2010/05/10

صباح الخير يا سينا



"السلام عليكم و رحمة الله و السلام لنا جميعا بإذن الله".

هكذا بدأت كلمات الرئيس الراحل انور السادات فى خطابه امام الكنيست الاسرائيلى و انتهت كلماته بعودة سيناء محررة بالسلام و هو يقف ثابتا يفاوض إسرائيل بقوة لا بمنطلق ضعف.

كم كنت أتمنى أن أكون من جيل الحروب الأربع كي أشاهد شجاعة الأبطال من جنود و مدنيين و عسكريين و أمهات تترك أبنائها فداء للوطن و آباء يزرعون الشجاعة فى نفوس ابنائهم من أجل العزة و الكرامة.

هؤلاء الأبطال الذين رفعوا رأس مصر و أعادوا لها كرامتها التى أبدا لن تضيع طالما كنا نقوم بالفعل و ليس الشعارات الرنانة على شاكلة "المصريين أهمه" أو "أمجاد يا عرب أمجاد" و غيرها من اغانى عبده حريقة على رأى الراحل العظيم الدكتور مصطفى محمود.

لقد وقفنا ستة أيام لم نحارب إسرائيل.

طائراتنا ضربت على الأرض جنودنا ينسحبون بلا أى خطط لقد عاش الجنود فى فوضى.

و لكن هل أصبحت أقدامنا في الرمال بعيدة عن الحركة مشلولة لا تعرف الصمود؟

لقد خرجنا من عدوان 1967 مدركين أن القوة لا تحتاج إلى شعارات و لكنها تحتاج إلى ردع و فعل.

خرجنا من ستة أيام إلى سنوات الاستنزاف و طلقاتنا هى التى تتكلم و ليس لساننا هو الذى يقول.

انتظرنا و صبرنا صبرا جميلا حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي شاءت لها السماء ان تعلن فيها بسالة و شجاعة مصرية فى القضاء على الجيش الذى لا يقهر كما كان يظنون و لكن القوة كما تفيد فهى تجعل المغرور كالأعمى.

انتصرنا فى الحرب خلال ستة ساعات و بقى لنا السلام بالمفاوضات حتى نحرر كل أراضينا و ليت العرب استجابوا للسادات.

لأنهم يسعون الآن إلى كل ما دعاهم إليه فى الماضى لكن من يستخدم صوته العالى فهو لا ينتبه لحاضره و بالتالى يفقد مستقبله.

حاربنا و فاوضنا و استعدنا أراضينا.
لكننا خرجنا بشهداء و أبطال يستحقون منى التحية.

بل يستحقون مننا جميعا التقدير و الاحترام لنهم ضحوا بدمائهم من اجلنا و تركوا زوجاتهم من اجل مصر و دافعوا عن ترابها حتى تعيش كل ام مرفوعة الرأس و يشعر كل أب بعزته و كرامته.

تحية لكل أبطال هذا النصر العظيم بدالية من الزعيم الراحل أنور السادات و الرئيس مبارك و المشير ابو غزالة و اللواء عبد الغنى الجمسى و غيرهم من كبار القادة.

تحية لكل الجنود الشجعان الذين لم يخافوا من رصاصة أو طلقات مدافع أو صواريخ طائرات لأن قلوبهم كانت تردد اسم مصر و تحتمي بترابها.

تحية لمحمد عبد العاطى صائد الدبابات و تحية لأول شهيد وضع العلم بمجرد عبوره لخط بارليف فرحا بانتصار مصر و أسعده الله بشهادته.

إن السلام يحتاج لقوة تحميه و لا يجب أن نقف عند حدود التحية و التقدير و لكن يجب الاهتمام بسيناء و وضعها ضمن إطار التنمية الشاملة المصرية لأنها خط دفاعى حصين يمكن منه الاستفادة بموارد عدة تقلل الضغط من الكثافة السكانية بالعاصمة و كذلك يمكن الاستفادة من كنوز سيناء و الدعوة إلى تعميرها و تنميتها بصورة فعلية و ليس شعارات.

و رجاء ألا يكون الانتباه لها و قت الاحتفالات و الانتصارات فكما ارتوت أرضها بدماء الشهداء فعلينا كأحياء ان نرويها بالتعمير.

أكرر تحياتى إلى الشهداء و الأبطال و أهدى إسرائيل أغنية " و صباح الخير يا سينا.. رسيتى فى مراسينا ".

ليست هناك تعليقات: