2011/08/05

شكرا للشهداء و المصابين

يظهر فرعون مصر الحديثة فى قفص الاتهام و حوله ولديه يغطيان عليه حتى لا يظهر أمام أعين الملايين و تتحقق آية المولى الكريم الذى "يعز من يشاء و يذل من يشاء".

كانت فكرة مثل ظهور الرئيس المتخلى عن منصبه "مبارك" متهما راقدا على سرير المرض داخل القفص إذا تم ترديدها فى عز جبروت النظام إما كانت تودى صاحبها لوراء الشمس، و إما كان من حوله يرونها فقرة فى الكاميرا الخفية و لو تحب نذيع .. يبقى ذيع.

فعلا اللقطات كانت طبيعية و الصورة التى يقال عنها إنها تغنى عن الكلام، أصبحت فى هذه المرة أشهر صورة ناطقة فى التاريخ المصرى المشهور بالجداريات الفرعونية التى تحفل بأحداثنا منذ قبل الميلاد على حوائط المعابد.

هذه الصورة التى تنتشر بسرعة البرق على حوائط الفيس بوك و تويتر لتنقل للعالم أن المصرى إذا أراد الحياة فلابد أن يكافح حتى يستجيب له القدر، و فعلها المصرى الذى كان متهما بالاستكانة و الخضوع و فتور فى الهمة حتى ظهر معدنه المبطن بالوطنية فى ميدان التحرير ليقول فى وجه رأس النظام "يسقط .. يسقط .. رأس الدولة" .. قالها المصرى دون خوف من رصاص أو قنابل.
وقف المصرى يستقبل بطش الجلادين من النظام السابق و صدره مفتوحا لا يرهب أى شىء، كل ما فى باله وقتها أن البلد تأخر على نصرتها و جاء وقت عزتها و إما النصر من أجلها أو الشهادة.

و تحقق ما كانوا ينادون به سقط رأس النظام الذى بدأت محاكمته بينما المصرى انقسم إلى شهيد و مصاب.

فلولا هذا المصرى الشهيد لما كانت لنا قائمة .. لولا الدماء الطاهرة التى سالت على تراب مصر فى ثورة 25 يناير لما استرددنا كرامتنا التى كانت محصورة فى أن الرئيس هو رمز الدولة و كرامتها و المواطن يخبط دماغه فى أقرب حيطة.

لولا هذا المصرى المصاب الذى فقد نور عينيه و هو ينادى "الشعب يريد إسقاط النظام" لظل ليل الاستعباد المباركى كابسا على أنفاسنا.

كلام كثير لن يكفى حق هؤلاء الشرفاء الأحرار من الشهداء و المصابين فى ثورتنا المصرية .. فهم يستحقون منا كل الشكر الذى لن يوفى حقهم.

بل و نتذكرهم بالخير حتى لا تقودنا عاطفتنا المصرية الشهيرة إلى دموع ممزوجة بفكرة "عفا الله عما سلف"، و "الراجل يا حبة عينى على سرير الموت"، و "كفاية بهدلة لرمز البلد"، و غيرها من الكلمات التى تتردد على لسان من يأسفون للحالة التى وصل لها فرعون مصر الأخير فى قفص الاتهام على سرير المرض.

و رحم الله الشيخ الشعراوى الذى قال "حين ترى إنسانا يعاقب على جريمه إياك أن تأخذك به الرأفة" و لك أن تتابع الفيديو على الرابط التالى

ثم بعد المشاهدة تذكر خلال الجمعة الأولى من رمضان أن تتوجه بدعائك لشهداء و مصابى الثورة و استرجع أيام التاريخ التى لنا فيها عبرة حيث كان للمتهم مبارك خطاب يعلن فيه أنه لم يكن ينتوى الترشح لفترة رئاسية جديدة و تحدث للناس بنبرة عاطفية "رشقت" فى قلوب المتابعين له، و فى صباح اليوم التالى رشقت قنابل المولوتوف فى أجساد الثائرين بالتحرير و خرجت أقدام الجمال "تدوس" عليهم، إلا إن ستر ربك و إعانته لعزيمة المصرى جعلته يصمد ضد من خرجوا بأفظع الجرائم لبقاء فساد النظام.

فى بحر إعلانات شكرا من الذين قطعوا الاتصالات على الناس و كان يمكن وقتها إنقاذ حياة إنسان منهم عبر مكالمة لمن يستطيع أن يقدم المساعدة و يسعف المضروب بالنيران فلا أجد سوى تقديم الشكر للمصابين و الشهداء الذين يؤكدون لنا أن البلد ممكن تتغير طالما العدالة تطبق على الكبير و الصغير و من الغفير حتى الرئيس.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

شكرا لك