كم الساعة الآن؟
لا أدرى .. و ربما أنت تدرى .. لكن
الوجود بجانبها ينسيك الوقت كله حتى و إن كانت صامتة.
أعتقد فى صمتها لا تنسى أن تذكرك بقلبها ..
لا .. لا .. لا .. إنها تتذكرك دائما و لا يمر عليها لفظ النسيان لأعز ما
تملك.
نعم فأنا أعز ما أملك لديها .. أليس أنا
قطعة منها ؟
دائما تداعبنى و بخير لسانها تذكرنى و بين
يديها تحتوينى و على صدرها أنام و بحنانها أعيش.. إنها أقرب للكمال بل و عندى
هى الكمال.
أحدثك عنها لأنها تستحق الحديث .. إنها
تستحق و تستحق لكننا ربما لا نتذكرها سوى فى أوقات معينة و رغم ذلك فهى تتذكرنا
دائما.
لمسة من يديها وقت مرضك تكون بإذن الله
شافية .. سلامها فى لسانها و رحمتها فى قلبها و حسن حالنا من أفراحها.
تعطيك الحنان بلا مقابل و لا تنتظر منك معسول الكلام و نبضات من الغرام تلامس قلبها.
هل رأيتها فى يوم تطلب منك أم انها تقتطع و
لو وصل الأمر من نفسها و روحها و قلبها من أجلك وحدك؟
لو جاءها الموت فلا تحزن لكنها تبكى على
حالك بعد ذهابها و إن ذهبت فمن المؤكد أن رحمة الله ستهبط بها على الجنة و
رغم هذا تظل تفكر فيك طالما القلب ينبض باسمك.
إنها تعيش معى لا تفارقنى فى نومى و
استيقاظى بل تسرى بحياتها فى دمى.
و عند صرختى الأولى تسقى جسدى بحنانها ليس
بمدة عامين فقط بل طوال حياتى.
و تمنح حنانها لأعز ما أملك و ترى أن بذرة
ما زرعت أتت لها بالثمار فتحنو على البذور و الثمار و تظل دائما تسقيهما بحنانها.
هذا هو حنانها .. لا .. لا .. لا .. إنه
بعض من حنانها.
عندما أشاكسها و أداعبها فهى تنجذب لحديثى
بل و تجعلنى لا أشعر بأى فرق بيننا رغم أنها تظل ذات المقام العظيم بالنسبة لى.
أشعر بأن ما أكتبه مجرد كلمات طفل مازال
يحاول النطق و يتمتم بكلمات لا يفهمها أحد .. لكن و على الرغم من هذه الهمهمات
فأنت وحدك تقدرين ما أقوله، و يكفى و قت الصغر كنت تعرفين إننى جائعا رغم
الهمهمة مجرد " ممم " و اريد أن أشرب فتسمعين "
أمبو" و بنظرتك تعرفين ما يسعدنى و ما يبكينى.
كل عام و أنا أذكر لك إننى فى خير بفضل
الله و دعواتك و كل عام و أنتِ فى صحة جيدة و يرزقك الله بستره و جنته.
و يكرمنى بدعائك و يحقق لك ما تريدين أن تراه
عيناك الحانية فى حياتك يا أمى.
مهما كانت الكلمات فهى لن تكفيها مهما
طال الوقت.
كم الساعة الآن ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق