2011/09/21

أ.ب سياسة



هذا البرنامج أتابعه بشكل دائم فهو يتميز بعرض مبسط للمفاهيم و الأحداث التى تدور حولنا فى مجال السياسة و يعتمد على أسلوب بديع للدكتور معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.

يعجبنى فى البرنامج أن الدكتور معتز يعتمد على الحديث المباشر فيخاطب المشاهد بصورة تناسب أم محمد و عم شعبان بائع الفول و الدكتور تيمور فتذهب إليك المعلومة آخذة حقها فى الشرح و يحلل له ما تنشره الصحف فلا يجعله فقط مجرد قارىء متلقى للمعلومة بل ليفهم مغزاها و معناها و المخفى من وراءها.



هكذا ينبغى أن يكون الإعلام فيقدم للجمهور المعرفة و يحثهم على البحث و التفاعل فالبرنامج يتيح للجمهور التواصل معه بإرسال استفساراتهم و ما يريدون مناقشته من قضايا سياسية كالنظم الانتخابية و أنواعها و مفهوم القائمة النسبية و الجمهورية البرلمانية .. إلخ من المصطلحات التى نسمعها الآن.

ميزة أخرى لبرنامج أ.ب سياسة هى أن الدكتور معتز لا يتحدث طوال حلقة البرنامج و كأنه جالس على "المصطبة" كأمثال عماشة فى قناته الذى يجلس باللت و العجن و إقحام البط اللذيذ فى ميدان السياسة و البطة بريئة من عبثه.

الدكتور معتز لا يتحدث فقط فهو يستعين بأساليب العرض التوضيحية المبسطة ليشرح الجمهور أوضاعنا السياسية و لعل الحلقة التى جعلتنى أكتب عن البرنامج لعل و عسى تشاركونى المشاهدة و الاستفادة هى الحلقة التى تحدث فيها عن "مراحل الثورة الخمس" و بكل بساطة تخرج من الحلقة و أنت فاهم على وعى و دراية من أهل العلم فى أى موقف تكون مصر؟


اسمحوا لى أن أترك لكم الصورة التى ظهرت  فى هذه الحلقة و وقتها ستدرك مصر سكتها على فين ؟

 


بعد مشاهدة الصورة أتساءل برنامج مثل "أ.ب سياسة" لماذا لا يظهر على شاشات التليفزيون الرسمى؟

هل يخشى التليفزيون المصرى الرسمى مرور الدكتور معتز ببرنامجه لتوعية الناس بفهم و دون تسطيح للعقول؟

هل سيصرخ ماسبيرو: "اطردوا دكتور معتز" و "أنا خايف منه و قلبى مهزوز لو قدم البرنامج عندى" و "كده هيجيلى ضغط و سكر لو الناس ربنا كرمها بمتابعته"؟

هل التليفزيون المصرى مازال غاضبا من الدكتور معتز بالله عبد الفتاح و حالف بالطلاق على شاشته ما يظهر عليها الدكتور كما كان عهد حكم المخلوع؟

و هل لا يريد التليفزيون المصرى أن يستفيد شعبه مما يحدث حوله كما يستفيد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء من الاستشارة السياسة الموجودة عند الدكتور معتز بالله عبد الفتاح؟

و هل الغلابة مكتوب عليهم التعب و الذهاب للطبيب إذا كرمهم ربهم بالمال بينما المقتدر الذى كرمه الله بالرزق له حق العناية و الرعاية بمفردهم؟

أسئلة كثيرة و إجابتها أنتظرها و وقتها ستقول لى طالما البرنامج على قمر النايلسات فلا توجد مشكلة للناس فيمكنهم متابعة البرنامج من غير ما تزعل نفسك و لا أنت خدتك الجلالة لأن الدكتور جزء من اسمه على اسمك؟

يا سيدى القصة إن لما تقعد عايش على فكرة مصر الرائدة الأولى فى الإعلام و مصر كعبة الشرق فى الإذاعة و التليفزيون و تظل تضخم فى أسطورة أعرف أنها حقيقة و قت أن كان لدينا إذاعة بحجم صوت العرب و الشرق الأوسط و البرنامج العام و القرآن الكريم و برامج تجمع الإبداع و مجموعة من الإعلاميين البارزين كأمثال :حمدى قنديل و محمود سلطان و بابا شارو (محمد محمود شعبان) و طارق حبيب و صفية المهندس و أمانى ناشد و غيرهم من الذين نحتفظ لهم بالاحترام.

و تجربة الدكتور معتز بالله عبد الفتاح ليست ببعيدة عن التليفزيون المصرى الرسمى فهى على صفحات كتاب (من وجع القلب) الصادر من دار المعارف حيث كتب محمود عوض " كان لى حديث يومى فى إذاعة الشرق الأوسط فى برنامج باسم "من قلب إسرائيل". البرنامج مدته خمس دقائق و تعتمد فكرته على سؤال توجهه إلى المذيعة سوسن سامى مستمد من حدث ساخن أو تطورات طازجة و طوال سنوات أيضا كانت تقارير المتابعة بالإذاعة تسجل أنه أصبح أكثر البرامج السياسية شعبية ، و هو شىء نادر بحد ذاته".

ألا يريد التليفزيون المصرى استعادة هذه الأمجاد ؟

أم أن وزير الإعلام أسامة هيكل يهتم أكثر بما يزعج سكان العمارات من استديوهات القنوات المجاورة لشققهم و الذين يفعلون إزعاجا يشبه "دق الكفتة" على رأى الناقد البارع طارق الشناوى فيتم غلقها؟

على فكرة برنامج الدكتور معتز يأتى على قناة التحرير عند منتصف الليل من الأحد إلى الجمعة و يعاد فى الرابعة عصرا من السبت إلى الخميس.

ليست هناك تعليقات: