
الحال إلى وجود كبير مهرجين على رأس مصلحة الطب الشرعى فهذه مسخرة.
السباعى كشف عن وجهه فى حلقة يوم الأربعاء
الماضى من برنامج آخر كلام و لك أن تشاهد الحلقة عبر اليوتيوب و أنت تعصر على نفسك
"لمونة" قبل أن تستمع لكلام تافه حامض من رجل يفترض منه القول الفصل بلا
أى خطأ يذكر على قدر الإمكان و ستجد عند مشاهتدك الحلقة التى ترفع ضغطك بفضل السباعى
أنه يتاجر بحرمة جثث الموتى كأنها فاكهة يستطيع أى فرد أن يأخذ الجثة التى تعجبه
من ثلاجة المشرحة و كأننا فى سويقة لا تحترم حرمانية الميت.
خذ عندك يا سيدى توقيعه على وثيقة تسمح
لعائلة جاءت تهدده بالسلاح أثناء تأدية عمله للحصول على جثة رغم أن تحليلات الــ D.N.A
تثبت عدم تطابق صاحب الجثة المجهول مع هؤلاء الأفراد الذين صمموا على أخذ الجثة
عنوة على حد وصف السباعى.
لم يبلغ السباعى أحدا عن الواقعة بحجة
البلد غير مستقرة و لك أن تتساءل عن كيفية موافقته على خروج جثة لا تضمن إلى أين
سيتم أخذها ؟ و هل ستدفن أم ستباع و تتم المتاجرة بأعضائها؟
و ماذا عن أصحاب الجثة الأصليين إذا ظهروا
و أرادوا الحصول على رفات قريبهم فكيف يستعيدونها؟
هذا لا يعنى أن السباعى أرتكب أفعاله
الشنعاء فى الخفاء و لكن عندما كشف موظف ألاعيبه و قرر الإبلاغ عن الفساد حتى تحقق
العدالة فيها و تأخذ مجراها و تعاقب أمثال السباعى فكان المصير هو حجز الموظف و
التحقيق معه و بقاء السباعى حرا طليقا فى بيته.
يبلغ السباعى عن موظف شريف و لا يبلغ عن
السطو على جثة لبنى آدم يتمنى أهله الآن الحصول عليه و يبكونه بشدة و يدعون على
الذى كان السبب.
يبقى السباعى المتباهى بتعيينه من خلال مباركة
جهاز أمن الدولة المنحل و ينام الموظف فريد حشيش الرافض للفساد فى الطب الشرعى على
أرضية الحجز.
ليلة واحدة تنقضى بكلام فريد حشيش عن فساد
السباعى الذى قلق منامه وجود هذا الموظف فيبلغ عنه و لا يشعر طوال أيام بضمير
مفترض أن ينقح عليه و يبلغه بضرورة إعادة الجثة التى أخذها غير اصحابها دون وجه
حق.
لا تنتهى حكايات السباعى الذى أشار لعدم
جاهزية مستشفى سجن طرة لاستقبال الرئيس المتخلى عن منصبه مبارك بحجة أوجاع
الارتجاف الأذينى فى قلبه و هذا يعنى الخطورة على حياته.
يظهر أطباء القلب الذين تخصصوا بالعلم و
الدراسة و لم يقف طموحهم عند درجة الماجستير التى يتغنى بها السباعى و كأنها آخر
الدرجات العلمية و يؤكدون أن الارتجاف الأذينى لا يسبب أى ضرر للمبتلى به و
بالتالى فإن شهادته بحق المواطن حسنى مبارك غير مبلوعة كما كانت هناك لفافة مزعومة
ابتلعها الشهيد خالد سعيد.
لا نريد مليونية تطالب بإقالة السباعى و
محاكمته هو و أمثاله الذين يقتلون ثورة مصر البيضاء التى قامت من أجل تشجيع كل فرد
على محاربة الفساد و الإبلاغ عنه بدلا من الموالسة و الطرمخة و أن يحاكم الفاسد و
لا يتم تخويف من يرى الفساد فيبلغ عنه فيخشى وقتها أن يكون مصيره مثل الموظف فريد
حشيش.
إلى الدكتور عصام شرف و المشير حسين طنطاوى
أرجو إقالة السباعى أحمد السباعى و محاكمته إذا ثبت الفساد عليه فى مزاولة أعماله
لأن هذا أقل واجب.
و لى رجاء أن يضرب لنا السباعى خير المثال
بابتلاع لفافة بانجو كالتى ابتلعها خالد سعيد فإن توكل على الله و مات فيشكر على
إثباته للحقيقة حتى و لو على جثته أما إذا شعر بالقىء و لم يقبل فمه اللفافة
فليأخذه الله ليحاسبه و هو أحكم الحاكمين.