كان لي صديق يرى سعادته فى الزواج، فعندما أنهى
المأسوف على شبابه دراسته قرر البحث عن عمل حتى يستطيع أن يظفر بقلب الحبيبة.
و لأن العمل يتطلب مهارات و كورسات ولغات فأخذ
صاحبنا نصيبه منها و ظفر بالعمل المراد و توجه لربة الصون و العفاف.
قابلته أم العروس (حماته) ممارسة ألاعيبها
الشريرة طالبة منه كل شيء و أي شيء من الإبرة للصاروخ و عليه أن يقدم مهرا بالشيء
الفوق فلاني.
و بدأ المرحوم على شبابه يستمع للطلبات التي لا تنتهي
من ذهب يصل إلى 15 الف جنيه مرورا على النجف و الستائر و أهم شىء فى الموضوع كله
الذى ربما تفشل بسببه الزيجة الميمونة ما يدعى (النيش)، و هو عبارة عن صندوق خشبي
مستطيل له مرآة لا تسر الناظرين لكن تكشف عما وراءها من أكواب مصفوفة و أطباق و
أطقم للشوربة و للمشويات و المحمر و المشمر.
فالعروس حتما و لابد أن تبرز مفاتن جهازها
السعيد حتى و لو كنت ستدفع أخر مليم فى جيبك يا عريس يا جديد.
و لا زالت أم العروس تحكى و تتحدث و تتشرط و
تأمر و يبدو أن والد العروس يمارس دوره كمستمع جيد للست فى أول خميس من كل شهر و
الست تشدو أقصد تتشرط و العريس صديقي غائبا عن الوعى رغم أن عينيه مفتوحتين بوسع
مضيق بنما، صامتا لا يعرف كيف يصل للشقة التى تريدها أم العروس و لا يعرف كيف يكمل
مصاريف زواجه و لا يعرف متى يقدر أن يحقق هذه الطلبات؟
أعتقد أنه قادر على
ذلك بعد عمر طويل طالما أن الكل يغالى فى طلباته و يسقط الحب صريعا أمام كل هذه
الماديات و تفشل بعض الزيجات نتيجة لعدم قدرة العريس على استقطاب مغنى أو راقصة فى
الليلة الكبيرة، مع شرط وجود "القايمة" و عليها إمضاء سيادته مصحوبا
بابتسامة و لا الموناليزا و ربنا يرزقه الصحة و العافية لغاية ما نحضر فرحه و نشوف
ولاد ولاده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق