2011/09/17

صباح الخير يا عروبة


تسعى فلسطين إلى اعتراف الأمم المتحدة بها لتصبح ابنة شرعية فى النظام العالمى شأنها شأن خبيرة اغتصاب الأراضى "اسرائيل".

مرحبا بنور عيونكم التى تقرأ سطورنا.

بينما يتمنى أهل فلسطين شرف إقامة دولة لها شرعية و تعترف بها دول العالم نجد إسرائيل ترفض و من خلفها تقف الولايات المتحدة بصورة تناقض الخطاب الذى جاء برئيسها أوباما حتى القاهرة ليعلن فى خطاب يدغدغ المشاعر أنه يهدف لإقامة سلام شامل و بناء دولة فلسطينية فى الشرق الأوسط.

و يبدو أن أوباما عندما نطق بهذه الكلمات فى جامعة القاهرة خلال فترة الرئيس المخلوع مبارك فقرر أن يسحب ما قاله و رميه فى الهواء ليذهب فى سراب، فإذا كانت ثورة 25 يناير قد أزالت مبارك فبالتالى يرى أوباما إزالة حلم بناء الدولة الفلسطينية.

مفارقة غريبة ما بين تأييد الأمريكيين لثورات الربيع العربى و قيامهم بنشر رياح خماسين تبدو فى قوة "زعابيب أمشير" لتهدم بناء فلسطين كدولة معترف بها عالميا.

و لم تكتف أمريكا برفض ذهاب الفلسطينيين للحصول على دولة مستقلة عن إسرائيل التى هبطت بالبارشوت على منطقتنا العربية بسبب وعد من لا يملك، بل هددت الولايات المتحدة التى تنادى بالحريات و الديمقراطية بأنها سوف تستخدم حق الفيتو فى مجلس الأمن إذا طلبت فلسطين الاعتراف بها كدولة.

كل هذا و العرب ينقسمون ما بين دول تسعى لإزالة حاكم مستبد و أخرى تسعى لإنجاح ثورتها بعد الإطاحة برأس النظام الحاكم فى العهد البائد و بين ثالثة يحاول حكامها الحفاظ على عروشهم و التشبث بها لآخر نفس.

لكننى أرى روح أكتوبر لعام 1973 تهبط على محيط المنطقة العربية بمشهد قصير من مشاهدها الكفاحية.

مشهد قيام دول الخليج العربى و على رأسها المملكة العربية السعودية التى منعت توريد النفط للغرب عامة و لأمريكا خاصة من أجل مساعدة مصر فى كفاحها ضد إسرائيل.

و السؤال هنا : إذا كانت هناك شخصيات خليجية كما يتردد الآن عنها أنها تقوم بدفع الملايين من الأموال و تقديمها لمجموعات مخربة لتدمير الوضع الأمنى المصرى فلماذا لا تتجه تلك الجهود إلى عرقلة الولايات المتحدة و إسرائيل باستخدام سلاح البترول و منعهما من الاعتراض على الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

هل نضبت الشجاعة و ماتت فى عروق العرب؟

لا نريدها شجاعة قاتلة لا تقدر المواقف و إنما شجاعة ترفض بيع براميل النفط لمن يرفض الاعتراف بالحق و الأرض.

شجاعة تواجه عقيدة عبرت عنها عام 1968 جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل بقولها: لا يوجد شىء اسمه شخصية فلسطينية أو قضية فلسطينية.

و هذا ما يفسر أن اسرائيل ترى فى قيام دولة فلسطينية تهديدا لوجودها رغم ترسانتها من الأسلحة المصنوعة على يد ولية نعمتها أمريكا.

هل يمكن للسعودية الآن أن تستعيد دورها و تعبر بصرامة عن رفضها توريد البترول للولايات المتحدة للضغط على أوباما و إنجاح الحق العربى فى هدفه؟

هل يمكن للسعودية التى تحوى أراضيها الحرم المكى و تؤمن جيدا أنه لا إله إلا الله و الأرزاق عليه وحده و تقرر الوقوف بدور مشرف و معها الدول "العربية" الغنية بالبترول فى وجه غطرسة الولايات المتحدة المسلحة بقرار الفيتو؟

هل يطمع العرب فى استقرار و حرية أم يطمع حكامهم فى تثبيت أنفسهم على كراسى الحكم؟

هل يمكن للعرب الذين يتحدثون لغة واحدة و دينهم مشترك ما بين إسلام و مسيحية القيام باسترجاع روح صلاح الدين من قبره أم تظل واقفة مكتوفة الأيدى و تفرح شعوبها مهللة بمن يصفع إسرائيل بين الحين و الآخر مثل رجب طيب أردوجان رئيس وزراء تركيا بينما يقف حكام العرب فى واد آخر و هو البقاء فى السلطة دون الاهتمام بصفحات التاريخ التى تسجل للأحرار بكل فخر بينما تلعن الطغاة و تلحق بهم العار دائما؟

ليست هناك تعليقات: