2010/12/28

الحكومة التكييفية


أكتب إليك الآن و بيتنا و الحمدلله بلا تكييف و قد عرفت أن السيد رئيس الوزراء تحدث بالفم المليان عن ارتفاع مستوى عيشة المصريين الذين اشتروا حوالى ٧٥٠ ألف جهاز تكييف خلال العام الأخير و كمل معاليه كلامه مؤكدا إن ((مافيش بلد فى العالم يعيش بهذا البذخ الذى نفعله فى الطاقة)).

أتمنى من الله أن يرزقنى و السامعين و القارئين بواحد من تكييفات صاحب المعالى سواء التى يجدها فى سيارته أو مكتبه أو أى مكان يتواجد فيه حتى أشعر بالرفاهية و أتيقن بعين الاطمئنان أننى فى زمرة المرفهين و حياتى عال العال.

إن الهواء البارد المنعش من المكيف أو التكييف كما تحب أن تسميه أنتظر "هفهفته" بفارغ الصبر و مداعبة نسماته على أحر من الجمر، فهذا الهواء البارد الذى يجعلك فى أعلى عليين هو وحده الدليل على أن معيشتك مرتفعة و معنوياتك مرتفعة و سعادتك مرتفعة و أرصدتك فى البنوك مرتفعة و لو كنت فقيرا غلبانا مثلى على باب الله فمؤكد أن حرارتك ستصبح مرتفعة فوق الأربعين بخمسين ستين سبعين شرطة من سماع تلك التصريحات.

إننى اتذكر أيام الصيف الحارة التى كانت تعانى فيها البلاد من انقطاع مستمر للكهرباء و لا أملك سوى التعاطف مع من اشتروا المكيفات فمؤكد أنهم أصيبوا بعين الحسود و لم يتمكنوا من الاستمتاع بضيفهم العزيز و قد أصبح واحدا من الأسرة فعانى هذا الضيف الذى يعتمد فى كل عمله على الكهرباء التى نعيش فيها كما جاء الكلام ببذخ.

لكن ما علينا فقد أصبحوا من غير كلام فى عيشة رفيعة و طبعا لأن الناس مقامات فالتكييف أيضا له مقامات محفوظة فى سرعاته التى تقاس بالحصان و كل مواطن و حصانه و كلما زادت سرعات مكيفك كلما زادت مكانتك.

إذا كانت حالة المواطن تقاس فيها معيشته بالتكييف و من قبل بشراء السيارات و من سابق بشراء الموبايلات فإما أننا نفترى على الحكومة و لا نحمد الله على ما تفعله لنا أو أننا و الله أعلم نعانى من حالة "التبتر" على النعمة التى توفرها لنا الحكومة و خاصة فى مجال الوظائف و سوق العمل.

فقد بشرتنا تصريحات معالى الوزيرة عائشة عبد الهادى التى تدعو خريجى الكليات النظرية للعمل "أفراد أمن" بالمولات التجارية، لأن "هذا هو المتاح" كما تقول.
 و بنظرة سريعة على الواقع تجد أن طلاب الكليات العلمية لا يجدون الرعاية و لا يلمع اسمهم إلا بعد ذهابهم للخارج كأمثلة الدكتور زويل و الدكتور فاروق الباز و الدكتور مصطفى السيد و غيرهم أما من يعيشون الآن و مفترض أن يكونوا صناع حضارتنا بكونهم العلماء المنتظرين فإما أبحاثهم مرتمية فى أحضان الرفوف الغارقة فى كوم تراب أو أنهم ينتظرون الفرج و الإفراج عن أبحاثهم التى تحقق نهضة و خير للبلد.

أما اصحاب الكليات النظرية من حقوق و آداب و اقتصاد و علوم سياسية و إعلام لا عزاء لهم أيضا و بدلا من الخروج للعمل فيما تعلموه فعليهم ان يختموا حياتهم كحماة ساهرين على أمن المولات التجارية و بالتأكيد ستلحقهم عين الحسود أيضا لأنهم بلا أبحاث مرمية أو دراسات غير معمول بها لكنهم أفراد أمن تلتقط عيونهم كل ما لذ و طاب من زائرات المول السعيد و هذا حل أيضا لمشكلة تأخر سن الزواج و بكده ضربت الحكومة كل العصافير بطوبة.

إن الحكومة التكييفية توفر لنا كلاما أخر مزاج يجعلك تلقى بيمين الطلاق على النكد فمع كل تصريح حكومى تتأكد أنه من الآن فصاعدا لا نكد مع الحكومة لأنها توفر لنا الضحك .. صحيح أنه الضحك علينا لكن كفاية إنه ضحك سواء بقى علينا أو علينا فعليك تحمد ربك و كفاية يا سيدى إنك تبقى متكيف سواء بالكلام أو المكيف الذى رزقت به أو عقبالنا صحبة لما نشتريه و سمعنى سلام ((التكييف لأجل خاطر الدكتور نظيف)).

هناك تعليقان (2):

amira shaaban يقول...

اولا ربنا يزقنا بتكييف عشان نكون متكييفين بجد ، ثانيا الحكومه في خدمه الشعب عشان كده اول ما تلاقي مشكله طبعا لازم ولابد ان تقوم سيادتها بحلها ((واكيد علي كيفها )) يا عني شايلنا علي كفوف الراحه ,,,,مش لاقي شغل انزل احرس مول واهو برضوا اسمك لبست "" ظابط""" ,,,,,,, طب والنبي دي حكومه عسل بس سؤالي الولد يحرس مول... طب البنت تعمل ايه ؟؟""" تبيع فل قدام المول "" والله مش بعيد نصحي بكرة نلاقي نصيحه من اختنا الكبيرة شويتين "عائشه عبد الهادي" بتقولنا فيها بيعوا فل وورد ""والورد جميل ترارارم....ترارارم

Moataz Nadi يقول...

كل الأونظة ماتت يا اميرة
بعد 25 يناير و تحيا مصر
و الحكومة اللى هتيجى بعد كده هتخدم الناس مش هتعكنن عليها