و هكذا أراد الله أن يجمع بين مصر و الجزائر لمرة ثانية و الأجواء منذ شهرين كانت مشحونة و لا تزال تسعى للنيل من الجزائر و يرفع المصريون شعار الانتقام و الحسم و تحويل استاد بانجيلا في انجولا إلى معترك حربي يخرج فيه فراعنة شحاتة منتصرين على ثعالب الصحراء. و كعادتنا كمصريين لا يظهر الانتماء سوى فى الكرة و ما غير الكرة التى تسعدنا و تنسينا همومنا و كأنها الترفيه المجانى الوحيد للمصريين فيكفى ان ترى المنتخب يصول و يجول فى الملعب يحرز هدفا و الآخر و أنت تصفق و تهلل فرحا و تدعو الله بقلب صافى ان يكمل المباراة على خير إلى أن تأتى صافرة الحكم معلنة فوز المنتخب المصرى.
هذا الجو الجميل يسعدني حيث أرى الأعلام و قد انتشرت بالشوارع على واجهات المحلات وعلى السيارات و في كل بلكونة و فى كل شارع و حتة فيكى يا مصر يرفرف علمك وقت الماتشات بألوانه الزاهية ، لكن جربت مرة تشوف العلم وأنت في المدرسة زمان واقف فى الطابور نايم كسلان بتحييى العلم من غير نفس و بتقول بلادي بلادى و لا كأنك بتغني رومانسي؟
طبعا فيه مننا ناس عايشة تهتف باسم مصر فى الكرة و غير الكرة و كل يغنى على نجوم (اف ام) أغانى وطنية و ترى على (مودرن سبورت) كليبات لمنتخبنا العظيم على أجمل أغانى مصر التى كانت تستخدم وقت الحروب.
لا ارفض هذه الأغانى الوطنية الحماسية بل أحبها كثيرا لأننى من الجيل الذى لم يعايش ويلات الحروب.. من الجيل الذى لم يشاهد عظماء مصر من الشهداء فى حروبنا الكثيرة.
و لكنى أريد ان تشتركوا معى فى تساؤلي و هو لماذا تظهر الأغانى الوطنية وقت الكرة و تنام بقية السنة؟
ياريت نستغل الروح الواحدة و التشجيع وقت مباريات المنتخب المصرى العظيم فى كل مجالات حياتنا فى المدرسة و الجامعة و علاقتنا ببعضنا سواء الأهل أو الجيران.
بكون فرحان لما مصر تكسب و زعلان جدا لما أشوف الناس تحضن بعضها وقت الماتشات ع القهاوى و فرحانين و كأنهم عارفين بعض و ما بيحصلش ده بين الأهل و بيكون بعضهم فى مشاكل و اخر مرة رفعوا سماعة التليفون يسألوا على بعض من العيد للعيد.
فيها إيه لو نخلى مصر بيتنا الحقيقي ؟
و نحاول نجتهد زى المنتخب عشان نرفع اسم مصر، بس استني من غير ما نقول نبنيها و نعلى اسمها و الناس تحلف بعظمتها و غيره من كلام الأونطة اللى بنقعد نقوله و لا كأننا بننفخ "بلونة" ع الآخر لحد ما تفرقع.
الحكاية مش بالكلام و لا بالأعلام، الحكاية فينا إحنا.. بأيدنا نعمل من مصر حاجة و بأيدنا تبقى مصر و لا حاجة.. تقدر تقولي أنت و هي الفراعنة كانوا أحسن مننا في إيه ؟
يا ترى ضميرنا صاحى عشان خاطر البلد و لا نايم و مش هيصحى و لا بالطبل البلدى ؟
و يا ريت متقوليش أصل ده غضب من ربك و إحنا بعاد عن ربنا.. هقولك اننا اكتر شعب متدين مسلمين و مسيحيين و بعدين شوف اللى حواليك سواء كانت صين و لا أمريكا و لا حتى فيتنام.
و عن مباراتنا مع الجزائر نقول مبروك للكسبان و اللى عايز الكأس يكسب بدراعه و ميقولش لا ضغط نفسى و لا عصبى.
و سواء كسب منتخبنا او خسر.. لازم نقدّر كل الجهد اللى بذلوه و الخسارة يا جماعة مش نهاية العالم.
اعتذار واجب :
حسن شحاتة اعتذر لك و أحييك على ما تقدمه لنا من بسمة و سعادة
.
اعتذار واجب :
حسن شحاتة اعتذر لك و أحييك على ما تقدمه لنا من بسمة و سعادة
.