2010/01/04

يا حبيبتى يا مصر

أحمد الله كثيرا على أنا ما فيه من حال مطبقا مبدأ (الحمد لله مستورة)، ولكنى قررت أن أنظر إلى خريطة مصر حتى أرى أين مكانى؟ فوجدت أن الخريطة الإذاعية مزدحمة ولن أستطيع مشاهدة نفسى الآن.

فمصر صحراء جرداء فى معظم أراضيها لكنها جنة خضراء فى أقل القليل من أراضيها، فنحن نسكن على جانبى النيل بينما نترك الصحراء سواء أكانت الغربية أو الشرقية.


بيننا أناس تعيش بمبدأ يللا نفسى.. وآخرون يعيشون بمبدأ حاجة لله. فنحن نمتلك آلاف الشقق السكنية بالمدن الجديدة، وانظر الكتاب على طريق 6 أكتوبر والشروق والشيخ زايد و غيرها من المدن، وفى الوقت ذاته لدينا شباب لا يجد مسكنا يبدأ به حياته كبقية الخلق الذين سبقوه والتحقوا بقطار الزواج.


بل إن القاهرة تمتلك من العشوائيات ونحن فى 2009 ما يكفيها لدرجة أن هناك مساكن تلتصق ببعضها البعض، ويعيش الأفراد داخل حجرة واحدة ويشترك قطيع يصل بالعشرات فى حمام واحد ولا تتوافر لهم أدنى درجات الآدمية المطلوبة، وانظر برنامج واحد من الناس على قناة دريم كى تتأكد بنفسك.


لدينا أناس هايصة لدرجة أنها ترى الرفاهية فى امتلاك الناس للسيارات وشرائها للشاليهات لدرجة وصفهم المرتبات بالنسبة للموظفين تدل على العز ورغد العيش.


ولدينا أناس تحسبها بالمليم ويدوبك بتكفى الشهر بالعافية إلا إذا ربنا كرمهم وفتح لهم مصدرا جديدا للاقتراض حتى يكفى مصاريف بيته وأولاده.


لدينا فائض كبير ناتج من السياحة والضرائب وقناة السويس ومؤشر اقتصادى متميز كما تدعى الحكومة ولا أكذبها.


لكنى أرى أيضا أناس لا ترى اللحمة سوى فى العيد الكبير، وأحيان لا يرونها إطلاقا حتى فى عيد الضحية.


لدينا أناس تنام على الرصيف لا تجد قوت يومها لدرجة أن مقولة مفيش حد بينام من غير عشا.. أصبحت سرابا وتراثا نبكى عليه.

لدينا إعلام يركز على السلبيات جدا ولا يشير للإيجابيات إلا ببعض التلميحات، وكأننا وحدنا غارقين فى بحر الظلمات من السلبيات ومن حولنا ينعم بالترف والملذات.

لا أعيب على الإعلام بكشفه للسلبيات و المساوئ، فهذا دوره حتى يركز أبصارنا على العيب فنقضى عليه، والدليل يظهر فى الصحف البريطانية التى تنشر السلبيات فقط ولا تشير للأمور الإيجابية، لأن دورهم المهنى هناك يقوم على مراقبة المجتمع وتصحيحه.


لا أدعو هنا لتطبيق تجربة بريطانية، لكنى أتمنى أن يبدأ كل فرد منا بنفسه لن ينصلح حال البلد بمجرد فرد يقول، وآخر يكتب، وثالث يشاهد، لكن الأمر يحتاج إلى مشاركة.


"اجعل مصر بيتك"


اعتبر هذا شعارك فى كل وقت طالما تحب هذه البلد وتريد أن تراها فى أحسن حال واترك من يقول لك: يعنى هعمل إيه يعنى.. ما كل اللى حواليا كده !!


وأيضا سيكتب آخر بشأن هذا الأمر ويقول : يعنى أنت اللى هتغير الكون بفلسفتك دى؟

صدقنى فنحن نمتلك القدرة فى أن نحقق ما نتمناه، فقط نبتعد عن الكلام ونقترب من الجهد الكفاح كل يحقق الإبداع فى مجاله بداية من الصانع والحداد والسباك والموظف والمهندس والطبيب والمعلم وأستاذ الجامعة والوزير و حتى أكبر رأس.

وقتها سنصبح فى مصاف المتقدمين ربما نصبح كالصين أو ماليزيا أو الهند وكل الاحتمالات واردة وفايزة ونجاة وشادية وسمعنى أغنية يا حبيبتى يا مصر.


ليست هناك تعليقات: