2010/11/07

شكرا

تودي، باسيما، تشكر ادارم ،جراتسي، افخريستو بولي، جراثياس،ميرسى،ثانكس، اميسكانالو، و غيرها من الكلمات تعنى نفس المعنى للعنوان.

و عندما تفعل أفضل ما عندك ثم تتلقى المكافأة فى كلمة واحدة اسمها "شكرا" ، وقتها تشعر أنك قد أديت ما عليك و يركب الزهو و الافتخار رأسك لأن هناك من طيب بخاطرك و شكرك على ما قدمت.

لكن فى أحيان كثيرة قد تفعل ما تفعل و تقدم ما تقدم فلا تجد شكرا و تظل تبحث عنها فى عيونهم فلا تجد سوى العيون الصامتة التى خرجت عن مسار النطق لتأخذ ما قدمت و يأتيك الرد الداخلى قائلا: كله عند ربنا.

و نعم بالله يا مؤمن ، فالله لم و لن يضيع الأجر و الثواب و هو يكتب كل كبيرة و صغيرة فإذا لم تحصل على "شكرا" التى قدمتها فى الخير، فيكفيك سعادة بحصولك على حسنة من عند الله و تزيد بعشر أمثالها و أكثر كما يريد الرحمن لعباده.

و السؤال هنا :هل كل عمل تقدمه تستحق عليه شكرا؟

و الإجابة تعود لمن يتلقى العمل فبقدر ما قدمت فبقدر ما يكون رده و لكن قد يكون ناكرا للجميل فلا يرد و انا أعرف مثلا من يقدم رده فى قبلات لحبيبته فظلت صامتة بينما هو مستمر فى الرد فهل هى ناكرة للجميل ؟

نعود لكلمة شكرا التى تفرحك بسماعها و يا سلام لو كان ما قدمته خيرا فلا يصح أن تخرج للشر و تؤدى دورك بنجاح و تنتظر شكرا فأنت هنا كما يقولون يجب أن تنتظر القطار لا لتركبه و لكن ليرسلك إلى حياة أخرى.

لا تغضب يا صديقى فإن الله غفور رحيم و يبعدنا و إياك عن الشر فمن منا بلا خطيئة؟

و إلى كلمة شكرا التى تحبها يكون أغلب ردك فى العبارة التالية "لا شكر على واجب" و "لا يوجد شكر بين الإخوات" و زيادة تأكيد "عيب شكرا إيه؟!".

أى انك تبحث عن كلمة شكرا عندما تقال لك و إذا سمعتها ترميها فورا و ترى أنه من العيب سماعها و ما أديته كان واجبا و هذا لا يجوز أن يحدث بين الأشقاء.
إذن عندنا من يبحث عنها و عندنا من يحصل عليها ثم يقول بالبلدى :مفيش شكرا..عيب إحنا اخوات.

و هذه الكلمة الرقيقة التى لها قواعد يجب أن تسير عليها عند نطقها كما تقول أدبيات فنون الاتيكيت و التى تدور حول الابتسامة و فك التكشيرة عند النطق و الصوت يكون واضحا و الكلمات بلا حروف مبتورة و غيرها من تلك الأمور الواجب اتباعها.

و السؤال : متى قلت كلمة شكرا بصدق دون مجاملة؟
و متى تنظر هذه الكلمة بصدق؟

و لأننا نحب جلد الذات دائما فستذهب العبارات إلى شكرا لأمى و شكرا لمصر أم الدنيا و شكرا لكل من ساعدنى و شكرا لأى شخص و هذا ليس عيبا و لكن الأهم هو الشعور بصدق نطقها و مدى استحقاق من يسمعها أن يحصل عليها.

أظن أن كلمة شكرا تخرج صادقة للمولى سبحانه و تعالى على نعمه الكثيرة التى يجب ان نحدث عنها فمهما ضاقت الدنيا كان فرجه موجودا و إن زاد شكرنا زادت نعمه،أليس هو القائل : {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

و تشكر ادارم للقراءة.

ليست هناك تعليقات: