2009/10/08

مضيعة الوقت


لا اعتقد يوما أن يكون الحب سببا في إتعاس من يحبون !! و إن كان كذلك فلا هو حب و لا يحزنون !!
فمنذ قديم الأزل ترى و تسمع و الكل يقول: أن الحب كالمرآة العمياء التي تخدع صاحبها.
فكيف ترى الحب نار و في نفس الوقت تتغنى به !!
و هذا التناقض موجودا لدينا دائما و ليس في الحب فقط.

و ربما تتساءل الآن ما علاقة الحب بالتناقض الذي أتحدث عنه ؟!
أقول لك أنى رأيت تناقضا غريبا و عجيبا في ابسط الأشياء التي تجمعنا ألا و هي الوقت، فنحن لا نقدر الوقت رغم ما نقوله من أمثال و حكم مثل " الوقت كالسيف،إن لم تقطعه قطعك " ، و أيضا نقول دوما مقولة يحفظها الكل و كم كانت تتردد على أسماعنا و نحن صغارا و نقف في طابور الصباح و نستمع لإذاعتنا المدرسية التي تطل علينا بحكمة اليوم و كل يوم وهى : لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد .
و غيرها من المقولات التي نرددها كالببغاء دون فهم أو وعى، و من ثم تربى البعض منا على ثقافة السمع لا التطبيق و الدليل أننا نقدس المواعيد بشكل يدعو للضحك، فلا نعترف بعداد الساعة أبدا، و لكن نقول: سأراك العصر، و سوف أمر عليك بعد الظهر، و انتظرني المغربية.... !!
و غيره من العبارات التي و إن صدق صاحبها، فإنه كثيرا ما سننتظره ميعاده ربما من بعد الظهر إلى أن يشاء الله
و يمن علينا بتشريفه.

بالطبع هنا تشعر أنى أقول كلام مكرر و يبدأ الملل يتسرب بداخلك و تلعن اليوم الذى قررت أن تقرا ما اكتب،
و لكنى كالعادة "شطحت" بأفكاري و تساءلت إذا كنا لا نحترم المواعيد.. فهل عندما نقع في الحب يكون ذلك هو الموعد المناسب أم على المقيمين خارج السرب و محافظين على مواعيدهم مراعاة فروق التوقيت !!؟؟

و لهذا أدعوكم جميعا أن تشاركوني هذه "الشطحات" و لكي يطمئن قلبك و لا تقول أنى أقع في مشكلة عاطفية و أريد أن "ادوش دماغك" بها، فسوف اربط لك بين ثقافة عدم احترام المواعيد و أمور أخرى تظهر كثيرا لدينا ففي الكورة مثلا يبقى الفريق محتاس طول الوقت و تأتى آخر عشر دقائق لتجد فريقا من نار يلعب،
و لكن أين كان طوال الوقت ؟!

ليس هذا فحسب، و لكن انظر حولك و ابتسم كلما رأيت مضيعة للوقت سواء كانت في مصلحة حكومية أو مواعيد القطارات و المترو و الأوتوبيسات أو حتى مواعيد البرامج في التليفزيون و أيضا إذا قررت الذهاب للطبيب فإنك تجلس بانتظار " جودو " أقصد الدكتور الذي يأتي بعد ميعاده بعدة ساعات و لا عزاء للمريض   !!
و لا يزال الوقت ضائعا بيننا و لا فائدة من وجوده حولنا.

اعتقد انك الآن قد فاض بك الكيل و تشعر أنى لم أضف جديدا بل و ربما ترى مضيعة الوقت فيما تكبدته عيناك من عناء قراءة لما كتبته.

ليست هناك تعليقات: