أشعر اليوم بسعادة بالغة .. لا لأننى
وجدت كنزا فى مغارة على بابا .. أو لأننى حصلت على إشادة من المحيطين بى فى عمل
قمت به .. لكننى سأجيبك:سعادتى فى اشتراكى بمظاهرات كليتى الحبيبة لقلبى التى
تتواجد فى جامعة القاهرة..كلية الإعلام.
هذه هى المرة الأولى فى حياتى التى
أقف فيها داخل مظاهرة .. أعبر عن رأيى .. أهتف من قلبى .. أنادى باقتناع و الحرية
أتنفسها.
عدة ساعات مرت فى لمح البصر لكننى
عرفت فيها معان كثيرة .. أن السعى وراء الحق به لذة لا يشعر بها إلا المدافع عنه
كمثل الجائع الذى لم يذق الطعام من سنين و ما أن يجد الطعام يصبح فى غاية السعادة.
كان طعامنا فى المظاهرة ليس بكنتاكى و
لكن طعامنا هو تغيير سفينة الفساد التى أبحرت تغنى باسم نظام بينته الأيام بأنه
يجمع شلة حرامية لا تعرف غير السرقة و لم تتعلم سوى النهب و حلفت يمين طلاق على
النزاهة و من يومها خلعت الشرف و غطت نفسها بكل تهبيش و تهليب من قوت الغلابة
المطحونين.
و أصل الحكاية فى كليتنا أن العميد
الدكتور الأستاذ كان من بقايا أتباع النظام الميت الذى يدعى : الحزب الوطنى.
كانت وظيفة أستاذنا هى تلميع صورة
الحزب الوطنى و نعت الشباب بـ(عدم وجود هدف محدد لدي كثيرين منهم).. و جاءت ثورة
25 يناير لتبين له أن الشباب ليس ضائعا و يعرف حقوقه .. يتعامل باحترام .. و لا
يركب موجة أو يمتلك أجندات..بينما الحزب الوطنى يعيش على وهم و أضف من عندك ما
تشاء.
خابت اجتهادات الأستاذ الدكتور رغم
حنكته المعروف بها و هنا تأتى رياح التغيير فلا تعرف أن تمر دون مسح أى رموز
للنظام السابق.
و كان الدور على الدكتور العميد .. و
بعد اجتماعات و مناقشات يتبين أن الأساتذة قد أيدوا بكل ثقة بقاء العميد.
طيب يا سيدى (القارىء) أنا طالب مجنون
و تعالى نحسبها بالعقل..لو العميد استقال و رشح نفسه و هناك أساتذة تثق فيه و
تؤيده .. فهذا معناه نجاحه فى انتخابات الترشح على منصب العميد.
لكن العميد الأستاذ الدكتور أعلن :عدم
ترشحه أثناء مداخلة تليفونية له فى برنامج الحياة اليوم.
الأستاذ الدكتور سامى عبد العزيز ..
لقد علمتنى كيف أكون صاحب رأى و أحكم على الأشياء بعقلانية .. و لهذا فأريد حضرتك
أن تضرب المثل بالخروج بالاستقالة إذا كنت لا تنتوى الترشح.
و سيخرج البعض و ينادى بلوائح الجامعة
التى نسير عليها .. و لكن من باب أولى أن تكون كليتنا (الإعلام) هى المثل فى
المطالبة بنظام انتخابى لكافة المناصب الجامعية من رئيس الجامعة إلى العمداء و
مرورا برؤساء الأقسام و وكلائها.
حدث ذلك فى جامعة أسيوط رغم التغنى
بنغمة اللوائح و بالتالى لا ندعو هنا إلى تقليد و إنما إعمال العقل و التغيير
للأفضل بالانتخاب.
و هذه الرؤية أؤيدها كما يقدمها
الدكتور الفاضل محمود خليل..فهو يقف مع الطلاب.. و لا يمتنع عن مساعدة أبنائه
الطلاب.. يهتف و ينادى معهم و بجواره
الدكتور سليمان صالح الذى دائما ما كان يرى فينا الأمل و صدق كلامه رغم أننا وقتها
كنا نعتقد عكس ذلك.
رأيت أيضا الدكتورة سهير و هى مثل من
سبقوها فى الذكر من قسم صحافة..تهتف و تدعو معنا للتغيير نحو كلية حرة تقدم صورة
علمية متطورة بمعنى الكلمة بلا شعارات تنادى بأشياء و لا تفعل بها.
هذه المظاهرة خرجت منها أيضا بحميمية
مع دكتور عزيز على قلب زملائى فى قسم الصحافة..متواضع كما يصفوه..يستمع لهم و
يناقشهم..له قرب شديد من زملائى و لا يختلفون على حبه..إن زملائى فى قسم صحافة
يرونه أبا روحيا لهم..أستاذ و أب يتعلمون منه..إنه الدكتور هشام عطية.
لم أتعامل معه كثيرا لكننى فى ساعات
المظاهرة شعرت أن الكلام عليه ليس نفاقا و لكنه الشخص المحبوب الذى يستحق حب من
تعامل معهم.
تعلو الهتافات و تتحد على نغمة
واحدة:الطلبة و الدكاترة إيد واحدة.
و كنت طالبا و بجوارى الدكتور هشام
عطية و يدى ممسكة بيده دون أن أشعر و تعلو أيدينا مع أصوات الهتاف.
حضرته من قسم صحافة .. و العبد لله من
قسم إذاعة .. لكن الروح التى نهتف بها روح واحدة تنادى بحق.
عرفت التحضر من المظاهرة التى شارك
فيها غالبية قسم الصحافة و عقبال يا كريم يا رزاق لما قسم إذاعة المحبب إلى قلبى
يفيق على يد الأحرار الذين أعرفهم فيه و كانوا بجوارى فى المظاهرة و غيرهم غابوا
لكننى أعرف رأيهم الذى مع الحرية دائما.
لقد شارك زملائى بالسنة الرابعة فى
هذه المظاهرة و تشرفت بالانضمام إليهم..و نؤكد أننا لا نريد أى مصلحة..فنحن بحمد
الله إذا لم يلعب القدر فى مسارنا العلمى سنتخرج بعد شهور قليلة و لهذا إذا نجحنا
فى جعل تولى مناصب الكلية بالانتخاب .. فـياريت فى احتفال تخرج دفعتنا أن يكون
اسمها:دفعة التغيير..و هذا اقتراح لكم أن تاخذوا به و لكم أن ترفضوه .. طالما نعيش
على الحرية.
(( و فى المستقبل هيكون لك شأن كبير و
أنا هفكرك )).
كانت هذه جملة ترددت على لسان أستاذى
الدكتور سامى عبد العزيز الذى وجهها لى فى سنة أولى خلال أخر محاضرة لنا فى السنة
الدراسية .. و إذا صدق توقعه بمشيئة الرحمن .. فهذا يعنى فى حالة نجاح مطالبنا
أننى استطعت فى مقتبل مستقبلى أن أغير مع زملائى نظام التعيين بالجامعة إلى نظام
قائم على الانتخابات التى تختار الأكفأ.. فهل يحدث ذلك أم لا؟