2011/05/21

تحيا طلاب إعلام



صداع فى دماغى لا يجعلنى قادرا على مسك القلم و بداية الكتابة على السطور .. أشعر بزغللة و لخبطة سببها سؤال : هى مصر عندها ثورة؟

أه و حياتك ممكن تجاوب و ترد على العبد لله و تشرح لى تفسيرك لطلبة تقوم بمظاهرات تستلهم روح الكعكة الحجرية لشاعرنا الكبير أمل دنقل و تدخل فى اعتصامات لعزل عميد كان قريبا من أحضان نظام سابق تتناثر حول ذلك النظام التهم بالسرقة و النهب لشعب بأكمله و البلطجة عليه و ترويعه و الخلع من الشارع و جعل الناس فى فيلم رعب يظهر فيه رأس النظام و هو يمتص دماء من دعوا للحرية لكن ربك يمهل و لا يهمل فينصر إرادة الشعب.

يقوم الطلبة فى إعلام القاهرة بالاستجابة لثورة ميدان التحرير و بناء الجامعة على نظافة بعيدة عن تدخلات أمن الدولة المنحل فتحدث مشاهد من فيلم طويل يجمع تهم هنا و إدعاءات مزيفة هناك.

 و فى نهاية الفيلم العربى المفترض أن ينتصر الخير و يكون الشر فى صورة مهببة ترسل عظة للمشاهد بألا يتجه فى طريق الشرور .. لكن المخرج الذى خرج بلكمة تشبه لكمات محمد على كلاى قرر أن ينهى أحداث فيلم الاعتصام الذى قد يخرج للنور فى يوم من الأيام ليحكى شهادته للعالم عن طلاب خرجوا لوجه الله يدافعون عن ثورة تريد الخير لمصر .. قرر المخرج أن ينهى حلم مجموعة من الطلاب قد يخرج منهم الصحفى و المراسل و الإعلامى.. برفدهم.

تخرج أصوات تعارض الطلبة و تخبرهم بضرورة الفصل بين المنصب الأكاديمى و السياسى لمن يسعون إلى إقالته و تظهر نسمات من صفحات التاريخ تشير إلى عميد الأدب العربى الذى رفض أن يخل بمبادىء منصبه كعميد لكلية الآداب .. جاء بالانتخاب و ليس بتعيين و رضا من أفسدوا حياة مصر .. طه حسين الذى قرر أن يكون عميدا محافظا على قلمه و لا يبيع موهبته لخدمة نظام حاكم لغير وجه الله.

طيب ما رأيكم دام فضلكم يا أصحاب نغمة الفصل بين المنصب الأكاديمى و السياسى لو قررتم الفصل بين موقع هؤلاء الطلاب الذين تم رفدهم و بين اعتبارهم مواطنين عاديين ظنوا أن روح ثورة ميدان التحرير ستساعد على هدم رموز النظام السابق و بناء جامعة حرة؟

أليست الثورة تقوم بالتغيير أم أنها عندما تقرر أن تصيده و تقيله من موقعه فيتم رفدها؟

إذا كان الرفد هو الرد على هؤلاء الطلاب الشرفاء فيبقى نرفد كل من وقفوا فى ميدان التحرير لأنهم اعتدوا على شرعية حكم الرئيس المتخلى عن منصبه .. و عطلوا الحياة فى البلاد و فعلوا ما لا يحمد عقباه .. و لا هى بركة التحرير لم تحل بعد فى إعلام القاهرة؟

إذا كان المشهد بهذه الصورة التى لا أجد لها سوف وصف واحد ربما لا أستطيع كتابته لأن عهدى بك أن احترم عيونك التى تقرأ فيبقى كل ثورة و أنتم بخير و صحة و سلامة و نبقى نستنى ثورة جديدة لا يكون من قاموا بها فى موقف المتفرج غير القادر على مسك الريموت و إحضار المحطة التى يريدها و لا يسعى من ورائها لمصالح شخصية و إنما لخير البلد.

بقرار عنترى تم رفد الطلبة و بقرار ثورى يمكن حماية مستقبلهم لأنهم تحركوا لوجه الله و لديهم قناعة بأن مصر عندها ثورة خرجت تنادى بالتغيير و الحرية و العدالة الاجتماعية لكن يبدو أن الثورة التى نادت بإسقاط النظام أمامها الكثير حتى تتحقق صحة الشعار.

إذا كانت الجامعة تحافظ على حرمتها و ترى أن قرارها لحماية تقاليدها فياريت بعد تنازل المواطنة سوزان مبارك عن الممتلكات المنهوبة من الدولة أن تسحب منها الدكتوراة الفخرية التى تم منحها إليها .. فإذا كانت هناك شبهة فساد دفعتها للتنازل عن ما لديها فمن باب أولى أن تكون جامعتى الحرة التى منحت بمزاجها درجة علمية فخرية لسيدة كانت لزوج أشبه بزعيم عصابة بلطج على شعب بأكلمه و جعله يا مولاى كما خلقتنى أن تمنع عنها هذا المجد الزائف.

لا ترفدوا الطلبة التى تلقت خبر الفصل بالابتسام و الإيمان بأن عدالة السماء لن تخذلهم لأنهم ظنوا أنهم يطالبون بحق ثورى يدافعون عنه.

إذا كانت الورود تتفتح فى جناين ميدان التحرير و أصبحت الآن فى كلية الإعلام فلا تجعلوا الورد يبكى بدموع الحقيقة المرة التى تتشكك فى وجود الثورة .. لا تجعلوا النهاية بدموع الحقيقة التى قال عنها عمنا و شاعرنا عبد الرحمن الأبنودى .. " سأل التاريخ النبى .. قوللى بحق النبى .. يا نبى .. إيه اللى فوق الورود .. ندى .. و لا عرق؟ .. قال النبى .. دى دمعة الحقيقة ".

يا من لك القرار حقق لهؤلاء الطلاب دموع الفرح خصوصا إننا فى موسم امتحانات يمكن بقرارك تفتح نفسهم على الجد و الاجتهاد و يا بخت من نام مظلوم و حقه يرجع له.

ليست هناك تعليقات: