مرة واحد وقف فى طابور الجمعية (الاستهلاكية) يشترى كيلو
سمك، و بعد الزحام و الانتظار ساعتين اشترى فعلا السمك، و جرى على البيت ليبشر
زوجته بأن الأكل النهاردة سمك.
فى البيت فرحت زوجته لكنها فى نفس اللحظة سألته:أين الزيت؟ حصتنا الشهرية من زيت التموين خلصت.
قال لها زوجها مغتاظا:تصرفى..حاولى تستلفى شوية زيت من الجيران.
خرجت الزوجة تدق أبواب الجيران، جارة و أخرى و أخرى. مفيش زيت.
و العمل؟ قال لها الزوج إن عنده فكرة.. سيأخذ السمك و يذهب إلى أقرب محل يبيع السمك المقلى حتى يقلى له كيلو السمك بالفلوس.
فى الشارع وجد الزوج محل السمك المقلى مغلقا. تمر ساعة و اثنتان و الحيرة تأكله و هو يسعى على رجليه هائما فوجد نفسه إلى جوار النيل. و بكل سخط و غضب و يأس أمسك الرجل كيلو السمك بكلتا يديه و قذف به فى نهر النيل.
غاص السمك فى مياه النيل، و فى اللحظة التالية قفز السمك إلى أعلى فى الهواء و هو يهتف صائحا: يعيش جمال عبد الناصر!
فى البيت فرحت زوجته لكنها فى نفس اللحظة سألته:أين الزيت؟ حصتنا الشهرية من زيت التموين خلصت.
قال لها زوجها مغتاظا:تصرفى..حاولى تستلفى شوية زيت من الجيران.
خرجت الزوجة تدق أبواب الجيران، جارة و أخرى و أخرى. مفيش زيت.
و العمل؟ قال لها الزوج إن عنده فكرة.. سيأخذ السمك و يذهب إلى أقرب محل يبيع السمك المقلى حتى يقلى له كيلو السمك بالفلوس.
فى الشارع وجد الزوج محل السمك المقلى مغلقا. تمر ساعة و اثنتان و الحيرة تأكله و هو يسعى على رجليه هائما فوجد نفسه إلى جوار النيل. و بكل سخط و غضب و يأس أمسك الرجل كيلو السمك بكلتا يديه و قذف به فى نهر النيل.
غاص السمك فى مياه النيل، و فى اللحظة التالية قفز السمك إلى أعلى فى الهواء و هو يهتف صائحا: يعيش جمال عبد الناصر!
و كانت هذه النكتة مكتوبة فى صفحات كاتبنا البديع محمود
عوض فى كتاب "بالعربى الجريح" الصادر عن دار المعارف و يرسم
لنا عندليب الصحافة المصرية مغزى النكتة التى "تعبر عمليا عن حالة التقشف
و ربط الحزام السائد فى البلد منذ يونيو 1967".
لكن ما رأيك فى وقت البلد فيه مهزومة من عدوها اللدود و تخرج هذه النكتة من ضابط فى الجيش الثانى الميدانى عائد من جبهة القتال و يحكيها لمحمود عوض بعد أيام من نكسة 1967؟
قد تقول كانوا "فايقين و رايقين" يجلسون بلا هم و يؤلفون النكات.
لكن الضابط مصطفى يؤكد أن النكتة ليست من اختراعه و إنما سمعها على لسان الرئيس جمال عبد الناصر أثناء زيارته للجبهة قائلا:
" لقيناه طب علينا فجأة فى عربية جيب لابس قميص و بنطلون يعنى لابس ملكى (مدنى) و معاه محمد فوزى (وزير الحربية) و عربية جيب ثانية للحراسة".
لكن ما رأيك فى وقت البلد فيه مهزومة من عدوها اللدود و تخرج هذه النكتة من ضابط فى الجيش الثانى الميدانى عائد من جبهة القتال و يحكيها لمحمود عوض بعد أيام من نكسة 1967؟
قد تقول كانوا "فايقين و رايقين" يجلسون بلا هم و يؤلفون النكات.
لكن الضابط مصطفى يؤكد أن النكتة ليست من اختراعه و إنما سمعها على لسان الرئيس جمال عبد الناصر أثناء زيارته للجبهة قائلا:
" لقيناه طب علينا فجأة فى عربية جيب لابس قميص و بنطلون يعنى لابس ملكى (مدنى) و معاه محمد فوزى (وزير الحربية) و عربية جيب ثانية للحراسة".
و يتابع محمود عوض سرد قصة زميله مصطفى و الإشارة لزيارة
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و طلبه للاستماع إلى شكاوى و أحوال الضباط و الجنود
من فمهم و بكل صراحة.
و وجد عبد الناصر أن " لا أحد يشكو من الجبهة، من القتال.. بالعكس الكل يتعجل يوم تحرير الأرض. لكن الكل يشكو من شىء آخر النكات التى يطلقها الشعب على العسكريين و يا سيادة الرئيس كل ما ننزل أجازة نخاف نمشى فى الشوارع باللبس الميرى (العسكرى).. فى الشارع نكتة و سخرية فى بيوتنا نكتة أكثر و سخرية أوجع.
و بدأ الرئيس يطيب خاطر الجميع: معلهش.. من حق الشعب يسلخ جلدنا و سيستمر يسلخ جلدنا إلى أن نثبت له أننا ناخذ الحرب بكل جدية و إن فيه نتائج محددة على الأرض. أنا مثلكم أسمع النكات و أتألم لكن احنا عارفين شعبنا كويس و إن شاء الله يوم النصر سيأخذكم بالأحضان.. لكن النصر أولا. قبل النصر يهون كل شىء، و إن كان على النكات.. تبقى المسألة بسيطة، عن نفسى أسمع نكات كثيرة و لا آخذها بشكل شخصى، نكات يعبر فيها الشعب عن تضحياته فى سبيلكم مثلا.. هذه النكتة.
ثم حكى جمال عبد الناصر للجنود و الضباط نكتة الأخ الذى اشترى كيلو السمك فضحك الجميع و تبخرت مرارتهم و كما جاء الرئيس فجأة، انصرف فجأة. و فى اليوم التالى عرفنا أنه تركنا ليقوم بزيارة مماثلة للواء الجزائرى المشارك لنا فى الجبهة منذ النكسة.
هكذا استرسل مصطفى"
و هنا نتوقف عند سطور كتاب "بالعربى الجريح" للأستاذ محمود عوض و من خلال مطالعة تاريخنا الماضى و فهمه بإدراك و وعى تكون لنا ذاكرة تساعدنا على الإبحار فى المستقبل و من صفحات التاريخ نتعلم.
تغنت اسرائيل بحرب الأيام الستة فى 1967 و اجتهد المصريون فى يوم سابع يبدأ بحرب الاستنزاف و ينتهى بحرب أكتوبر 1973.
و حتى نصل إلى (اليوم السابع) كما يطلق عليه أستاذنا محمود عوض فقد خرج الأبطال الذين يجب أن نرفع صورهم و نكتب عنهم –إذا استطعنا- و نسرد بطولاتهم حتى يعرف الصغير و الكبير قدر تضحياتهم حتى تقف البلد على قدميها بقوة خير أجناد الأرض.
هؤلاء الأبطال أمثال عبد المنعم رياض و أحمد حمدى و سعد الدين الشاذلى و محمد على فهمى و.. و.. و.. و شهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
و وجد عبد الناصر أن " لا أحد يشكو من الجبهة، من القتال.. بالعكس الكل يتعجل يوم تحرير الأرض. لكن الكل يشكو من شىء آخر النكات التى يطلقها الشعب على العسكريين و يا سيادة الرئيس كل ما ننزل أجازة نخاف نمشى فى الشوارع باللبس الميرى (العسكرى).. فى الشارع نكتة و سخرية فى بيوتنا نكتة أكثر و سخرية أوجع.
و بدأ الرئيس يطيب خاطر الجميع: معلهش.. من حق الشعب يسلخ جلدنا و سيستمر يسلخ جلدنا إلى أن نثبت له أننا ناخذ الحرب بكل جدية و إن فيه نتائج محددة على الأرض. أنا مثلكم أسمع النكات و أتألم لكن احنا عارفين شعبنا كويس و إن شاء الله يوم النصر سيأخذكم بالأحضان.. لكن النصر أولا. قبل النصر يهون كل شىء، و إن كان على النكات.. تبقى المسألة بسيطة، عن نفسى أسمع نكات كثيرة و لا آخذها بشكل شخصى، نكات يعبر فيها الشعب عن تضحياته فى سبيلكم مثلا.. هذه النكتة.
ثم حكى جمال عبد الناصر للجنود و الضباط نكتة الأخ الذى اشترى كيلو السمك فضحك الجميع و تبخرت مرارتهم و كما جاء الرئيس فجأة، انصرف فجأة. و فى اليوم التالى عرفنا أنه تركنا ليقوم بزيارة مماثلة للواء الجزائرى المشارك لنا فى الجبهة منذ النكسة.
هكذا استرسل مصطفى"
و هنا نتوقف عند سطور كتاب "بالعربى الجريح" للأستاذ محمود عوض و من خلال مطالعة تاريخنا الماضى و فهمه بإدراك و وعى تكون لنا ذاكرة تساعدنا على الإبحار فى المستقبل و من صفحات التاريخ نتعلم.
تغنت اسرائيل بحرب الأيام الستة فى 1967 و اجتهد المصريون فى يوم سابع يبدأ بحرب الاستنزاف و ينتهى بحرب أكتوبر 1973.
و حتى نصل إلى (اليوم السابع) كما يطلق عليه أستاذنا محمود عوض فقد خرج الأبطال الذين يجب أن نرفع صورهم و نكتب عنهم –إذا استطعنا- و نسرد بطولاتهم حتى يعرف الصغير و الكبير قدر تضحياتهم حتى تقف البلد على قدميها بقوة خير أجناد الأرض.
هؤلاء الأبطال أمثال عبد المنعم رياض و أحمد حمدى و سعد الدين الشاذلى و محمد على فهمى و.. و.. و.. و شهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق