2010/11/14

أزهى عصور الملوخية


السؤال يدق على باب رأسى دائما عن معيشتنا هل هى فى ديمقراطية أم لا؟ و هل حالنا الذى نبات و نصحو عليه ضد معنى الديمقراطية و أن عكسه هو الديمقراطية بعينها أم لا؟

و حياتك لا أعرف !!

فهم يقولون إن الديمقراطية هى حكم الشعب لنفسه و الأخذ بآراء الأغلبية و تحقيقها يسير على النظام المجتمعى القائم و لكل نظام ديمقراطيته الخاصة به وفقا للمثل القائل : " كل فولة و لها كيال ".

و بعيدا عن هذا الموضوع الذى يؤدى أحيانا لوراء الشمس فنحن كما يدعى البعض نعيش أزهى عصور الديمقراطية.

يكفينا فخرا أن كل ما نريده نحلم به و أنت و حلمك .. إما حقيقة تراها أو يظل الحلم كما هو إلا إذا أخذ على خاطره و تحول لكابوس لكن لن يصادر أحد أحلامك.


و ما المانع فى أن أدعوك ضمن أحلامى لوليمة و لا ولائم العصر العباسى بطيوره و لحومه و كل ما لذ و طاب من المحمر و المشمر و بعد الهنا و الشفا نحبس بشاى.

و قبل أن تعتقد أننى من "الأكيلة" فالغلبان الذى تقرأ له على باب الله مثل قلم رصاص بسن رفيع عظامه تكاد تكون أكثر من لحمه بل إنه نسخة من "طرزان" و لكن الهزيل المسخوط الهفتان و كى لا تتعب نفسك فكل ما تراه من عضلات و بنيان قوى لطرزان أفندى فأحسبه بالعكس على صاحب السطور السابقة الذى دوشك بما يكتب.

طيب و النبى ما تزعل و حياة العيش و الملح الذى أكلناه فى وليمة الأحلام ما تضايق منى و إيه رأيك إننا و الحمدلله نعيش أزهى عصور الملوخية !!

بسيطة يا سيدى تابع أنت الصحف و البرامج قبل كل عيد أضحى ستجد المانشيتات تخرج عليك بضرورة اتباع العادات الصحية السليمة فى تناول اللحوم حتى تصبح معدتك آمنة مستقرة بعد عبورها لحقل الألغام الحومى، و البرامج تتفنن فى تقديم أشهى الأطباق و طريقة عملها مصحوبة باللحوم.


و نفسها الصحف و البرامج تتحدث عن ارتفاع أسعار اللحوم و ضعف الإقبال على شراء "الأضحية" من خراف و مواشى لضيق ذات اليد للمواطن الغلبان المطحون المكوى بنار مصاريف المدارس و فواتير المياه و الكهرباء و ملابس العيال فى الأعياد و الدروس و غيره و غيره من كل شىء كأن حياته موجودة من أجل الدفع.

و يا حبة عينى الغلبان مش قادر يلاحق على إيه و لا إيه !!

لدرجة بقى إنه لن يشترى لحمة و سيقاطعها و لن يلتزم بالنصائح التى تخرج له فى الصحف و البرامج فيشعر وقتها بأن القصد من النصائح إخراج لسانهم له.

 فهم يحذرون من الإفراط فى أكل "السمين" و "الريّش" و "الطرب" و بالهنا و الشفا لكم جميعا فعلينا أن نعود الآن لفكرة معيشتنا فى أزهى عصور الملوخية.

يا سلام على ريحتها و الثوم ينغشش فى أنفك و علطول تعرف إن الريحة اللى قلبت البيت هى بعينها و حلاوتها ملوخية.

و هنا تظهر الملوخية لحل أزمة اللحوم فطول عمرها صانعة البهجة حتى و الهكسوس بيفرضوها على المصريين أجدادنا لإذلالهم إلا أنها أعجبتهم و بالتالى فهى مطلوبة الآن بدلا من التركيز على اللحوم فلنذهب إلى صحبتها مع الفراخ.

بتسألنى الآن: يا فالح ده عيد اللحمة إزاى ناكل فراخ ؟

و لا يهمك يا سيدى بس العين بصيرة زى ما هما بيقولوا و الفراخ ما حدش عتب بكلمة على ارتفاع سعرها.

فإذا كنت ميتا على تناول اللحوم فاتجه إلى الفراخ مصحوبة بطبق ملوخية ملوكى.

و لهذه الكلمة الأخيرة (ملوكى) يقال إن الحاكم بأمر الله قرر منع الناس من أكل الملوخية بالعند فى الخليفة معاوية الذى كان يفضلها و تأتى أقاويل أخرى تبرأ الحاكم من هذا الأمر.

و هكذا فالممنوع لدينا مرغوب خاصة و أنه يمتلك عزة النفس كالملوخية التى رفضت أن يقترن اسمها باللحمة، فنحن نقول : ملوخية بالفراخ و ملوخية بالأرانب، لكن عمرك سمعتها ملوخية باللحمة ؟!

شوفت بقى إن الحل بسيط و إن منع الناس من أكل الملوخية جعلهم لا يفرطون فيها بعد السماح بتناولها مرة أخرى فأصبحنا لا نهتم بالديمقراطية و نركز على الملوخية خصوصا بالفراخ.

و من خلال المتابعة و التأنى ستجد أن الأسعار ترتفع و الناس تشترى و تشتكى و تشترى و توجع قلبها بالأسعار و لا تتجه نحو الديمقراطية فالأهم سعر الخضار و منه الملوخية التى رغم عزتها فيمكن تناولها برغيف و اللهم لك الحمد و تشبع كمان من غيرن أرنب ولا فرخة.

مؤدبة الملوخية و غير متعبة كاللحمة التى تطلبت قرارا رئاسيا فى عهد الرئيس الراحل السادات يقضى بمقاطعتها و عادت الأسعار بعدها لمجاريها المعقولة فكانت اللحمة بعدة قروش لم تصل للجنيه شوف بقى حزمة الملوخية تكلفك قد إيه؟

و طبعا الفرصة حلوة كلهم جايبين سيرة اللحمة و سعرها العالى فأنت تروح للفراخ فيرفعوا سعرها و اللحمة العزيزة ستذهب لأقل سعر فتعود إليها بعد الهجر و الخصام.

و حتى لا تتهمنى بأنك خرجت من الموضوع بلا لحمة و لا فراخ و لا حتى حزمة ملوخية فأذكرك بحلم الوليمة.

اللحوم غالية و نتحدث عنها فى كل عام عن الأسس الواجب اتباعها صحيا لتناولها و كأنها مرطرطة.

فإذا أردت لحمة تشتريها بقدر ما يجود به جيبك و إذا أردت الفراخ فهى مرهونة بثمنها الموجود معك.

و بألف هنا و شفا لو ربنا كرمك بالطبختين لحمة و فراخ و يا سيدى سيبك من الديمقراطية و موضوعها.

 المهم افرح و غنى للعيد و صدقنى بلا وجع دماغ المهم إننا فى أزهى عصور الملوخية كفاية إنها معروفة و عند منعها لم تتغير و شوف يا سيدى لو أكلت لحمة فهنيالك أغنية "العيد فرحة" و لو أكلت فراخ فوقتها تغنى "العيد فرخـة" الله على حلاوة الملوخية.

و لكى يطمئن قلبك شوف أى واحد بسيط فى الشارع دماغه على فطرة ربنا و همه رزق عياله و أسأله: تحب الديمقراطية و لا الملوخية؟

و يبقى "أكيل" لو طلب الملوخية و معاها الزفر أرانب و لا فراخ.

ليست هناك تعليقات: