2011/11/04

ثورة الخروف


تجمعوا و فى يدهم السكاكين و السواطير و كل شخص منهم متحفز للذبح و إسالة الدماء.

لكن حدث ما أسقط من يدهم كل الأسلحة و جعلهم يقفون كالتماثيل دون نطق بل كانوا يأخذون نفسهم الذى يصعد و يهبط و يظهر بوضوح على بطونهم المنتفخة.

لقد نطق الخروف و معه رفاقه من الخرفان و تحدث بلغة أصحاب السكاكين و أعلنوا - بدلا من صوت "الماء الماء" أنهم كما قال لسانهم اللذيذ إذا أكلته - : مفيش دبيح.

حاول الجزارون استعادة قوتهم المعروفة خاصة و أن عيال الشارع الحارة قرروا مشاهدتهم و هم يسمون بذكر الرحمن ثم يذبحون الخراف لكن المفاجأة كانت أكبر منهم.

و على الفور أعلن كبير الخراف أنه "المتحدث الرسمى باسم الخرفان" و توافدت الكاميرات الخاصة بالصحف و القنوات على مكان الحدث ليعرفوا : أسباب فشل الجزارين فى ذبح الخراف و كيف نطقت الخراف ؟ ... و غيرها من العناوين التى استخدمها المراسل الذاهب لتغطية الحدث لكنه سرعان ما سمع صوت المتحدث الرسمى للخراف الذى أشار على الجميع بالحضور لنقل رسالة حية توضح للجماهير العريضة لماذا رفض الذبح و لماذا يشعر الجزارون بالرهبة من الاقتراب منهم.


و جاءت كلمة المتحدث الرسمى للخرفان.

"السادة الكرام .. كل عام و أنتم بخير .. و دائما مليئة أطباقكم بالفتة و الشوربة و اللحمة .. و لكننا قررنا هذا العام ألا نستجيب لسكاكينكم و سواطيركم و نرفض الذبح.

و لعلكم تتساءلون لماذا قررنا ذلك؟

إنه ليحز فى أنفسنا .. و لا بلاش يحز لأنها فضلت منتشرة على لسان رئيس لغاية ما خلعه شعبه.

من غير كلام نحوى و مجعلص .. لازم نتكلم سوا بصراحة .. يعنى إيه واحد منكم نازل الانتخابات و يمسك لحمتى و يقعد يهلل عليها و يقف قصاد الناس كأنه هيوزعها لله لكنه عايز فى مقابل لحمتى أصوات حضراتكم .. يعنى مقابل لحمتى .. و اسمحوا لى يا اخوانى الخرفان أتكلم و أقول لحمتى بالنيابة عنكم".

يقف المتحدث الرسمى للخرفان عن خطبته بينما يشير له رفاقه من أصحاب القرون و الفرو بالمتابعة و الموافقة على كلامه.

يتابع كبير الخراف خطبته.

"يعنى إيه لحمتى تتوزع على الناس مقابل الحصول على كرسى فى البرلمان بتاعكم .. يعنى تستغلونا يا بنى آدمين عشان حتة كرسى ؟

يعنى هى دى شطارة منكم إنكم توصلوا للمجلس الموقر بحتة لحمة تأثروا بيها على الغلابة اللى يدوكم صوتهم بحكم صيانة العيش و الملح .. و الله عيب عليكم .. تبقوا فى عصر ناس طلعت فيه القمر .. و أنتم بتستخدموا مخكم فى توزيع اللحمة لأجل خاطر عيون مجلس.

مش مكسوفين على دمكم إن فيه شباب زى الورد طلع مفتح و مارضيش بحكم ضلالى فاسد كابس على أنفاسكم و ناهب خيراتكم و قاعد يقول لكم .. أصل أنتم كتير .. و بتخلفوا عيال زى الرز .. و هنجيب لكم منين .. و حجج فاضية .. مع إن الصين فى زيادة لا تعد و لا تحصى و شغالة 100 فل و 14 لدرجة إنها واقفة على أرضكم تبيع من الابرة للصاروخ.

ده غير وقوف حضراتكم يا بشر فى طوابير العيش و ساعتها الواحد يخرج يقف فى الطابور و مراته حامل فى الشهر الرابع و يرجع لها لما يكون ابنه حضر للدنيا و بيخلص ورق تقديمه فى الجامعة .. ده غير الأنابيب و طوابيرها .. و يقولك أزمة .. و فى نفس الوقت يتصدر الغاز لجارة دم ولادنا على ايديها فى الحرب و السلم.

ده غير الرعب و السجن اللى كان بيطول صحاب الرأى و الفكر من الجماعة المثقفين عندكم.

و بلاوى كتيرة سكتوا عنها لكن الشباب خرج و رفض و نطق بالحق بشكل سلمى لكن جبروت الحاكم ضيع شباب زى الفل تتباهى أى دولة بوطنيته.

كل ده و أنتم مركزين يا بشر على اللحمة و ازاى توزعوها على اللى يقدروا ينجحوكوا بأصواتكم فى مجلس الشعب .. اخص عليكم لما يكون الممبار اللى حيلتى هو دعايتكم للوصول للكرسى.

و عشان نبقى واضحين مع بعض اللى هيدبحنى لوجه الله أهلا وسهلا .. رقبتى ملك سكينته .. لكن اللى هيستغل دمى و كبدتى و لحمة راسى فى دعاية لانتخابات .. فكلنا الخرفان هنقف و نثور ضده  .. يا ترى أنتم يا بنى آدمين تقدروا تعملوا زينا خصوصا و أنكم عارفين إن الأرزاق على الله.


انتهت خطبة الخروف .. و استيقظت من الحلم.


ليست هناك تعليقات: