2010/10/21

ملاك فى بيتى

كم الساعة الآن؟

لا أدرى .. و ربما أنت تدرى .. لكن الوجود بجانبها ينسيك الوقت كله حتى و إن كانت صامتة.

أعتقد فى صمتها لا تنسى أن تذكرك بقلبها .. لا .. لا .. لا .. إنها تتذكرك دائما و لا يمر عليها لفظ النسيان لأعز ما تملك.

نعم فأنا أعز ما أملك لديها .. أليس أنا قطعة منها ؟

دائما تداعبنى و بخير لسانها تذكرنى و بين يديها تحتوينى و على صدرها أنام و بحنانها أعيش.. إنها أقرب للكمال بل و عندى هى الكمال.

أحدثك عنها لأنها تستحق الحديث .. إنها تستحق و تستحق لكننا ربما لا نتذكرها سوى فى أوقات معينة و رغم ذلك فهى تتذكرنا دائما.

لمسة من يديها وقت مرضك تكون بإذن الله شافية .. سلامها فى لسانها و رحمتها فى قلبها و حسن حالنا من أفراحها.

تعطيك الحنان بلا مقابل و لا تنتظر منك معسول الكلام و نبضات من الغرام تلامس قلبها.

هل رأيتها فى يوم تطلب منك أم انها تقتطع و لو وصل الأمر من نفسها و روحها و قلبها من أجلك وحدك؟


لو جاءها الموت فلا تحزن لكنها تبكى على حالك بعد ذهابها و إن ذهبت فمن المؤكد أن رحمة الله ستهبط بها على الجنة و رغم هذا تظل تفكر فيك طالما القلب ينبض باسمك.


إنها تعيش معى لا تفارقنى فى نومى و استيقاظى بل تسرى بحياتها فى دمى.


و عند صرختى الأولى تسقى جسدى بحنانها ليس بمدة عامين فقط بل طوال حياتى.

و تمنح حنانها لأعز ما أملك و ترى أن بذرة ما زرعت أتت لها بالثمار فتحنو على البذور و الثمار و تظل دائما تسقيهما بحنانها.

هذا هو حنانها .. لا .. لا .. لا .. إنه بعض من حنانها.

عندما أشاكسها و أداعبها فهى تنجذب لحديثى بل و تجعلنى لا أشعر بأى فرق بيننا رغم أنها تظل ذات المقام العظيم بالنسبة لى.

أشعر بأن ما أكتبه مجرد كلمات طفل مازال يحاول النطق و يتمتم بكلمات لا يفهمها أحد .. لكن و على الرغم من هذه الهمهمات فأنت وحدك تقدرين ما أقوله، و يكفى و قت الصغر كنت تعرفين إننى جائعا رغم الهمهمة مجرد " ممم " و اريد أن أشرب فتسمعين " أمبو" و بنظرتك تعرفين ما يسعدنى و ما يبكينى.

كل عام و أنا أذكر لك إننى فى خير بفضل الله و دعواتك و كل عام و أنتِ فى صحة جيدة و يرزقك الله بستره و جنته.

و يكرمنى بدعائك و يحقق لك ما تريدين أن تراه عيناك الحانية فى حياتك يا أمى.
مهما كانت الكلمات فهى لن تكفيها مهما طال الوقت.

كم الساعة الآن ؟

ليست هناك تعليقات: