2010/01/09

شعب واحد .. وطن واحد




مصر للمصريين و لا مجال للحاقدين، لا نريد كلاما و شعارات، فنحن شعب واحد و أمة واحدة نحمل هوية مصرية إلى يوم الدين.

لقد اغتال الغدر "أحمد" برصاص من يدعوا أنهم أشقائنا و ليست هذه أول مرة و أتمنى أن تكون الأخيرة؟

ما ذنب أم أحمد أن تجلس في انتظار مجيء ابنها ؟ و يدخل عليها خبرا كصواعق البرق المميتة بأن ابنها استشهد و يا ريته كان بيحارب عدو لكن راح بغدر الأخوة راح بغدر قابيل قاتل هابيل.
ما ذنب عم شعبان الذي كان يحلم بيوم يرى فيه أحمد عريسا؟ ثم يبشره بقرب مجىء حفيدا يحمل اسمه من بعده لكن كابوس الغدر أطاح بحلم البسطاء.

أب و أم كانوا يريدون العيش فى الكبر و ابنهم يرحمهما كما ربياه صغيرا لكن الغدر كان أسرع منهما و أخذ زهرة حياتهما سريعا و خرجا يحملان نعشه بدلا من أن يحمل الابن نعش والديه.. مشهد عصيب أن ترى فلذة كبدك يضيع من بين يديك و أنت عاجز لا تقدر على نجدته.

و يبدو أن الغدر لا يريد أحمد وحده بل أراد أبانوب و بيشوى و بولا ليغتال فرحتهم ليلة عيدهم و يقضى على حياتهم بدافع الثأر الملعون الذي اكتوت منه مصر كثيرا و لا تزال.

ما ذنب أصدقاء و أسر هؤلاء الإخوة المسيحيين أن يقضوا عيدهم في حزن و ملابس سوداء تقتل فرحة بهجتهم بالعيد؟

لماذا نقتل الحب بأيدينا و نندفع وراء الفتنة التي أصبحت تتغذى علينا ، فأصبحت لدينا نفوس ضعيفة تسعى بالمكر و تستهوى الغدر سواء كانوا من الداخل أو الخارج.

إن الفتنة أصبحت تستهدف مصرها بداية من حدودها و بناء الجدار العازل الذي هو خط احمر و امن قومي يجب احترامه دون أن نناقشه.. فلو أغلقت شباك البلكونة الخاصة بك هل يحق لى الاعتراض عليك ؟!

إن عدو المصريين مشترك سواء من الداخل أو الخارج.. فهو يريد زعزعة الأمن فى البلد و يجعلنا "عراقا" ثانية مستباحة من كل من هب و دب .. يكفينا فخرا أنه لا توجد قاعدة عسكرية واحدة أجنبية أكرر أجنبية على تراب مصر الغالية.

و أرجو من قناة الجزيرة أن تقول لنا كم قاعدة عسكرية أجنبية في قطر؟
و بدلا من أنها تأتى بسيرة مصر فقط و تنفخ فى النار فلماذا لا تتناول الشأن القطري هل قطر بلا خطيئة هل هي جنة الله على الأرض ؟

إن الفتنة تريد ضرب مصر فى الداخل بمزيد من الأحداث الدامية بين نسيجي الأمة مسلميها و مسيحييها تريد الفتنة أن تجعلنا " لبنانا " آخر و تقصم ظهورنا بحرب أهلية جديدة.. خامدة تحت الرماد و تنظر من يشعل النار كي تستيقظ و تأتى على الأخضر و اليابس.
يحق لمسيحيين أن يستنكروا و يغضبوا و يحق لنا كمصريين أن نرفض ما حدث لشهيد الحدود ( أحمد ).. الكل يحزن و القلوب لها الحق تدمع.. لكننا في النهاية مصريين و أن ما حدث سبيل لوحدتنا ضد كل شر يتربص بمصر.
فمصر ذكرت فى القرآن الكريم و الانجيل المقدس و يعيش فيها حملة الكتابين إخوة منذ قديم الأزل.. نحتاج الآن منهم أن يكونوا يد واحد و أن يكون شيخ الأزهر / طنطاوى و البابا شنودة يدا بيد لمواجهة الفتنة داخليا و خارجيا.

و لا ننسى الدعاء لأهالي الضحايا مسلمين و مسحيين داعيين الله أن يحفظ مصر من الإرهاب و أن تبقى كما يقول القرآن " ادخلوا مصر إن شاء الله امنين " و كما قالها الكتاب المقدس " مبارك شعب مصر ".


ليست هناك تعليقات: