السؤال يدق على باب رأسى دائما عن معيشتنا
هل هى فى ديمقراطية أم لا؟ و هل حالنا الذى نبات و نصحو عليه ضد معنى الديمقراطية
و أن عكسه هو الديمقراطية بعينها أم لا؟
و حياتك لا أعرف !!
فهم يقولون إن الديمقراطية هى حكم الشعب
لنفسه و الأخذ بآراء الأغلبية و تحقيقها يسير على النظام المجتمعى القائم و لكل
نظام ديمقراطيته الخاصة به وفقا للمثل القائل : " كل فولة و لها كيال ".
و بعيدا عن هذا الموضوع الذى يؤدى أحيانا
لوراء الشمس فنحن كما يدعى البعض نعيش أزهى عصور الديمقراطية.
يكفينا فخرا أن كل ما نريده نحلم به و أنت
و حلمك .. إما حقيقة تراها أو يظل الحلم كما هو إلا إذا أخذ على خاطره و تحول
لكابوس لكن لن يصادر أحد أحلامك.
و ما المانع فى أن أدعوك ضمن أحلامى لوليمة
و لا ولائم العصر العباسى بطيوره و لحومه و كل ما لذ و طاب من المحمر و المشمر و
بعد الهنا و الشفا نحبس بشاى.
و قبل أن تعتقد أننى من "الأكيلة"
فالغلبان الذى تقرأ له على باب الله مثل قلم رصاص بسن رفيع عظامه تكاد تكون أكثر
من لحمه بل إنه نسخة من "طرزان" و لكن الهزيل المسخوط الهفتان و كى لا
تتعب نفسك فكل ما تراه من عضلات و بنيان قوى لطرزان أفندى فأحسبه بالعكس على صاحب
السطور السابقة الذى دوشك بما يكتب.
طيب و النبى ما تزعل و حياة العيش و الملح
الذى أكلناه فى وليمة الأحلام ما تضايق منى و إيه رأيك إننا و الحمدلله نعيش أزهى
عصور الملوخية !!
بسيطة يا سيدى تابع أنت الصحف و البرامج
قبل كل عيد أضحى ستجد المانشيتات تخرج عليك بضرورة اتباع العادات الصحية السليمة
فى تناول اللحوم حتى تصبح معدتك آمنة مستقرة بعد عبورها لحقل الألغام الحومى، و
البرامج تتفنن فى تقديم أشهى الأطباق و طريقة عملها مصحوبة باللحوم.
و نفسها الصحف و البرامج تتحدث عن ارتفاع
أسعار اللحوم و ضعف الإقبال على شراء "الأضحية" من خراف و مواشى لضيق
ذات اليد للمواطن الغلبان المطحون المكوى بنار مصاريف المدارس و فواتير المياه و
الكهرباء و ملابس العيال فى الأعياد و الدروس و غيره و غيره من كل شىء كأن حياته
موجودة من أجل الدفع.
و يا حبة عينى الغلبان مش قادر يلاحق على
إيه و لا إيه !!
لدرجة بقى إنه لن يشترى لحمة و سيقاطعها و
لن يلتزم بالنصائح التى تخرج له فى الصحف و البرامج فيشعر وقتها بأن القصد من
النصائح إخراج لسانهم له.
فهم يحذرون من الإفراط فى أكل "السمين"
و "الريّش" و "الطرب" و بالهنا و الشفا لكم جميعا فعلينا أن
نعود الآن لفكرة معيشتنا فى أزهى عصور الملوخية.
يا سلام على ريحتها و الثوم ينغشش فى أنفك
و علطول تعرف إن الريحة اللى قلبت البيت هى بعينها و حلاوتها ملوخية.
و هنا تظهر الملوخية لحل أزمة اللحوم فطول
عمرها صانعة البهجة حتى و الهكسوس بيفرضوها على المصريين أجدادنا لإذلالهم إلا
أنها أعجبتهم و بالتالى فهى مطلوبة الآن بدلا من التركيز على اللحوم فلنذهب إلى
صحبتها مع الفراخ.
بتسألنى الآن: يا فالح ده عيد اللحمة إزاى
ناكل فراخ ؟
و لا يهمك يا سيدى بس العين بصيرة زى ما
هما بيقولوا و الفراخ ما حدش عتب بكلمة على ارتفاع سعرها.
فإذا كنت ميتا على تناول اللحوم فاتجه إلى
الفراخ مصحوبة بطبق ملوخية ملوكى.
و لهذه الكلمة الأخيرة (ملوكى) يقال إن
الحاكم بأمر الله قرر منع الناس من أكل الملوخية بالعند فى الخليفة معاوية الذى
كان يفضلها و تأتى أقاويل أخرى تبرأ الحاكم من هذا الأمر.
و هكذا فالممنوع لدينا مرغوب خاصة و أنه
يمتلك عزة النفس كالملوخية التى رفضت أن يقترن اسمها باللحمة، فنحن نقول : ملوخية
بالفراخ و ملوخية بالأرانب، لكن عمرك سمعتها ملوخية باللحمة ؟!
شوفت بقى إن الحل بسيط و إن منع الناس من أكل
الملوخية جعلهم لا يفرطون فيها بعد السماح بتناولها مرة أخرى فأصبحنا لا نهتم
بالديمقراطية و نركز على الملوخية خصوصا بالفراخ.
و من خلال المتابعة و التأنى ستجد أن
الأسعار ترتفع و الناس تشترى و تشتكى و تشترى و توجع قلبها بالأسعار و لا تتجه نحو
الديمقراطية فالأهم سعر الخضار و منه الملوخية التى رغم عزتها فيمكن تناولها برغيف
و اللهم لك الحمد و تشبع كمان من غيرن أرنب ولا فرخة.
مؤدبة الملوخية و غير متعبة كاللحمة التى
تطلبت قرارا رئاسيا فى عهد الرئيس الراحل السادات يقضى بمقاطعتها و عادت الأسعار
بعدها لمجاريها المعقولة فكانت اللحمة بعدة قروش لم تصل للجنيه شوف بقى حزمة
الملوخية تكلفك قد إيه؟
و طبعا الفرصة حلوة كلهم جايبين سيرة
اللحمة و سعرها العالى فأنت تروح للفراخ فيرفعوا سعرها و اللحمة العزيزة ستذهب
لأقل سعر فتعود إليها بعد الهجر و الخصام.
و حتى لا تتهمنى بأنك خرجت من الموضوع بلا
لحمة و لا فراخ و لا حتى حزمة ملوخية فأذكرك بحلم الوليمة.
اللحوم غالية و نتحدث عنها فى كل عام عن
الأسس الواجب اتباعها صحيا لتناولها و كأنها مرطرطة.
فإذا أردت لحمة تشتريها بقدر ما يجود به
جيبك و إذا أردت الفراخ فهى مرهونة بثمنها الموجود معك.
و بألف هنا و شفا لو ربنا كرمك بالطبختين
لحمة و فراخ و يا سيدى سيبك من الديمقراطية و موضوعها.
المهم افرح و غنى للعيد و صدقنى بلا وجع دماغ
المهم إننا فى أزهى عصور الملوخية كفاية إنها معروفة و عند منعها لم تتغير و شوف
يا سيدى لو أكلت لحمة فهنيالك أغنية "العيد فرحة" و لو أكلت فراخ فوقتها
تغنى "العيد فرخـة" الله على حلاوة الملوخية.
و لكى يطمئن قلبك شوف أى واحد بسيط فى
الشارع دماغه على فطرة ربنا و همه رزق عياله و أسأله: تحب الديمقراطية و لا
الملوخية؟
و يبقى "أكيل" لو طلب الملوخية و
معاها الزفر أرانب و لا فراخ.