2010/08/27

يا لوحتى


لأننا فى شهر رمضان و كل عام و انتم بخير لكن يبدو ان ما يحدث حولنا ليس خيرا فقد سرقت زهرة الخشاش أو لنقل لوحة الفنان العالمى فان جوخ التى تدعى زهرة الخشخاش التى اشتراها الرجل المحترم رحمه الله محمود خليل ليضعها فى متحفه.

هذه اللوحة التى سرقت تقدر قيمتها بـ55 مليون دولار بينما كانت قيمتها عندما اشتراها محمود خليل تصل إلى 40 جنيها استرلينيا.

و طبعا لأننا نتحرك بعد خراب مالطة و خروج القطار عن القضبان و غرق المراكب فى النيل و المعديات و العبارات فى البحار فقد قررنا أن نهتم بكافة الاجراءات التأمينية و الأمنية للحفاظ على ما بقى من تراث لدينا.

و يبدو أن الفقرى فقرى من يومه فالفنان العالمي فان جوخ عاش حياة مأساوية رغم لوحاته التى تقدر بالملايين لكن يبدو أن الإنسان نهتم به بعد مماته و لا نقدر فنه إلا عندما يصل للرفيق الأعلى.

اعتقد انك ستقول لى هذا حقيقى و لكنه يحدث عندنا فقط أم هم فيقدرون الحيوان قبل الإنسان لكن عندنا..... .
حيلك يا أخى احنا فى رمضان نسيت و لا إيه؟

ما علينا صديقنا فان جوخ مات منتحرا على سن السابعة و الثلاثين و تجمع الكتابات عليه بأنه شخصية مهزوزة رغم رغد العيش المعروفة به دول مثل هولندا بلده.

هذه الشخصية المهزوزة أدت إلى قيامه بتقطيع أذنه و تقديمها هدية لمحبوبته.

شوف الوفاء والحب أظن الواحد لو واحدة طلبت منه فستان ولا حاجة يروح مديها طناش.

و مع كامل احترامى و تقديرى لعم جوخ فلو كنت موجودا ساعتها كنت قلت له عيب و كخ و الورد أحلى هدية من ودانك.

فالأذن موجودة لتسمع رغى السيدات و احمد الله أن لنا أذنين و إلا كنا ذهبنا فى خبر كان.

و نعود لحكايتنا مع المنحوس فان جوخ الذى جلس تحت شجرة و قرر أن ينهى حياته بطلقة رصاصة فى رأسه.

لكنه أبى أن يرحل دون كشف سر موته حتى لا يحتاس إخواننا فى هولندا حيث ترك رسالة لأخيه جاء فيها:"جازفت بحياتي فى سبيل الفن و من اجله أوشكت افقد رشدي".

و طبعا لا نعرف من رشدى لكن الأهم أن الفنان كانت عندنا لوحته الشهيرة زهرة الخشخاش فى متحف الراحل محمود خليل لكن الزهرة أقصد اللوحة سرقت عام 1978 و هاجت الدنيا و ماجت و نادى الكل بضرورة التأمين و حماية تراثنا الفنى و الأدبى من آثار و رسومات...الخ.

 ثم ظهرت اللوحة عام 1980 ولا يعرف احد من سرقها و من أخذها فى هذا الوقت.
و بالطبع ربما تكون اللوحة اختفت فى عهود الانفتاح مع وجود شركة معسل أرادت أن تغرق السوق بصنف جديد مستوحى من هذه اللوحة الكريمة ربما تكون كلماتي خيالا لكن ما يدرى؟

و حتى ان نتحرى من دقة هذه المعلومة فأننا حمدنا الله و الناس نامت مرتاحة بعد ما لوحة الخشخاش رجعت لينا.

و من يدرى ربما كانت هناك ازمة حشيش دعت إلى سرقة اللوحة من ناس صحابات مزاج ثم اعادوها عندما أخذوا غرضهم.

و تجرى الأيام و نذهب لعام 2010 و بالتحديد فى 21 أغسطس الموافق لشهر رمضان مبارك حيث اكتشف السادة مسئولى متحف محمود خليل أن اللوحة سرقت مرة اخرى.
و هاجت الدنيا و ماجت برضه و اكتشفوا أ المتحف بلا تأمين و كاميرات مراقبة هى بالحق موجودة لكنها معطلة..(عيب الواحد يقول كلام و يظلم حد خصوصا و احنا فى رمضان) الكاميرات و أجهزة الإنذار موجودة لكنها مأنتخة لا تعمل.

و يا ترى يا هل ترى من سيتحمل المسئولية عن ضياع اللوحة هل الصغار أم الكبار؟
مؤكد أن للمتاحف أمن و حراسة و لكن هل كان كل من فى المتحف ضاعوا فى غفلة من الزمن و لم يلحظوا أن اللوحة سرقت؟

لوحة طويلة عريضة مزقت من البرواز و لم يأخذ اى نفر يوحد ربنا باله؟
هل دخل المسئولون عن المتحف فى حالة من السطل نتيجة الخشخاش الموجود باللوحة؟

و هل اللوحة سرقت نتيجة الإهمال أم لأننا فى شهر رمضان.

واحد يسأل و يقول مالنا برمضان..أقولك يا سيدى يمكن حد قال حرام يبقى الحرام موجود طول الشهر عينى عينك و بالتالى بناء على كلامه يبقى اللى أخد اللوحة واحد شايف إن الحشيش حرام و معاه حق مش اللوحة اسمها زهرة الخشخاش.

بتضحك و لا بتبكى و لا زهقت؟
ممكن تضحك على حالنا و تقول لسه فى أمل.

و ممكن تبكى لأننا بنقدَّر الكنوز لكننا نسير كما قالت جدتى فى مثلها الشهير:بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم.

و ممكن تكون زهقت منى و نغصت عليك حياتك، و الكلام مش عاجبك.
معلش يا سيدى حقك عليا سأوجه حديثى إلى روح صديقنا فان جوخ الذى من المؤكد لو كان موجود لكان قال بالعربى:كخ عيب اللى بتعملوه ده.

و كان ممكن يضيف اتقوا ربنا فينا دي لوحة طلع عيني فيها على ما رسمتها.
و أنا ممكن استسمحه و أقولهم:خنقتونا.

إهمال فى كل شيء، كهرباء و مياه و صناعة و صرف صحى و أراضى و علاج و صحة و تعليم و... و.... و حاجات لا تعد و لا تحصى.
و عارف إن البلد فيها حاجة حلوة خصوصا إننا فى أيام مفترجة لكن عيب يعنى اللوحة تتسرق و وزير ثقافتنا يوافق كما نشرت الأخبار يوم26/8/2010 على تطوير متحف(محمد محمود خليل) و رصد 29.9 مليون جنيه للمشروع و لكن محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية لم ينفذ.

و لنفترض أنه لم ينفذ أين المتابعة..أليس من المفترض ان بتابع كل مسئول رعيته؟

و بما أننا فى رمضان نتذكر حادثة عمر بن الخطاب -(مع حفظ الألقاب)- الذى يقول "والله لو تعثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها يوم القيامة".
أظن مفيش احلى من كلام سيدنا عمر الذى كان رمزا لنزاهة الحكم التي نحتاج لها فى كل العصور.


إنه رجل للسياسة لا يعرف السقوط الأخلاقي لكنه يسير على درب الأمانة و الصدق مؤكدا على مبدأ "القواعد تحترم إذا كان أول من يخضع لها هم الذين وضعوها".

رحم الله سيدنا عمر بن الخطاب و يرحمنا الله الذى اتمنى ألا يحاسبنا بما فعل السفهاء منا و ان تأتى إفاقة للمسئولين المحترمين خاصة و أن اللوحة "بح" و لا مجل "للسطل" فى غيابها.

 و كان الله فى عون فان جوخ الذى اعتقد أنه فى ظل شخصيته المهزوزة حبتين لكان ذهب إلى المتسببين فى ضياع لوحته و طخهم عيارين قبل أن يصرخ قائلا:يا لوحتى..ثم يقرر ان ينهى حياته مرة ثانية .

هناك 3 تعليقات:

LOLO يقول...

روووووووووووووووووووووعة بجد يا ميزو
والله حاسة انى عايشة الحدوته من اولها للاخرها
وبعدين متزعلش نفسك
هى البلد حالها كدا على طووول اهمال فى كل حاجة مش جديد يعنى عليها
وان شاء الله اللوحة ترجع تانى يمكن زهقت شوية خرجت تتمشى فى الشارع :D :D

Moataz Nadi يقول...

هههههههههه
ده اطرف تعليق جالىيا لولو
وربنا انتى سكر :D :D

LOLO يقول...

والله انت اللى مسكر :D :D