قال لى: يعنى الناس زعلانة من اللواء الفنجرى و مضايقة من
حركة صباعه فى البيان و نبرات صوته مع إنها شبه طريقته الأولى عند تحية الشهداء و بعدين
أنت قاعد ساكت لا قلت رأيك زى العادة و لا الحكاية دايما كلام عن عصام شرف بس؟
و هنا وجدت نفسى أتخيل شعار الجيش و الشعب "إيد واحدة"
الذى نهتف به حتى مرت على الثورة ستة أشهر فحدث ما حدث و أخيرا ظهر من اليد
الواحدة صباع راح يتحرك مع صوت يحمل لهجة شديدة تجعل الحالم يستيقظ و يقف "انتباه"
مع نفسه حتى يرى ما نحن فيه الآن.
شعرت من بيان الفنجرى أن الثورة لعبة نمسكها فنخبطها على
الأرض و نفكك أجزائها كما كنا نفعل و نحن صبية ثم نلقى بها من الشباك إذا فشلنا فى
إعادتها لحالتها الأولى و إذا عرف ولى أمرنا فإما يشخط و ينطر عشان اللعبة باظت أو
يقولك معلش يا حبيبى هجيبلك غيرها.
ماشى يا سيدى سوف اعتبر بيان الفنجرى هو استكمال لدور المجلس
العسكرى الذى حمى الثورة و لا يزال لأنه جيش الشعب الذى يكتسب منه الشرعية دائما و
لا يحتاج لاستفتاء.
لكن أن تكون الفكرة فى نظر المجلس العسكرى أن الاستفتاء الذى
تم على التعديلات الدستورية هو استفتاء على شرعيته فهذا غير صحيح فلا يعنى أن
الاستفتاء جاء بنتيجة نعم فتكون هنا الموافقة على الجيش و إلا ماذا كان يحدث لو
كانت النتيجة لا؟
هل معنى ذلك أن "لا" هى ضد شرعية المجلس العسكرى؟
بالطبع لا فالشرعية مع المجلس العسكرى منذ شعار الجيش و
الشعب "إيد واحدة" الذى هو ملك للمصريين الشرفاء و لا ينتمى سوى لأرض
الوطن التى سالت عليها دماء الأبطال فى حروبنا الماضية و دماء شهداء ثورة يناير
التى لازالت تنتظر منا الكثير حتى لا تضيع هدرا.
و لولا دماء الشهداء لظل بقاء رئيس يحكم بطريقة خليهم يتسلوا
و معه مجموعة من كدابين الزفة الذين يرون كله تمام و كله كويس و المهم نضحى بالشعب
لأجل خاطر عيون جمال.
و بالفعل تمت الاستعانة بالجمال لردم الثورة إلا أن الشعب
الحر أثبت فى ميدان التحرير أنه على قلب واحد طالما ينبض ستظل مصر معه تدق رقاب
الفاسدين المستبدين.
كل تلك الأحداث من دماء الشهداء و معركة جمل و استبداد جهاز
أمن الدولة المنحل و معيشة الشعب فى ظلام جعلت الكل يخرج مناديا بالحرية و التغيير
و العدالة و سقوط النظام الذى سقط بتخلى مبارك عن منصبه لكن غول الفساد الذى نشأ
تحت يده لا يزال منتشرا و من هنا تكون الثورة فى خطر من هؤلاء و ليس بسبب من
يتظاهر و يعتصم بشكل سلمى.
إذن لم يكن الاستفتاء على
شرعية المجلس العسكرى الذى لنا أن ننتقده طالما نتحدث فى السياسة و نرسم مستقبل
الوطن الذى نحلم به و لن يتحقق سوى بالعمل و البناء على نظافة ثورية عادلة لا تخشى
شخصا و إنما تخشى الشعب.
عدالة ثورية تخاطب الناس بالبلدى و بصريح العبارة دون شخط و نطر
يقوم على الأوامر العسكرية الحازمة.
فبيان اللواء الفنجرى رغم ما يحمله من بعض الأمور المبشرة
إلا أن طريقة الإلقاء الحازمة لا تتم إلا بين كتيبة العسكر بينما الشعب يحتاج إلى
من يطمئنه و لا يرعبه بصوته.
و لنا فى أنور السادات رئيسنا الراحل أسوة حسنة عند إلقاء البيان
الأول لثورة يوليو بهدوء جعل الناس فعلا تتلقاه كما أشار بالابتهاج و الترحيب.
و نعود لأيام ثورة 25 يناير و ننظر لبيانات اللواء اسماعيل
عتمان الذى كان يخاطبنا بطمأنينة تجعل الثائر يتماسك بقوة فى ميدان التحرير و تجعل
من يحمى بيته فى لجنة شعبية يزداد صلابة و قوة ضد فوضى مبارك و أعوانه.
نريد من المجلس العسكرى أن تظل اليد الواحدة كما هى لا تبتعد
عن بعضها البعض و إنما تتعاون لبناء مصر حرة ديمقراطية يأخذ الجميع حقه دون
محاكمات عسكرية للمدنيين و بعدالة تحقق الخير للجميع و بتساوى فى الأجور و أبسط
الحقوق المعيشية.
نريد من المجلس العسكرى ثورة بجد و كلنا معه طالما بقيت
المصارحة و المكاشفة، فإذا كانت هناك الأخطار سواء داخلية او خارجية فعلينا أن
نكشفها بكل وضوح و نعلم من وراءها و نمنعه منها مع العلم أن الثورة بمبادئها
السلمية و من يروجون لها و يدافعون عنها لا تسعى إلا لخير مصر و لا تهدد أمنها.
يبقى لنا حب الوطن و يبقى لنا الاختلاف حتى تتحقق
الديمقراطية و على من ينزعج أن يطمئن قلبه لأن الديمقراطية تعنى ببساطة أن صوابعك
مش زى بعضها و كله يحترم رأى غيره دون تهديد أو وعيد و إن حكم الأمر بضرورة الرعب
فمن باب أولى يكون على من يعطل الثورة لا على من ينادى بها و يحميها بشكل سلمى.
بالحق هو مين اللى قال هايل فى آخر البيان ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق