2010/11/15

كل سنة و أنت طيب



مشهد لابد منه فى حينا الشعبى الذى أعشقه تتجمع الشخصيات من مختلف الأعمار.

أطفال يمسكون الحلوى و البلالين و رجال يصطحبون ما لذ و طاب من العجول و الخراف و الكل يسير ورائهم فى انتظار حضور صاحب الفرح الذى يفتتحه بسكين يشق به رقبة المغفور له الذى تلعب لحومه فى معدتك الآن أو غدا أو بعد غد و بالهنا و الشفا.

لكن الفرحة لا تتم فالشارع لابد ان يغرق فى مياه المجارى و تشعر بكثرة البلاعات فى الشارع التى تخرج كحبيبة شبابية تعكر صفو الوجه فهى ايضا على الشارع بارزة تصطدم بها السيارات و احيانا تغوص عجلاتها فيها و فى كل عيد نفس المنظر.

تظل المياه راكدة ليومين كأنها تعويض لمن لم تسمح لهم الظروف بالذهاب للبحر و قضاء العيد على نسماته.

فهذه المجارى بحرنا و لنا ان نفرح بها و لا يهم أن تسحبها البلاعات ام لا فالأهم ان تسحب المعدة ما تريد من لحوم.

هذا مشهد أكرهه فالمجارى تضرب طبعا من المواسير التى لا يفكر الناس فى تصليحها إلا بعد خراب مالطة و طبعا ست البيت ترمى إشى بواقى فتة و عجين رقاق محروق و تفل شاى لزوم الحبس على الأكلة المتينة و هووووب تجرى المياه و تنقصها السفن.
لكن تسبح فى المياه الزينة المعلقة قبل فجر صلاة العيد حيث يخرج الكل فى بهجة فيقطع كل ما تصل إليه يده من بلالين و اوراق ملونة و عيد بقى و كل سنة و أنت طيب.

و خد عندك بقى جلوس مجموعة من مالكى الحمير بصحبة كذا حصان على آخر الشارع و تكون فى العيد فرصتهم فى كسب العيدية التى وصلت لجيوب من يركبون تلك الحمير.

طبعا لازم ما يفوتكش مشهد صلاح الدين الأيوبى و تلاقى واحد بيجرى و هو راكب الحصان و الكرباج صوته بيطرقع و كل خطوة سريعة مصحوبة بطرطشة و يا ويلك يا سواد ليلك لو الطقم جديد و لا حتى مكوى و متوضب رغم إنه قديم و عدى الحصان بالبطل الهمام يسلم عليك بمياه المجارى التى ستصل لوجهك نقط نقط.
و هناك دور للعيال فى تأجير العربات الكارو ثم الجلوس عليها مصفقين مهللين مع سير الحمار الذى يجاملهم بصوته المنكر.

و كل سنة و أنت طيب عيد و لازم العيال تلعب بالمسدسات "الخرز" فأثناء ركوبهم للعربية الكارو ينشنون فى كل من يمشى فى الشارع و حتى لو وقفت فى بلكونة ممكن تصلك طلقة غير مميتة لكنها فاقعة للعين بعد الشر عنك، و لو ربنا لم يكرم مجموعة بمسدسات فهم يمسكون الطوب ليتحدث نيابة عنهم مع رأسك.

مشهد مهبب لو حصل بعد ساعات و كل سنة و انت طيب.

ليست هناك تعليقات: