2010/02/16

أنت اسمك إيه ؟

الساعة الثانية صباحا و الجو ممطر شديد البرودة، خطوات أقدام على السلم مع "صرخات واحدة على وش ولادة".

صاحبنا يسمع الصراخ و يقرر فتح الباب بعد أن ترك كتبه المعتاد على قراءتها فى آخر الليل حتى يرى من الصارخ على السلم؟

الزوجة تنزل ببطء تشعر بآلام الوضع تمسك فى ذراع زوجها وتتألم و تقع عيونهما على "جارهما" الذى يقرر مساعدتهما و توصليهما إلى المستشفى فى هذا الوقت المتأخر الذى تخلو فيه القاهرة "الساهرة" من المواصلات فى هذا الطقس البارد.

يذهب الثلاثة للمستشفى و تلد الأم و تعود لها البسمة بعد رؤية طفلها السعيد و من فرحة الزوج يسأل جاره عن اسمه حتى يسمى ابنه على اسمه.

....

صاحبنا يقود سيارته العزيزة التي اشتراها والده كهدية له و لذكرياتها القديمة معه يرفض صاحبنا التفريط فيها و لكن دوام الحال من المحال و تفعلها "زوبة" – اسم السيارة – و تتعطل، ولأن زوبة محتاجة "زقة" فقد طلب من أحد المارة ان يساعده حتى "تقوم" سيارته و يصل لمشواره.

و بعد محاولات عديدة حتى "يرمى" صاحبنا و تسير السيارة، دار صوت المحرك و رفع صاحبنا يده من خارج شباك السيارة سائلا الذى ساعده عن اسمه و دعى له و عرض عليه أن يوصله فى طريقه.
..
المشهدان السابقان مصريان، لا تجدهما فى مكان آخر يتمتع بالطيبة و الحب و الشهامة بل و توجد المشاهد الكثيرة التي يظهر فيها المصري بنخوة أهل البلد يمد "يده" لمساعدة غيره حتى و لم يكن يعرفه.

ربما لحظات قصيرة لكنها قوية المعنى و للأسف مهددة بالانقراض لأن الواحد أصبح يفضل نفسه عن الآخرين و ينسى من حوله و لا يعلم أن الضرر الواقع على غيره هو بالضرورة واقع عليه.

لقد اصبح التفكير عند البعض بمبدأ "يللا نفسى" و ده "حلو" و ده "وحش" و ما تتعاملش مع ده و ما تشتريش من ده.

الموضوع مش فزورة.. الموضوع إن البلد دى قايمة على المسلمين و المسيحيين.

لو بصيت على الحال هتلاقيه مش بيفرق ما بين مسلم و مسيحى.

أزمة أنابيب البوتاجاز كانت على المسلم و المسيحي، أزمة الأسعار على المسلم و المسيحي، أزمة أنفلونزا الخنازير، كارثة السيول و غيرها من الأزمات كلها على المسلم و المسيحى.

زحمة المواصلات و حوادث الميكروباصات على المسلم و المسيحي.


فرحة الناس بالمنتخب على المسلم و المسيحي، زيادة العلاوة و الدعم يفرح الكل بها سواء مسلم أو مسيحي.

المشكلة ممكن تكون فى اهتمامنا بأى موضوع وقت ما بيحصل، لكن الأهم إننا نعرف مكان البلد هيكون فين لو سبنا كل من "هب و دب" يفرق بين المسيحى و المسلم و كأنهم مش مصريين.

مصر أم الدنيا و بلد الحضارة و مهد التاريخ و الكبير لازم يعرف إن اللى بيقع على "رجليه" بيبقى من غير عكازين و ما ينفعش البلد تمشى على "رجل" و تسيب "التانية".

لو رايح أى مكان و متعرفش حد يا ترى بيقولك ايه؟
بيسألك: أنت اسمك إيه ؟ و منين ؟ و ساكن فين ؟ و الكلام بيجيب بعضه.

الموضوع مش محتاج اقول إننا أخوات و الوطن للجميع لكن الأكيد سواء مسلمين أو مسيحيين.. كلنا مصريين.. بس يكون ده اللى في قلبك و تفكر بعقلك، و نيتك تبقى صافية.


ليست هناك تعليقات: