2011/01/27

يوم 25 يناير كنت فين؟


سمعت يا سيدى عن قيام مظاهرات و دعوات للاحتجاج و إضرابات يوم 25 يناير و حصلت حالة من الاستنفار الأمنى و أعلنت الشرطة أنها ستمنع أى خرق للقوانين أثناء التظاهرات و طالما أن المشاركين يتظاهرون دون تخريب فهم على العين و الرأس.

لكن المشكلة التى صادفتنى القيام بتحققيات واسعة مع العديد من الأفراد و من بينهم العبد الفقير إلى الله و سألنى المحقق :كنت فين يوم 25 يناير؟

و صراحة و ما لك عليا حلفان تاهت الأجوبة من رأسى خصوصا بعد ما عرفت أن أحد الأفراد من الذين تم استجوابهم أخبرهم بوجوده عند "بحة" بتاع الناصرية و هو من أشهر محلات المحاشى و لحمة الراس و الممبار و بالهنا و الشفا.

و ما حدث كان عظيم الجلل فقد ذهب البوكس و معه عربات أمن مركزى و حاصر المطعم الشهير و تم أخذ كل المتواجدين و لك أن ترى داخل البوكس شخص و معه طبق ممبار معتبر و آخر يقف بطبق شوربة كوارع من اللى قلبك يحبها و ثالث يجلس و على أصابعه آثار اللغوصة فى حتة لحمة راس تاكل صوابعك وراها و .. و .. و .. و سارينة البوكس أعلنت الرحيل بصوتها المعروف ويوا ويوا.

المهم أبلغتهم اننى كنت متواجدا فى المنزل و لم أعرف النزول إلى الشارع فى هذا اليوم المبارك الذى أهنىء فيه رجالنا الذين يحموننا و يسهرون على راحتنا و لا يحصلون على إكراميات و يردون الحق لأصحابه و عليه بوسة كمان.

طبعا المحقق لم يعجبه كلامى .. و أخبرنى أننى لم اكن متواجدا فى المنزل .. لأن سعادته سأل البواب الذى أخبرهم أنه صعد لى بالجرائد و الخضار و ظل يرزع و يخبط ع الباب لكننى لم افتح له !!!

و بكلام البواب فالتهمة ستركبنى من ساسى لراسى لعدم كونى فى المنزل و سأظل جاريا من البوليس إذا استطعت الهرب حتى أثبت براءتى و خرجت مسرعا نحو البواب و أخبرته أننى كنت متواجدا فى شقتى و لم أخرج منها.

فحكى لى نفس شهادته أمام المحقق و بهذا فقد أعلن البيه البواب على الملأ أنه لن يتراجع و لن يتنحى عن كلامه و واضح أنه يريد تدبيسى فى القضية و يفعل فعلة شنيعة ربما تلقى بى فى معتقل و لا الجوانتانامو كما فعلوا مع المشتبه بهم فى احداث 11 سبتمبر.

يعنى هروح فى شربة ميه بسبب عدم قدرتى على إثبات وجودى بالمنزل يوم 25 يناير كما ضاع البعض فى 11 سبتمبر.

و قررت ان استرجع ذكرياتى فى هذا اليوم لعلى قد أكون اصيبت بمرض الزهايمر فلا أتذكر و لا أعرف كنت فين يوم 25 يناير.

و اكتشفت وقتها إنى كنت نايم فى سابع نومة و استيقظت على صوت جرس الباب و خبط البواب المزعج الذى أعطانى الخضار و الجرائد و تأكدت بعد ابتسامته البهية أننى كنت أعيش كابوسا و من يومها قررت أن أكتب فى مفكرتى أين كنت و مع مين و كله يتم تحديده بالساعة و التاريخ تحسبا لأى طوارىء.

بالحق نسيت أقولك إنى ساكن فى مكان من غير بواب و دمتم سالمين.

ليست هناك تعليقات: