فى الطريق إلى المدرسة يذهب الطلاب
السوريون و أهلهم لا يعرفون هل سيعودون لهم و الروح تدب فى عروقهم بسلامة أم
ستعود أجسادهم مشوهة مقتولة و مسلوخة؟
مرحبا بنور عيونكم التى تقرأ سطورنا.
تعيش سوريا على يد حاكم يفترس شعبه و
يبطش بهم بمخالب الأسد بينما يظهر كالفأر أمام عدوه فى الجولان.
ربما يبدأ أهل سوريا من المؤيدين لنظام
بشار القمعى بكل بجاحة حصتهم الأولى بكتابة موضوع تعبير عن أمجاد
الرئيس بشار و سماحة قلبه التى لا تعرف السحل و السلخ.
و ربما تأتى كاميرات التليفزيون الرسمى
السورى "الفشار" حتى تصور مشاهد التأييد لابن الأسد فى طابور الصباح
و فى الفسحة و داخل صفحات الكتب المدرسية و الكل يهتف :"بالروح بالدم
نفديك يا بشار".
لا أعرف لماذا يظل الحاكم فى حالة من العمى
و لا يستجيب لرغبات شعبه التى تنفجر بالإرادة و التحدى و الاستشهاد رغم كل القمع
الذى يدفعون ثمنه و هو ثمن مكلف يدفعك إلى الحياة الآخرة ؟!
لكن الاتجاه بحرية إلى الحياة الآخرة أفضل
من العيش فى آمان بحرية معدومة.
و قد قدم لنا شهداء ثورة 25 يناير
درسا يحتاج لصفحات من التعبير خلال أيام الدراسة، و التسجيل فى كتب التاريخ حيث الذهاب
بروح مؤمنة للمطالبة بالتغيير و الحصول على الحرية و العدالة الاجتماعية.
روح تنادى بالكرامة للمواطن المصرى و
مواجهة بطش الحاكم و استبداده بشعار "سلمية .. سلمية" و بطعام "الفول
و البلح و الطعمية" و مواجهة شائعات "الأجندات الخارجية" و
تناول الأطعمة من "كنتاكى" الذى حصل على إعلانات تجعله رابحا
لفترة طويلة و تعوضه عن غلقه أيام الثورة.
فى أول يوم دراسة إن كان مكتوب له المرور
بسلام دون "إضراب المدرسين" فليتذكر الطلاب و هم فى تحية العلم
أن "تحيا جمهورية مصر العربية" جاءت عبر استشهاد خير أبناء الوطن أيام
عرابى و ثورة 19 و فى حروب 48 و 56 و 67 وفى ملحمة البطولة بحرب الاستنزاف و
بوطنية رفضت اليأس فى أكتوبر 73 و ثورة 25 يناير.
فى أول يوم دراسة على كل أب و أم الاتجاه
بالحمد و الشكر لله رب العالمين الذى جعل أولادهم و بناتهم يذهبون بسلام للمدرسة
دون قذائف مدافع و دبابات تعود بهم جثة هامدة.
و كل هذا ببركة ربك الكريم و شجاعة شباب لم
يفكر فى مستقبله الشخصى و هل سيدخل علمى أم أدبى ؟ و هل يريد أخذ كورسات انجليزى
بعد التخرج أم كورسات كمبيوتر أم يأخذهما مرة واحدة ؟
شباب لم يفكر فى مجد شخصى و الحلم بوظيفة
فى شركة بترول أو العمل بالدعاية و الإعلان أو الحصول على آلاف
الجنيهات لإحضار شقة و شبكة و عمل فرح فى قاعة بفندق 5 نجوم.
شباب يفكر فى مستقبل مصر التى تستحق أفضل مما
كانت عليه عهد رأس النظام البائد الذى اختزل مصر فى يوم مولده فكتبوا له فى الصحف
القومية ممجدين و مسبحين و حامدين يد ولى نعمتهم قائلين :يوم ولدت مصر.
شباب يفكر فى خدمة مصر و كل فى مجاله بالجد
و الاجتهاد حيث يترك الدين
لأهله و يصنع السياسة أصحابها و يقدم العلم علماؤه و يشغل المصانع عماله و يبقى
للشعب الاختيار و التضحية.
شباب لولاهم لما تكلم الجميع و انتقد و عارض
و تظاهر و اعتصم من أجل طلب الحق.
قد تشعر أن الكلام سهل و جميل و تقول لى : يبدو
أن الحياة حلوة بمبى بينما الشارع يعانى من الانفلات الأمنى و أنت نايم على فيس
بوكك و تويترك و قاعد فاضى لا شغلة و لا مشغلة و لا تعرف حتى البيت ماشى ازاى يوم
بيوم و بنقول يا رب سترك لحد قبض مرتب الشهر اللى بعده.
ساعتها أقول لك : و فى السماء رزقكم و
ما توعدون بس اسعى يا عبد و ربك معاك.
هناك تعليق واحد:
الحمد لله على اللى مصر فيه...ورحم الله شهداءنا وشهداء سوريا ورزقك أهل سوريا القوة حتى يتخلصوا من الطاغيه
ومازلت دماء الشهداء تنادى لا تتركوا حق بذلت من أجله
بوست فعلا زى الفل بس الحال لاء يا معتز
إرسال تعليق