2011/11/27

أنت و مزاجك


الناس مشتتة و لا تعرف من تختار فى الانتخابات و الناس هنا هم الذين أقابلهم فى طريقى للشارع مصادفة.

فالحزب الوطنى المنحل كان يعزل الناس عن ممارسة حقوقهم السياسية كما يرون فلذلك كانوا يمتنعون عن المشاركة إيمانا بأن صوتهم سيطوله البطلان إذا كان ضد الحزب الوطنى أو سينعم بنار التزوير من أجل انتخاب واحد من الأعضاء الذين يدعون بأنهم يخدمون البلد بحزب وطنى.

لكن الناس الآن فى حيرة و اعتقد أن سببها يرجع إلى أن دائرة مثل التى ينتمى لها العبد لله لم أجد أى مرشح قادر على تقديم دعاية انتخابية تحدد برنامجه و أهدافه التى يمكن مقارنتها مع مرشح آخر بدلا من الشعارات التى لا تودى و لا تجيب.

فدعاية المرشح انحصرت فى صورة كبيرة أكبر من 4 X 6 ملطوعة على لافتة عريضة عليها اسمه و شعار جميل ما أقدرش أقول حاجة عنه و كفى الله الناخبين حيرة الاختيار.

فلا استعان المرشح بدعاية يقدم فيها برنامجا يحدد دوره السياسى الذى سيلعبه تحت قبة البرلمان و لكنه إما أحضر صورة شبيهة لبطاقته الشخصية و قام بتكبيرها مع مزجها بالألوان و خلفية لنبات أخضر أو علم مصر أو شمس و نيل و فكرته الأولى و الوحيدة هى أن "وشى بطاقة" و يكفى حب أهل دايرتى و المجتمع و الناس.

أو أكتفى المرشح بدعاية حزبه بمدد إعلانية قصيرة على الراديو و التليفزيون أو عبر الانترنت و الذى يريد البحث عن برنامج المرشح فعليه أن يبحث.

و لا أعتقد أن الإحجام من المرشحين فى الانتقال بين جموع الناخبين و شرح أهداف نزولهم للانتخابات و برنامجهم يعود إلى كبر حجم الدائرة فلو كانت هذه حجة فمنطق التعامل معها يكون بحكم حب أهل الدايرة أن يستعين بمندوبين يقوموا بالواجب و يعرفوا الناخب أهداف مرشحهم و دوره الذى سيفعله عندما يدخل إلى مجلس الشعب و لا يكون الاعتماد فقط على أيام رمضان و الأعياد و توزيع السكر و اللحوم و الزيوت و يكون الشعار : تشترينا أشتريك و تشبعنى أنتخبك.

فى النهاية اختار على مزاجك و تذكر الثورة بشهدائها الأبرار الذين مهما كتبنا لهم فلن نوفى قدرهم و تذكر الثورة بمصابيها شفاهم الله و عفاهم و نرغب من رحمته أن تنزل بعدلها على من يحكم فيحاسب المتسبب فى إهدار نور عيونهم و بصيص الأمل فى حياتهم.

و إذا كنت معترضا على النزول للانتخاب أو موافقا فما علاج حيرتك إلا بأن تفعل ما تعتقد و تستفتى قلبك.

ليست هناك تعليقات: