2011/10/06

آخرتها تفاحة


لا أكتب هنا عن التفاح باعتباره من الفواكه اللذيذة أو فى تقديم وصفة من وصفات طهى الكيك و التورتة المزينة بحباته.

لكن الحديث هنا عن تفاحة غيرت وجه العالم و أثرت فيه منذ بداية الكون فقد كان سيدنا آدم يجلس فى الجنة و معه حواء ليل نهار و هناك من يوسوس له و يزن على دماغه بتناول الثمرات من تلك الشجرة التى حرمها الله.

يقاوم آدم و ابليس النارى يصب ألاعيبه و حيله حتى يخرج أبو البشرية من نعيم الله.

و بين آخذ و جذب و شد و حديث بين حواء و آدم، تنتهى الوسوسة بتناول سيدنا آدم التفاحة من الشجرة المحرمة و ينكشف المستور فيخرج و معه حواء من الجنة ليهبطا إلى الأرض من أجل تعميرها و أيضا للوقوف ضد ابليس.

تخرج البشرية من الجنة لتبدأ رحلة الشقاء فى الحياة الدنيا و تسعى لطريق الجنة من جديد بالعبادة و العمل و الإيمان بالله الواحد القهار و تحاول البعد عن طريق النار المخلوق منها ابليس الذى يجلس من أجل غواية البشر و إيهامهم بقدرته على حمايتهم بينما هو ينفذ شروره من أجل أن يكفر أناس ضالون برب العالمين.

بسبب التفاحة يعيش الانسان فى صراع دائم بين الحق و الباطل و مطحنة بين الخير و الشر لا تغلق صفحاتها إلا عندما يرث الغفار الأرض و من عليها.

و تقول حكاية سواء كانت أسطورية أو حقيقية عن "غسلر" الحاكم النمساوي لأحد أقاليم سويسرا أنه علق قبعته على عمود في الساحة العامة باعتبارها رمزاً للسيادة النمساوية على البلاد، وأمر كل من يمر بالساحة أن ينحني احتراماً لتلك القبعة.

لكن أمام كل حاكم معروف عنه الاستبداد يخرج ثائرا لا يعرف الخوف و هنا ظهر فى الساحة "وليم تل" الذى رفض الانصياع لهذا الأمر، فيحكم "غيسلر" على "وليم تل" بأن يحضر ابنه الذى بلغ سبع سنوات و يضع على رأسه تفاحة ثم يأمره بالنشان على التفاحة و إلا يتم إعدام كل أسرته.

و لك أن تتخيل المشهد العصيب الذى يقف فيه الأب ليحاول إنقاذ أسرته سواء بحمايتها من الإعدام أو بحماية ابنه من الموت بيديه.

لكن وليم تل يقف حاملا سهمين و يصوب سهمه بتجاه التفاحة فيفلح مراده و يقف "غيسلر" الطاغية مبهوتا لا يصدق ما يجرى أمام عينيه.

و ينجو وليم تل و أسرته و يسألوه وقتها فى القرن الرابع عشر الميلادى لماذا رفع سهمين لإصابه هدفه؟

فيجيب عليهم بأنه حمل سهمين حتى إذا أخطأ و قتل ابنه فيوجه سهمه الثانى مباشرة نحو رقبة غيسلر.

تفاحة غيسلر ستؤدى به للهلاك حيث التف أهل سويسرا حول وليم تل الذى
اغتال غيسلر بعد ذلك، فكان صنيعه ذاك بمثابة دعوة للشعب السويسرى إلى الثورة على الحكم النمساوي
.

و فى يوم كان يجلس مستندا إلى شجرة و يستريح من عناء عمل شاق و فجأة هبطت عليه تفاحة فأمسكها ثم سأل نيوتن نفسه : لماذا لم تسقط التفاحة لأعلى؟

رمى نيوتن السؤال لكنه حاول مسك إجابته عبر التجارب حتى وصل لقانون الجاذبية الأرضية و منه تم التوصل لاكتشافات و مخترعات هامة فى حياتنا البشرية بناء على سؤال طرحه نيوتن و حاول الإجابة عليه.

بسبب تفاحة نيوتن تغير وجه البشرية لأنه وقتها لم يكن جائعا فأخذها و أكلها لكنه فكر و تساءل ليصل إلى جواب، فالانسان بلا سؤال و بحث يعيش تائها، لكنه بالبحث و السؤال و المعرفة يستطيع أن يزن أموره و يتخذ قراراته بوعى دون أن يتصرف بشكل عميانى و يسير مسيرة القطيع فيصفق لهذا و يهلل لذاك و يرفض هؤلاء و ذلك ليس عن قناعة منه و إنما لضيق عقله الذى أمره بالوقوف عن نعمة التفكير.

أما اليوم و بعد صراع مع السرطان توفى ستيف جوبز صاحب التفاحة المقضومة الشهيرة برسمتها على أجهزة الكمبيوتر.

و اسمحوا لى أن أقدم لكم شخصيته التى كتب عن فضلها فى  " الثورة التكنولوجية التي أحدثها، قورن ستيف جوبز بعظام من أمثال توماس اديسون وألبرت آينشتاين وولت ديزني، وقطعت محطات العالم الإذاعية والتلفزيونية برامجها العادية لبث نبأ وفاته عن 56 عاما حافلة بالإبداع والمجد".

"ووفقا للعديد من التحليلات التي خرجت بها وسائل الإعلام الدولية بعيد إعلان وفاته فثمة أمران تميز بهما هذا الرجل: الأول سعيه الى «الجمال في التكنولوجيا»، والثاني إصراره الجبار على الاعتماد فقط على غريزته الإبداعية و تقديم ما يرضى الجمهور.

الجدير بالذكر أن ستيفن بول جوبز هو مخترع و أحد أقطاب الأعمال فى الولايات المتحدة، عرف بأنه المؤسس والمدير التنفيذى السابق لشركة أبل، وكان الرئيس التنفيذى لشركة بيكسار ثم انتقل إلى مجلس إدارة شركة والت ديزنى على أثر صفقة استحواذ انتقلت بيكسار بموجبها إلى ملكية ديزنى.

كان جوبز فى أواخر السبعينيات قد قام مع شريكيه ستيف وزنياك ومايك ماركيولا، وآخرون بتصميم وتطوير وتسويق واحد من أوائل خطوط إنتاج الحاسب الشخصى التجارية الناجحة، والتى تُعرف باسم سلسة أبلll.

وفى أوائل الثمانينات جوبز كان من أوائل من أدركوا الإمكانيات التجارية لفأرة الحاسوب وواجهة المستخدم الرسومية، الأمر الذى أدى إلى قيام أبل بصناعة حواسيب ماكنتوش
.

يقولون عنه إنه الرجل الذى غير ملامح العالم بتفاحته الالكترونية فهو
أدهش الملايين خلال سنوات عمله حين مكّن كل شخص من "لمس العالم". وضع العالم بأسره في هاتف ذكي وقال للبشرية "إلمسوه".
رحل جوبز و ترك العلامة الشهيرة على الحواسيب الالكترونية، رحل و بقيت تفاحته.

إنها حقا تفاحات لها تاريخ بل فى كل وقت تظهر تفاحة تغير حياة التاريخ.

هناك 3 تعليقات:

الفقيرة إلى الله أم البنات يقول...

نفسى علماء العرب النابغين يغيروا وجه الدنيا فهم افضل بكثير
بخصوص التفاحه وخروج آدم من الجنه هو وزوجته بيتهيألى لم يذكر إسم الشجره او نوعها
بوست زى الفل كعادتك يا ميزو ...ماشاء الله عليك بجد مقالاتك وافيه

Moataz Nadi يقول...

تشكرى يا ام البنات و هحاول أبحث عن شجرة آدم و تفاحته و أوثقها و لو مانفعش فأتمنى ربنا يقبل اجتهادى و لو عجباكى المدونة يا ريت شير للبشر .. شكرا

غير معرف يقول...

مقالك جميل جداواسلوبك في سرد الموضوع متسلسل ومرتب وغير ممل بالمره ... احييك على البوست (: