أتمنى
أن يكون هذا أخر اعتداء علينا فنحن لسنا هفية أو سهل حد يضربنا على قفانا !!
و ربما كان السبب فى كل هذا أننا من كثرة سكوتنا لما يتعرض له المصريون فى الخارج أدى لاعتقاد الجميع بأننا ملطشة، فنحن نسمع عن مصريين يتعرضون للبهدلة فى ليبيا و فى السعودية نسمع عن جلد و الكويت عن ضرب لعضو من البعثة الدبلوماسية..قد يكون ذلك صحيحا وقد يكون هذا مجرد كلام.
لكن الحقيقى أن مصر طبطبت كتير و دلعت كتير و سكتت كتير و النتيجة إن كل من هب و دب يتفرعن علينا.
هذه
السطور السابقة جاءت قبل ذلك فى مقالة بعنوان "كفاية طبطبة" و هى منشورة
على موقع اليوم السابع.
أما القصة
الجديدة و ما فيها أن هناك معركة حربية شهدتها مدرجات ستاد القاهرة أدت إلى قيام
مجموعة من أشقائنا التوانسة الضيوف بضرب مصرى مكافح ساقه القدر للعمل كفرد أمن
بالاستاد و يسعى من خلال الجنيهات القليلة التى يتحصل عليها أن يصرف بها على أسرته
و لا أعرف إن كان يعول أبيه و أمه أم له زوجة و أولاد أو حتى يكافح فى الحياة من أجل
نفسه؟
ليست
هذه هى المشكلة و لكن الأمر يرجع إلى وجوده يوم مباراة الأهلى و الترجى واقفا فى
مكانه يؤدى واجبه كما اعتاده بتنظيم الجماهير و مساعدة رجال الأمن.
لكن
المجموعة التونسية خرجت عن قواعد اللياقة و بمنتهى قلة الأدب سارت على طريقة كسر
يا جدع و طوح.
نعم..تم
كسر مقاعد الاستاد و تطويحها و كل هذا على أرض مصرية و الضيوف يبرطعون و لكنهم
رفضوا الاكتفاء بالكسر فقط و إحداث التلفيات لكنهم قرروا التجمع كذئاب مسعورة على
هذا المواطن المصرى المسكين الذى تعرض لوابل من الركلات و بالبلدى شلاليت و لكمات و
لا بوكسات محمد على كلاى فى زمانه.
هذه
الأحداث مؤكد أنك رأيتها أثناء متابعة المباراة و لو فاتك المنظر فشاهده عبر موقع
اليوتيوب على الرابط التالى
الآن و
بعد ان رأيت هذه المأساة التى فيها الغرب (بضم حرف الغين) بيضربونا.
من
المفترض أن هؤلاء الأغراب من أشقائنا لكنهم ظهروا غربان سوداء لطخت سماء العروبة
البيضاء.
الآن
فقط ستسمع أن العلاقات جيدة و أن الأحداث الفردية لا تؤثر على جوهر المحبة بين
الطرفين و يجب ألا نضخم الموضوع.
و كل ما
أتمناه أن أرى بلدى يعيش فيها المصرى غير مهان و يحترمه الغريب قبل الحبيب فلا يجب
أن ننضرب و نسكت.
نريد
العودة لكرامتنا نريد الشعور بأن هناك من يخاف منا بل قبل الخوف يحترمنا و يفكر
ألف مرة قبل التعدى علينا خصوصا مع من يدعون أننا شقيقتهم الكبرى.
أريد
الأمن وقت ضرب هذا المواطن البسيط أن يتدخل لصالحه فماذا بعد الإهانة فى بلدك و
ضربك..هل تنتظر من شخص يتعرض للإهانة و الأمن الكفيل بحمايته على بعد خطوات منه لا
يتدخل بينما فى لحظات أخرى يواجه هذا الأمن نفس الشخص المضروب إذا خرج عن المألوف.
أحترم
سيادة القانون التى تكفل للناس الحماية و تردع المخالف و الخارج عن الشرعية
"تونسى" ضرب المصرى على أرضه و أودعه فى مستشفى يرقد فى غرفة منها و هو
بحالة خطرة.
أينعم
الأهلى فاز و كسب لكن منظر ضرب المواطن المصرى أبكى من كانوا معى أثناء
المشاهدة..مصر التى ساندت تونس ضد المحتل الفرنسى تتلقى شر الجزاء.
و
انتظروا مباراة العودة فى تونس و ما سيحدث من شغب قد يؤدى إلى ما يحمد عقباه و لا
تلوموا الشباب و تتساءلوا لماذا يهربون فى قوارب تصل بهم للموت بينما بلدهم أولى
بهم؟ و من يتولون حمايتهم تركوا فرد الأمن المصرى يتعرض للركلات العنيفة و الضربات
الموجعة التى أوصلته لحالة خطرة الآن و ادعو الله أن يرزقه الشفاء فلا أسوأ من
ضياع أسرة لغياب عائلها.
و رحم الله الكرامة المصرية التى أبلغونى أنها
فاضت روحها إلى بارئها و
لكنى أعلم أنها مازالت
تعيش بيننا و تنتظر من يوقظها من غفلتها العميقة .. و لك الله يا مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق