هذا الرجل : كان يعشقها بلا حدود يخلص
لها دائما و لا يعرف عملا سواها.
إنه معروف لمحبيه ببراعة أسلوبه و
معروف للمختلفين معه بتفوقه الذى يهدد كيانهم.
إنه يبحث دائما عن الحرية مؤكدا ((أستطيع
أن أعطيك قلبى.. فأصبح عاشقا. أعطيك طعامى.. فأصبح جائعا. أعطيك ثروتى. فأصبح
فقيرا. أعطيك عمرى.. فأصبح ذكرى. ولكنى لا أستطيع أن أعطيك حريتى. إن حريتى هى
دمائى، هى عقلى، هى خبز حياتى. إننى لو أعطيتك إياها فإننى أصبح قطيعا شيئا له ماض
و لكن ليس أمامه مستقبل)).
إن حبه و عشقه يتمثل فى القراءة و
الكتابة إنه كما يصفه الإعلامى الكبير يسرى فودة ((عاشق لمهنته، تزوجها حرفياً
زواجاً كاثوليكياً لا فكاك منه ولم تفلح امرأة فى التقاطه منها، إنه مخلص لها
فيفضّل أن يجوع كى يشترى أحدث الكتب والإصدارات من مختلف أنحاء العالم، إنه لم يكن
يوماً عبداً لجاه أو منصب أو نفوذ فآثر من زمن بعيد أن يكون لهم دينهم وله دين،
هجر كبريات المؤسسات الصحفية وأغلق على نفسه باب منزله. ثم إنه لا ولاء عنده لأحد
سوى لقارئه، منه يستمد طاقته على الاستيقاظ لصباح آخر، ومنه يستمد شرعية وجوده فى
هذه الحياة)).
إنه المتمرد لوجه الله الكاتب الصحفى
الكبير محمود عوض الذى أتت ذكرى ميلاده فى 28 ديسمبر.
محمود عوض الذى يترحم عليه من تربى
على كتبه لم يغب عنا .. فروحه مازالت تتحرك بين صفحات ما كتبه سواء فى السياسة أو
الأدب أو الفن أو الرواية.
أسلوبه يتبع مبدأ ((اعرف عدوك)) عن
قناعة و تفكير و تفسير .. و ليس بشعارات تنم عن جهل لا يفيد .. فقدم بقلمه الرشيق
تشريحا للعدو الاسرائيلى بداية بكتبه ((ممنوع من التداول)) مرورا على كتابه الشهير
((وعليكم السلام)) و صولا لكتابه الأخير ((اليوم السابع)) الذى خرج لنا بعد غياب
جسده بثمانية شهور و كأنه يريد أن يقول لنا : باق معكم فى الحياة و الممات.
عندليب الصحافة .. هو لقب معروف به
أطلقه عليه أديبنا الكبير إحسان عبد القدوس.
تعرفه بتحليلاته السياسية و تتجول معه
فى بحور المشاهير من الفنانين مثل كوكب الشرق أم كلثوم و موسيقار الأجيال محمد عبد
الوهاب و العندليب عبد الحليم حافظ و رفيقه بليغ حمدى و أسماء عديدة رفض أن يكون
بقلمه تاجرا فى الكتابة عنهم ليحقق الشهرة و المجد و لكنه كان امينا فيما ينقله
عنهم فهو يحترم خصوصيتهم حتى و لو كان شديد الصلة بهم.
محمود عوض..لا تستطيع ان تحكى عنه كلمات
فهو صاحب القلم المصرى الفصيح الذى يقدم لك الواقع بنظرة ابن البلد الذى يعشق
ترابها فعلا و قولا و ليس بشعارات نغنيها و نرددها.
لن استطيع ان أتكلم عن الأستاذ فى
سطور فهو يحتاج لصفحات عدة تقدم مسيرته منذ ميلاده عام 1942 و حتى وفاته فى 2009.
اسمح لى أستاذى العزيز أن ارسل لك
باقة ورد على قبرك راجيا من الله أن يكرمك بفسيح جناته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق