2010/10/25

فقير و لا عديت ؟!!؟

ابشروا يا جماعة فنحن فى حالة حراك اجتماعى !!

أه و حياتك حراك اجتماعى يؤكده وزير تنميتنا الاقتصادية حيث أكد معاليه {أن النمو الذى تحقق فى عام 2005 أخرج 12% من الفقراء فى ذلك الوقت ليصبحوا غير فقراء بعد أربع سنوات، وظل 69% من السكان الذين لم يكونوا فقراء فى نفس موقعهم فى عام 2008} هذا هو نص كلام معاليه المنشور فى جريدة الشروق 24 أكتوبر 2010.

و لك أن تسعد و تسأل نفسك يا ترى يا هل ترى أنت ثابت فى موقعك و على فيض الكريم أم خرجت من زمرة المحتاجين؟
هذا طبعا مع تأكيد السيد الوزير فى نفس الصحيفة قائلا {أنا أكاد أعرف الفقراء الفقراء بالاسم} ،و عاشت الأسامى يا سيادة الوزير.. و يا رب أكون من الناس الذين لا تعرفهم معاليك حتى أوفر جهدك و وقتك فى خدمة غيرى من رفاقى الفقراء.

نسمع هذا الكلام فى الوقت التى تعيش بريطانيا فى حالة تقشف أدت إلى قيام الملكة هذا العام بإلغاء الاحتفال بعيد الميلاد الذى اعتادت أن تقيمه فى قصر باكنجهام كل سنة.

هذا و حالة التقشف تقسم ظهر الغرب و نحن و الحمدلله تعافينا و فى صمام الأمان على حسب تصريحات المسئولين و ننتقل من طبقة لطبقة.

و بعودة للمرتبات المرتفعة التى نعيش فى نغنغتها نجد أن أقرب اعتصام كان لموظفى المعلومات يدور حول مرتبهم الذى يصل إلى مائة إلا جنيه.
يعنى فيها إيه لو اتبحبحت على الموظفين و بقوا ياخدوا الميت جنيه كاملة يعنى من رأيى أوفر فى طباعة الورق لأنهم هياخدوا ورقة واحدة عند القبض بعيد عن وجع دماغ الفكة مش كده و لا إيه؟ أخشى ان تكون إيه.

و عودة للوزير عثمان فنجد أنه لا ينسى أن يقدم لنا النصيحة الغالية فى الأسبوع الماضى فهو مثلا يريد منا أن نبتعد عن الطماطم و نصبر و لا نشتريها و لا مانع ألا نمتنع عن أكل السلطة.

و كأن السلطة هى كل شىء فى حياتنا و الطمطماية المجنونة خلقت من أجل السلطة و لا تدخل مثلا فى الطبيخ الذى أصبح "أورديحيا" بعد أن امتلك الجنون قطع اللحم و أصبح السعى وراء شوربة من رائحة العظم.
هذا لا يعنى أننا و الحمدلله نأكل الفراخ المحقونة بالمياه و نعيش و 100 فل و لكن سؤالى هنا :أنا واقف فى مكانى و لا عديت؟

و السؤال هنا لابد له من إجابة و الفقير بأبسط تعريف من خلال ما تراه عينى هو ببساطة "اللى نفسه و مش قادر".

يعنى معاه فلوس ممكن لكن مش قادر يجيب لحمة غير كل فين و فين.

نفسه فى كسوة حلوة لكن ربنا يكرم بالطيبين يساعدوه ع العيد {و بمناسبة قرب العيد الكبير شوف أقرب الناس منك و حاول تسعدهم.. و أنت فاهمنى}.

و الفقير هو الذى لا يعرف كيف ستسير أموره اليومية و يكون تحت سيطرة ورقاته النقدية التى معه او التى يحصل عليها.

الفقير هو الشاب الذى تخرج و تعلم و كلف الدولة المليارات و فى النهاية هو خارج بلا عمل .. إذن لماذا تنفق عليه هذه الملايين و هو لن يجد العمل؟
هل الحكومة تتصدق بمالها علينا و تطبق المثل القائل من علمنى حرفا صرت له عبدا فهكذا نظل مهما حدث من الحكومة فنتذكر أنها علمتنا و شكرا يا حكومة.

فنحن فى حراك اجتماعى و كله تمام رغم ما نراه و أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب.

و صدق الكاتب الكبير فهمى هويدى فى مقاله (لو مددت بصرك تحت السطح) المنشور بالشروق قائلا {إذا حولت بصرك إلى مصر، وانصت إلى تصريحات المسئولين أو تابعت ما تبثه وتنشره وسائل الإعلام المختلفة فسوف تكتشف على الفور أنك خرجت من الساخن إلى البارد. حيث لا أثر ولا وجود لمشاعر التوتر والمفردات المعبرة عنها، من الأزمة إلى التقشف وشد الحزام. كأن مصر تحلق فى كوكب آخر غير الذى تنتمى إليه بريطانيا. ولأن العنوان العريض هو أن «كله تمام»، فإن سلوك الحكومة عبر عن الرضا والارتياح إلى الوضع القائم}.

و لا تنسى إجابة السؤال :فقير و لا عديت؟

ليست هناك تعليقات: