عندما تأتى نفحات الشهر الكريم و تتكرر مرة واحدة فى العام
نستقبلها بغنوة "رمضان جانا" لصاحب الصوت البديع محمد عبد المطلب، فمهما
غنى الناس للشهر الكريم يظل "طلب" بنبراته من السمات المميزة لأيام
رمضان العطرة.
و فى رمضان هذا العام تعيش مصر الثورة على أمل و أحلام تسعى
لتحقيق الكرامة الانسانية و ترسيخ مبادىء العدل على الكبير و الصغير كأسنان المشط
دون تفرقة و فى زخم التهانى و التحيات و البركات الخاصة بحلول الشهر الكريم ينفض
اعتصام ميدان التحرير بالقوة من قبل الجيش و الأمن المركزى و يحدث ما يحدث و لك أن
تتابعه و تبحث عنه بالقراءة و المشاهدة و تختار وجهة نظرك حسب ما جمعته من احداث،
لأن القرارت لا يجب أن تبنى على فراغ حتى لا تؤدى إلى فراغ غير مفيد.
لك الحق أن تؤيد الاعتصام و لك الحق فى رفض استمرار الاعتصام
لكن لا ينبغى أن يتم استخدام القوة مع الناس و إلا ما كان للثورة حق فى أن تقوم من
أجل منع أى اعتداء على المواطنين و الحرص على حصول كل فرد على كرامته بالفعل دون
رفع شعارات فى الهواء تنتشر كالبخار بالهتافات و تختفى من على أرض الواقع.
أسئلة كثيرة تدور الآن و كأن الشهر الكريم جاء ليعيد لنا
فقرة الفوازير و هى .. لماذا يتم فض الاعتصام بالقوة؟ و هل الجيش استخدم القوة؟ و
لماذا حالة التناقض لدى الناس كسخطهم و فرحتهم على فض الاعتصام بطريقة "أحسن
أحسن .. يستاهلوا" و "هما واقفين ليه لحد دلوقتى؟".
أسئلة تبحث عن إجابات و هناك الكثير ربما يدور فى رأسك حتى
ترى المشهد واضحا دون تخوين أو هدم للمعبد على رأس الجميع.
لا نريد أن تكون الثورة فى نهاية المطاف أداة للوقيعة بين
الشعب و الجيش و ينتهى رصيد "اليد الواحدة" و تصبح العلاقة بين شد و جذب
ينتهى إلى فرقة لا تحمد عقباها و تخرج وقتها أصوات لا ترى إلا سواد الصورة و "يا
إحنا يا أنتم" و كأننا لسنا من دم واحد و شعب معروف أنه مصرى مهما كانت
الانتماءات و التيارات و القناعات لدى كل شخص.
لا نريد أن تكون الثورة هى "الشماعة" التى تعلق
عليها أى أمور من الخراب و وقف الحال و نعت من شاركوا فيها بمقولة "يا ما جاب
الغراب لأمه" و "أدى اللى خدناه من الثورة" و "فين
الأمن؟" و "عجلة الإنتاج وقفت" و ذلك مع تناسى أن لولا الثورة لكان
هناك التوريث و ظهر مفجر الخراب الذى يظهر على كرسى العرش معززا مكرما و تعظيم
السلام يضرب له من كل مكان و لا صواريخ و بمب رمضان .
و لا تنتهى الكلمات التى تصور لك الحال إن الدنيا خربانة مع
إنك لو شوفت النهارده يوم فطورك هتلاقيه الخالق الناطق فطورك من كام سنة فاتت و
السفرة كانت دايمة و لا تزال و الحمدلله اللمة متجمعة من الأهل و الأحباب .. يعنى
فيه خير و مستورة و الحمدلله.
نهاية الكلام و خلاصته حتى لا أوجع دماغك يتلخص فى أن الكل
إذا أخلص النية سيكون للبلد أعظم شأن بالعمل و الجهد و كشعب حر عندنا القدرة بعون
الله نرجعها أحسن مما كانت و بمناسبة فض الاعتصام من أجل خاطر عيون عجلة الإنتاج
رغم إن "وقفة" المعتصمين فى الميدان قدمت لنا أشياء لم نكن سنراها بسرعة
ثورية كتغييرات فى حكومة الدكتور عصام شرف و علانية بث المحاكمات و ذهاب مبارك حسب
ما تردد من انباء للمثول أمام القضاء النزيه العادل، فأتمنى من الكريم خلال شهره
العظيم و ما بعده أن تعود العجلة و تدور بسرعة لدرجة إنها ممكن "تدوسنا"
من فرط عملها ليل نهار .. لكن العيب كل العيب بعد فض الاعتصام أن تستمر "ركنة"
العجلة.
هناك تعليقان (2):
جميلة المقالة =)
للأسف أغلب المصريين اعتادوا على تحميل غيرهم أخطائهم و لما لاقوا الثورة قالوا (كويس ! حاجة نعلق عليها أخطائنا) !!
الثورة مستمرة و ستكسب يوميًا أراضي جديدة إذا كملنا ان شاء الله
رمضان كريم و كل سنة و انت طيب =)
و في انتظار تدوينة كل يوم ^^
أسئلة كثيرة تدور الآن و كأن الشهر الكريم جاء ليعيد لنا فقرة الفوازير و هى .. لماذا يتم فض الاعتصام بالقوة؟ و هل الجيش استخدم القوة؟ و لماذا حالة التناقض لدى الناس كسخطهم و فرحتهم على فض الاعتصام بطريقة "أحسن أحسن .. يستاهلوا" و "هما واقفين ليه لحد دلوقتى؟".
................
صدقت وكانها فوازير وألغاز
إرسال تعليق