خرجت من
تحت الأنقاض بعد صراع طويل مع الموت و قتها لم أعرف هل ستذهب حياتى إلى الممات أم
أن الحياة مازالت ترحب بى كضيف عزيز؟
تناثرت
الحجارة فى كل مكان و أصبحت الأعمدة فى خبر كان و الحديد أصبح ملتويا كثعبان و
البيت أصبح ترابا و لا يهم حال البيت فالأهم أهل البيت.
لا أعرف
إن كانوا على قيد الحياة أم أنهم مفقودين؟ لكننى أخشى أن تضيع الإجابة منى بل
تمتنع الكلمات عن الرد على السؤال فربما جاء الكتاب مسطرا فى صفحاته أن هذا أجلهم.
إحساس
غريب بل و مدهش حين تعيش بين الأنقاض أنت بلا طعام و الظلام من حولك و الماء يتصبب
عرقا لكنك لا تستطيع ان تروى به ظمأك.
فى لحظة
خاطفة كانت المرآة تذيع صورتى مثل التليفزيون و رأيت فى أعلاها أهل البيت يجلسون
فى الغرفة الخارجية على مائدة الطعام و كانت الصورة الأخيرة هى صورتنا جميعا على
المرآة.
و دارت
الأسئلة بعد أن صحوت من غفلتى تحت الأنقاض هل أراهم من جديد؟ و إذا لم اجدهم و
نجوت بحياتى هل تكون ذات فائدة؟
أن تعيش
مع من تحب من اهلك و ناسك و شوارع تشتاق قدميك إليها و صور تريد عيناك ألا تفارقها
كصورة مسجد الحسين و الأهرامات و القناطر الخيرية بعطر نسيمها فى الصباح الباكر و
ليل القاهرة الساهرة هل هذا أفضل فى وجودهم أم باختفائهم فى زلزال تنجو منه بينما
هم يسبقوك سواء كانوا بشرا أو بناء؟
لا
تتسرع فى الإجابة فربما كان الزلزال قد أبقاك وحدك على ظهر الأرض فتصبح أنت
امتدادا لأبيك آدم فتعمرها على مزاجك (الأرض و لا شىء آخر لا سمح الله) وقتها تكون
أنت ملك الأرض كبشر و تمشى وحدك و الخير من مياه و أراض رغم الزلزال المدمر موجود.
الخير
موجود و الأهل ذهبوا و الأحبة تركونا و المعالم غابت عنا بينما أنت بمفردك ماذا
تفعل؟
تخيل إن
هذه الأفكار طافت بذهنك فى زلزال 12 أكتوبر1992 ربما
وقتها لم تكن كبيرا تعى بعقلك ما يحدث لكن إجابتك كيف ستكون بعد أن كبرت و ترعرعت
و تعيش الآن هذه الذكرى؟
هناك تعليق واحد:
باسئلتك التى تطرحها تدفعنا دائما للتعليق وهذا ذكاء يحسب لك ........اما الزلزال فانا اتمناه فى مبان بعينها من المحروسة دون مبان اخرى مجاورة لها....لكن وان كان لا مفر منه لاى شخص غيرى فعقلى و قبلى يرفضانه لانه حل سلبى لمشاكلنا..
إرسال تعليق