2011/08/02

نية خالصة




عندما تأتى نفحات الشهر الكريم و تتكرر مرة واحدة فى العام نستقبلها بغنوة "رمضان جانا" لصاحب الصوت البديع محمد عبد المطلب، فمهما غنى الناس للشهر الكريم يظل "طلب" بنبراته من السمات المميزة لأيام رمضان العطرة.

و فى رمضان هذا العام تعيش مصر الثورة على أمل و أحلام تسعى لتحقيق الكرامة الانسانية و ترسيخ مبادىء العدل على الكبير و الصغير كأسنان المشط دون تفرقة و فى زخم التهانى و التحيات و البركات الخاصة بحلول الشهر الكريم ينفض اعتصام ميدان التحرير بالقوة من قبل الجيش و الأمن المركزى و يحدث ما يحدث و لك أن تتابعه و تبحث عنه بالقراءة و المشاهدة و تختار وجهة نظرك حسب ما جمعته من احداث، لأن القرارت لا يجب أن تبنى على فراغ حتى لا تؤدى إلى فراغ غير مفيد.

لك الحق أن تؤيد الاعتصام و لك الحق فى رفض استمرار الاعتصام لكن لا ينبغى أن يتم استخدام القوة مع الناس و إلا ما كان للثورة حق فى أن تقوم من أجل منع أى اعتداء على المواطنين و الحرص على حصول كل فرد على كرامته بالفعل دون رفع شعارات فى الهواء تنتشر كالبخار بالهتافات و تختفى من على أرض الواقع.

أسئلة كثيرة تدور الآن و كأن الشهر الكريم جاء ليعيد لنا فقرة الفوازير و هى .. لماذا يتم فض الاعتصام بالقوة؟ و هل الجيش استخدم القوة؟ و لماذا حالة التناقض لدى الناس كسخطهم و فرحتهم على فض الاعتصام بطريقة "أحسن أحسن .. يستاهلوا" و "هما واقفين ليه لحد دلوقتى؟".

أسئلة تبحث عن إجابات و هناك الكثير ربما يدور فى رأسك حتى ترى المشهد واضحا دون تخوين أو هدم للمعبد على رأس الجميع.

لا نريد أن تكون الثورة فى نهاية المطاف أداة للوقيعة بين الشعب و الجيش و ينتهى رصيد "اليد الواحدة" و تصبح العلاقة بين شد و جذب ينتهى إلى فرقة لا تحمد عقباها و تخرج وقتها أصوات لا ترى إلا سواد الصورة و "يا إحنا يا أنتم" و كأننا لسنا من دم واحد و شعب معروف أنه مصرى مهما كانت الانتماءات و التيارات و القناعات لدى كل شخص.

لا نريد أن تكون الثورة هى "الشماعة" التى تعلق عليها أى أمور من الخراب و وقف الحال و نعت من شاركوا فيها بمقولة "يا ما جاب الغراب لأمه" و "أدى اللى خدناه من الثورة" و "فين الأمن؟" و "عجلة الإنتاج وقفت" و ذلك مع تناسى أن لولا الثورة لكان هناك التوريث و ظهر مفجر الخراب الذى يظهر على كرسى العرش معززا مكرما و تعظيم السلام يضرب له من كل مكان و لا صواريخ و بمب رمضان .

و لا تنتهى الكلمات التى تصور لك الحال إن الدنيا خربانة مع إنك لو شوفت النهارده يوم فطورك هتلاقيه الخالق الناطق فطورك من كام سنة فاتت و السفرة كانت دايمة و لا تزال و الحمدلله اللمة متجمعة من الأهل و الأحباب .. يعنى فيه خير و مستورة و الحمدلله.
نهاية الكلام و خلاصته حتى لا أوجع دماغك يتلخص فى أن الكل إذا أخلص النية سيكون للبلد أعظم شأن بالعمل و الجهد و كشعب حر عندنا القدرة بعون الله نرجعها أحسن مما كانت و بمناسبة فض الاعتصام من أجل خاطر عيون عجلة الإنتاج رغم إن "وقفة" المعتصمين فى الميدان قدمت لنا أشياء لم نكن سنراها بسرعة ثورية كتغييرات فى حكومة الدكتور عصام شرف و علانية بث المحاكمات و ذهاب مبارك حسب ما تردد من انباء للمثول أمام القضاء النزيه العادل، فأتمنى من الكريم خلال شهره العظيم و ما بعده أن تعود العجلة و تدور بسرعة لدرجة إنها ممكن "تدوسنا" من فرط عملها ليل نهار .. لكن العيب كل العيب بعد فض الاعتصام أن تستمر "ركنة" العجلة.

هناك تعليقان (2):

Sara يقول...

جميلة المقالة =)
للأسف أغلب المصريين اعتادوا على تحميل غيرهم أخطائهم و لما لاقوا الثورة قالوا (كويس ! حاجة نعلق عليها أخطائنا) !!
الثورة مستمرة و ستكسب يوميًا أراضي جديدة إذا كملنا ان شاء الله

رمضان كريم و كل سنة و انت طيب =)

و في انتظار تدوينة كل يوم ^^

heba atteya youssef يقول...

أسئلة كثيرة تدور الآن و كأن الشهر الكريم جاء ليعيد لنا فقرة الفوازير و هى .. لماذا يتم فض الاعتصام بالقوة؟ و هل الجيش استخدم القوة؟ و لماذا حالة التناقض لدى الناس كسخطهم و فرحتهم على فض الاعتصام بطريقة "أحسن أحسن .. يستاهلوا" و "هما واقفين ليه لحد دلوقتى؟".

................

صدقت وكانها فوازير وألغاز