2011/02/11

انتصر الشعب و سقط النظام


خرجت الهتافات المصرية تنادى بسقوط النظام و مرت الأيام و سقط النظام.

شرارة الثورة التى أشعلها شباب مصر يوم 25 يناير أتت ثمارها فى اليوم الثامن عشر .. سقط النظام و انتصر الشعب.

الناس التى خرجت تدافع عن إرادتها و تمسكت مؤمنة بمجتمعها الذى نادى بالحرية و تعرض للبطش .. سعى للحرية و تعرض للمنع .. قرر هدم نظام له جبروت يقتل الحريات و يمنع العدالة.

انتصرت عدالة الشعب و سقط النظام بعد تمرد المصريين الذين نفضوا عن أنفسهم غبار الاستبداد و الاستعباد .. سقط النظام على يد شعب غسل النفاق فى أيام بعد ما كان الزيف يغمره لسنوات.

ضرب المصريون المثل الأروع فى ثورة بيضاء لم يكن القائمون بها يهتفون بالنار و الخراب و لكنهم يغنون بحناجرهم .. يعزفون بأصواتهم أنشودة فى حب مصر .. يطالبون بدمائهم الطاهرة أن تحيا حبيبتنا مصر.

عاشت مصر و لا تزال لترى ولادتها من جديد .. تقوم روحها على تمرد ضد الفساد.

خرجت مصر لتعلن أنها لا تموت لأن شعبها حر كريم لا يقبل الخضوع و الاستسلام.

عشنا أياما لثورة بيضاء مرت أيامها بفخر و اعتزاز لكل مصرى فى الداخل و الخارج.

تمرد شعبى خرج ضد التفريط فى الكرامة .. تمرد شعبى عاد بالكرامة و رفض الاستسلام لأمر واقع ينام و يستيقظ على حياة ينعم بها أهل السلب و النهب بينما يموت الشرفاء.

لكن الثورة أكدت أن شرفاء الحق الذين يدافعون عن وطنهم و كرامتهم لا يموتون بل تظل أرواحهم باقية ذكرى تنفع الظالمين حتى يتعظوا و ذكرى للمظلومين ألا يخافوا طالما كانوا وراء الحق يدافعون و عنه لا يتخلون.

إن صفحات التاريخ تقدر من يضحى بحياته حتى يظل محافظا على كرامته و احترامه لنفسه و لا يذكر التاريخ من يضحى باحترامه لنفسه لكى يحافظ على حياته .. و سيذكر التاريخ شهداء ثورتنا البيضاء بكل الفخر و الحب.

يقدم المصريون فنونا من أدب الاحتجاج و التظاهر دون تدمير أو تخريب .. تظهر ثورة مصرية بيضاء لتعلم العالم أن مصر تعيش بشعبها و لن تموت طالما حفظها الله.. نكتشف الآن أننا الشعب المتحضر فى الاحتجاج و كل ما كان يقال كان وهما و عيبا فى حقنا.

علينا الاهتمام بثورتنا المصرية فلا ينبغى أن تنقلب إلى ضياع و تخرج عن مسارها الناجح .. فهذه الثورة ستعيد الروح لمصر بسواعد أبنائها طالما كانت النوايا خالصة لوجه الله و لمصلحة الوطن.

ثورتنا المصرية نريدها أن تسجل الديمقراطية فى ختام دفاترها التى لن تغلق إلا بمصر مدنية داعمة للحرية المسئولة و الديمقراطية.

ثورة نجحت فى هدم المعبد على الفاسدين .. يشكروا على حسناتهم .. و يعاقبوا على سيئاتهم كما تعلمنا من عدالة السماء.

أتمنى نجاح التغيير الذى قامت عليه الثورة فى تغير حياتنا للأفضل.

نتغير لمجتمع نوقر فيه الكبير و نراعى فيه الصغير .. نحترم أنفسنا و نقر بآدميتنا و حقوقنا و تنفيذ العدالة .. عندها نرضى عن أنفسنا و يحترمنا العالم و يعرف قيمتنا الحقيقية التى ترفض أى تدخل فى أمورنا .. و التاريخ يشهد لنا بقدرتنا على طرد أى مستعمر من بداية عهدنا و حتى الآن و فى أى وقت يأتى بعد هذه اللحظة.

نريد أن نخرج من هذه الثورة بنجاحات نراعى فيها الله فى أعمالنا و بين جيراننا .. نحارب الأمور السيئة .. لن نقيم مجتمع الفضيلة .. لكن علينا أن نقيم مجتمعا يعرف الحق فيتبعه و يكون أساس حكمه العدل قولا و فعلا.

نريد أن نعيش واقعا مدنيا حرا لا يعتمد على التصفيق و الهتاف و إنما تقوم قيامته على الرضا عن النفس بالعمل و الكد و الاجتهاد.

نريد حاكما يختار بطانته من الناس و يحكم لخدمة الناس لا لخدمة الكرسى الذى يستقر عليه و إذا شعر بحلاوته مات عليه جالسا و قد نسى أنه سيقف يوما بين يدى الرحمن.

عشنا و شوفنا ثورة كان فيها التمرد لحساب قضية عامة تنادى بمصلحة مصر أولا و أخيرا.

رأينا شبابا يجب أن نفتخر بهم و حمتنا قوات مسلحة أكدت أنها للشعب و لا شىء غير الشعب تدافع عنه.. أعتز و أفخر بقواتنا المسلحة .. سلما و حربا.

حضرنا ثورة لا ينبغى سرقتها .. ثورة شريفة ناصعة البياض .. لا تأكل من كنتاكى بل تأكل و تبلع حب مصر.

ثورة مصرية لم تقم على مصلحة فردية لكنها قامت على زيادة قوة مجتمعنا بكفاءة تعيد له الثقة و التعامل بحرية و كرامة بعدالة و إنسانية دون إهدار لحقوق المواطنين.

ثورة نتعلم منها أن تحدى الأمر الواقع ليس بالصعب و أن الخوف لا مجال له لمن يطالب بالحق .. فالحياة لا تعرف سوى الكفاح و التمرد الساعى للنجاح و لا يكون التمرد لمجرد التمرد.

إنما التمرد يكون من أجل قيام مجتمع ينادى بثورة و حرية تعيد للناس احترامهم بعيدا عن ذل يكتم الأنفاس و تغيب فيه الحقائق فيصبح الإنسان المواطن مشوشا لا يعرف وجودا لنفسه و عندما تضيع النفس لا تجد لها مكانا بل يترحم عليها أصحابها.

أكدت ثورتنا المصرية الشعبية فى 25 يناير أننا نستطيع قراءة الفاتحة على خوفنا و التطلع لحياة بعيدة عن الفساد و الاستعباد و إذا أردنا أن نجنى ثمار الثورة فالاستجابة الآن لساعة العمل التى تحتاج مصر لكل من يحبها أن يصدق فيها لوطنه فقط.

عاشت مصر و تبقى طالما قلبها ينبض بأحرار شعبها.

ليست هناك تعليقات: