إنها تعيش
من اجل أن تلبس و تشترى و تفكر دائما فى مظهرها قبل تغذية عقلها.
ترى
وجهها البرىء ببياض ناصع و تعتقد انها فتاة مثقفة قارئة مهتمة بواقعها التى تعيشه
و صمتها دليل على تأملها فيما يدور حولها.
لكنها
تنطق و يا ليتها ما نطقت فتخبرك أنها نزلت لشراء أرقى ما فى المحلات من الفساتين و
المكياجات لكنها لم تستعملهم ثانية.
لماذا؟
لأن
جارتها أحيانا و قريبتها كثيرا ما تقلدها فيما ترتديه و تشتريه و عندما ترى ذلك
فهى تقرر على الفور بلا تراجع ألا يلمس جسدها هذه الأشياء التى دفعت فيها دم قلبها
من وجهة نظر العبد لله.
أما
بالنسبة لها فهى لا تشعر بتعب جلب المال و الحفاظ على النعمة و ترى انها تدفع من
خير أبيها الذى يفترس جيوب البسطاء للحصول على اموالهم حتى يعطيهم بضاعته.
فتعيش
فى النعيم و ترفض ما فى يد الغير إذا كان شبيها لما عندها رغم أنها لو بنعمة ربها
حدثت و حافظت عليها و علمت أن حولها أناس يسعون لوضع القرش فوق القرش من أجل شراء
علبة دواء أو حتى لشراء بطانية عندما كان هناك شتاء قارس.
دعك من
كل هذا فهى تعتقد أن مال أبيها يستطيع شراء النفوس و أن جمالها لو فشل فى غواية من
تريد فمالها يجعل من حولها يلهثون ورائها لكن حسرتها فيمن يرفض مالها و جمالها
لفراغ عقلها.
وقتها
تقرر الانتقام من الضعفاء و تتلذذ بمحايلتهم عليها لدرجة أن واحدة من معارفها طلبت
منها فى مرة أن تذهب بها للسيدة التى تفصل لها الفساتين و توافق على تفصيل نفس
الموديل التى كانت ترتديه و لك أن تعلم أنها ترفض أن يرتدى أحدا مثلها و كأنها
السفيرة عزيزة و كل مشتقاتها و ما يختص بها مجرد حقوق ملكية لا حق لك فيها.
هذه الصلعاء
من الفكر و الثقافة ترى الحياة فى المال و الملبس و قررت أن توافق فقط على الذهاب
مع التى استعطفتها لكى تحصل على التفصيل المناسب لها.
و وافقت
فقط لأن التى طالبتها يتيمة و هل ما فعلته خيرا أم مجرد حب للتباهى و التعالى؟
نترك
القضية لله الواحد القهار العادل فى حسابه و نعود لها فنرى أن صراعها مع الحياة
ليس فى بناء بيت سعيد كأى بنت ولكن المهم جمع المال و غيظ علانة و الظهور أجمل من
فلانة و إلا فالموت لمن يعاديها.
حقا إذا
كنت تعيش فى الحياة و تنسى من حولك و لا تتذكر من هم أقل منك و لا تصون نعمتك فبطن
الأرض أولى لك من ظهرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق