كل عام و انتم بخير و السنة الجاية تكونوا
فى احسن حال.
المشهد الآن مفرح فالسجاجيد مرتمية فى
أحضان حبل الغسيل و المياه مغرقة الشوارع و التراب يتصاعد من السلالم نتيجة تنظيف
البيوت.
فنحن فى حالة طوارىء نظيفة لن تشاهدها بحق
ربنا إلا فى حى شعبى كالذى اسكن فيه.
و رغم تلال القمامة التى غرقت فيها شوارعنا
إلا أننا شعب نظيف نستطيع أن نستدل على ذلك وقت الأعياد و المناسبات، فقبل رمضان
هناك حالة نظافة عامة فى البيوت و قبل مجىء العيد الصغير او الكبير تغرق البيوت فى
النظافة من تنظيف للأرضية و مسك زعافة ماسحة لتراب الأسقف و اركان الحوائط و تسبح
فى بحر أرضه من البلاط و السيراميك و ليس رملا و فوق هذه المياه رغوة صابون و لا
غزل البنات.
الكل يغسل و تتبارى السيدات فى نشر الغسيل
من ملابس لسجاجيد لمفارش الأطقم و لو حظك حلو و الواحدة منهم عصرت المولد ده كله
بما يرضى الله فمش هتغرق هدومك لو عديت تحت حبلهم السعيد.
و يبدو أن لنا حبا كبيرا مع الغسيل حتى بعد
وكسة 1967 فخرج العندليب يغرد بصوته قائلا: و بلدنا ع الترعة بتغسل شعرها، والله منتهى
النظافة يوم ما البلد خرجت تغسل راحت للترعة.
و بما إن الكلام عن الأغانى فالمغنواتية
نانسى عجرم ذهبت أيضا للغسيل فى أغنيتها الشهيرة "أه و نص" و تمايلت و
ضحكت و جلست أمام الطشت و هات يا دعك ثم وضعت المشبك فى فمها و هات يا نشر.
و
خد عندك تلك المنافسة النسوية فى نشر الغسيل فكلها فن و عبر و مواعظ بداية من دخول
الواحدة للبلكونة ثم تضع طبق الغسيل و تبدأ فى رص بديع لما معها من ملابس و مفارش.
و بمنتهى الرشاقة تنحنى و هى تمد ذراعيها
على طول الحبل كى تضع صاحب الحظ السعيد معلقا بمشبكها الخشبى ثم تضع القطعة وراء
القطعة و لا أدرى ما السبب فى تشمير اليدين غالبا وقت النشر.
المهم تنتهى الواحدة من نشر ما يجود به طبق
غسيلها النظيف ثم تنظر لتلك الصفحة المنشورة بزهو وافتخار على دقتها فى ترتيب
القطع و الألوان على حبل حبل.
تنسحب عقب كل ذلك و تقرر بعدها إكمال بقية
الأعمال من نظافة و هذا يدل على نظافة هذه السيدة و محاربتها لفكرة الاستغلال فهى
لم تستعن بخادمة لتنظف لها، و من ناحية اخرى لا تسمح بوجود إمرأة أخرى تمد يدها فى
مملكتها.
شوفت العبر و المواعظ من نشر الغسيل.
و حتى النظافة موجودة فى حكومتنا فهى
بقيادة الدكتور نظيف أى أننا عشاق للنظافة من ساسنا لراسنا.
أتمنى من الله أن تخرج رسوم تحصيل النظافة من
فواتير الكهرباء فلا يعنى حبنا الجارف للنظافة أن ننظف جيوب الناس دون نظافة
للشوارع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق