لم اكن أتخيل أن يأتى اليوم و اقرأ خبر نعى
برنامجى المفضل (البيت بيتك) و لكن دوام الحال من المحال و هذه سنة الكون.
(البيت بيتك) بدأ فى شهر رمضان الكريم و
كانت أولى حلقاته فى 15 أكتوبر 2004 التى قدمتها الإعلامية القديرة ليلى رستم و أصبح
البرنامج عامرا بالمذيعين مثل منى الشرقاوى، تامر أمين، شافكى المنيرى، جاسمين طه
زكى، إنجى أنور و غيرهم.
و على طريقة نظرية التطور ظل التحسين
مستمرا فى مقدمى البرنامج حيث تم اختيار كل من محمود سعد، وتامر أمين وجاسمين طه زكى،
وياسمين عبد الله، وشريف عبد الرحمن لتقديم برنامج يناقش كافة قضايا المجتمع
المصرى و يجعلك تشعر وقت مشاهدته بأن البيت "بيتك".
و ظهر أيضا معتز الدمرداش و أسامة منير
لفترة قصيرة بالبرنامج إلى أن تم الاستقرار على محمود سعد و تامر امين حتى انضم
إليهما خيرى رمضان.
لقد كان البرنامج من أفضل برامج التليفزيون
المصري في ظل وجود القنوات الخاصة التى أكلت الجو ببرامجها المتنوعة إلى أن حدثت
طفرة قنوات النيل و لا تزال المنافسة مستمرة بين الخاص و الحكومى.
(البيت بيتك) ظهر متنوعا بفقراته يناقش
القضايا بحرية كبيرة لم نكن نراها بالتليفزيون المصرى الحكومى و التف حول البرنامج
الفلاح و العامل و ربات البيوت و المثقف و الطالب و الطفل و الغنى و الفقير وبقى
البرنامج بيت لكل المصريين.
و كعادة البعض فلم يتركوا البرنامج فى حاله
سواء بتسميته (البيض بيضك) أو (الغيط غيطك) أو (الشقة شقتك) لكن البرنامج ظل بيتا
لكل المصريين.
و نجاح البرنامج يعتمد على الجنود
المجهولين من فريق الإعداد الذين لا يظهرون طوال الحلقة إلا بما جمعوه من أخبار و
معلومات و ترتيبات للأفكار و اللقاءات فلولاهم لما اكتمل نجاح البرنامج.
و لأن الجواب بيبان من عنوانه فعنوان
البرنامج يظهر فى شخصية و هيبة مقدمه (محمود سعد).. الذى له طلة بهية يومى السبت و
الأربعاء من كل أسبوع و كان الواحد بيتفرج ع البرنامج و مش بيحس بالوقت.
ده غير قربه من البسطاء فى فقرة المشاكل
التى كان يجمع فيها المال و يقدم المساعدات للمحتاجين بأسلوب راق دون تجريح لمشاعرأحد
و يستحق عن جدارة أن يكون عمدة الاعلاميين لبساطته و تلقائيته الشديدة التى تظهر
مع الشيخ خالد الجندى عندما يخاطبه بلغة عم محمد و الست بهية، لغة الناس العادية
عشان الرسالة توصل لصاحبها مفهومة من غير اى لبس فى الموضوع، لهذا يستحق الإعلامى
القدير ابن البلد المجدع "محمود سعد" أن نسمع له سلام مربع لقربه الدائم
من الجمهور.
و لا ننسى تحية إطلالة تامرأمين المشهود
بثقافته العالية و ثقته بنفسه فى عرض الموضوعات.
أما الوجه البشوش خيرى رمضان الذى تراه
باسما حتى و هو غير مبتسم -(ابقى شوف كده و انت تاخد بالك)-جعل البيت بيتك قصة
بسيطة بيعيشها مع الناس و بسلاسة أسلوبه يقدر يوصلك كل اللى انت عايزه.
لا أزال حزينا على رحيل (البيت بيتك) لكنى
انتظر البرنامج الجديد الذى لم يستقر على اسمه بعد و كان افضل لو كان الجمهور الذى
ارتبط بالبرنامج لست سنوات أن يختار بنفسه الاسم دون ان يفرضه احد عليه و اقترح ان
يكون البيت (بيتكم).
أتمنى أن يكون البرنامج سواء مصر النهارده أو
هنا القاهرة أن يكون متميزا مثل قرينه حتى لا نشاهده و نقول بحسرة الله يرحم
"البيت بيتك".