2010/12/11

كوتة كوتة


أنتظر ما سيحدث بعد انتخابات مجلس الشعب و ما ستسفر عنه بفارغ الصبر ليس سعيا فى الاطمئنان على مستقبل أولادى فربنا يعطينى العمر الطويل حتى أتمكن من جمع حق "الشبكة" و وقتها أبدأ أفكر فى عروستى ثم عندما أجدها أبدأ فى التفكير بمستقبل الأولاد و الأحفاد و يعطيك و يعطينا طولة العمر.
 لكن سأوفر عليك معرفة سبب الانتظار ذلك لأننا فى عام 2010 سنشهد و لأول مرة مبدأ تطبيق الكوتة.
و الكوتة يا حضرة هى تخصيص مقاعد للمرأة لا يجرأ أى ذكر الترشح على مثل هذه المقاعد الميمونة.

فالحمدلله كما خصصنا العربات فى المترو للسيدات فخصصنا أيضا مقاعد لهن فى المجلس الموقر.

و يا سعادة قاسم أمين (مع حفظ الألقاب) الذى سعى دوما لتحرير المرأة و ها هى تمتلك 64 مقعدا كما لها الحق فى منافسة الرجال على مقاعدهم.

فعلا صبرت السيدات و نالت المقاعد رغم وجود أصوات ترى بضعف قدرتها على تحمل المسئولية و انها ستغرق فى بحر أى ميزانية تتم مناقشتها و لكن على رأى أستاذنا الكاتب القدير أحمد رجب "المرأة هى الأستاذ و الرجل هو التلميذ.المرأة هى الأقوى و الرجل هو الأضعف".
و حتى تتأكد من كلام أستاذنا فاسمح لى أن أذكرك بقدرة أمنا حواء على غواية أبينا آدم بالأكل من الشجرة و الخروج من الجنة.
فهذه الحادثة الكونية دليل على قوة إرادة التى تستعطف الجميع بالحنان عليها رغم كيدها العظيم.

أخاف فقط على النساء عضوات المجلس الموقر أن تصل لآذانهن عبارات من السباب و الشتائم التى تصل لحد سب الدين كما حدث فى الدورة الماضية.

لكن تعالى و تخيل معى أن الحوار فى جلسة من الجلسات اشتد و قامت واحدة بحكم ميولها النسوية بالردح و فرش "الملاية" وساعتها يكون حدث الموسم و تغيير فى الحال و هكذا تتحقق أمنية من ينادون بالتغيير فالمجلس أصبحت به مقاعد مخصصة للسيدات و هناك إمكانية للردح و ربما شد الشعر لو أتيحت الظروف لصاحبات الجنس اللطيف.

و يا بخت أهل الدائرة التى سترشح فيها المرأة فهم من قبل كانوا يشتكون من عدم مجىء عضو المجلس الموقر لخدمة الناس بعد الظفر بالمقعد و كأنه أصبح خداما للكرسى رغم أن الناس جعلوه نائبا عنهم بأصواتهم التى وصلت للصندوق فى نزاهة و شفافية و دون مراقبة و بالنسبة لموضوع المراقبة الأجنبية المرفوضة فمن حقنا أن نرفض أى شروط من الخارج لكن يجب أن نرفض بالمرة و تحقيقا لتكافؤ الفرص استقدام حكام أجانب لمباريات الدورى فالنزاهة طالما موجودة ينبغى أن تعم على الكل.

و نعود لموضوع فرحة الناس بنائبتهم الموقرة لأنها مؤكد بقلبها الحنون لن تتراجع عن خدمة أهل الدائرة الكرام أما إذا فعلت مثل القطط و أنكرت جميل الناس فهى تستحق لقب "نايبة" لأنها ستجلس لمدة خمس سنوات فى "أرابيز" الناس مثلها مثل المذكر الذى كان قبلها لكن الهم الأكبر إن الكرسى مفصل من هنا و رايح لنون النسوة فقط و اعذرنى على كلمة "أرابيز" فلم أجد كلمة معبرة أفضل منها.

أتمنى من الله ألا يكون تخصيص المقاعد للسيدات مجرد مؤامرة لتدبيس صاحبات الحس المرهف فى أى قانون يعتبره الناس "بلوة" لا ترضيهم و على رأى المثل فى أى مصيبة فتش عن المرأة و كوتة كوتة.

ليست هناك تعليقات: