خرجت الهتافات المصرية تنادى بسقوط
النظام و مرت الأيام و سقط النظام.
شرارة الثورة التى أشعلها شباب مصر
يوم 25 يناير أتت ثمارها فى اليوم الثامن عشر .. سقط النظام و انتصر الشعب.
الناس التى خرجت تدافع عن إرادتها و
تمسكت مؤمنة بمجتمعها الذى نادى بالحرية و تعرض للبطش .. سعى للحرية و تعرض للمنع
.. قرر هدم نظام له جبروت يقتل الحريات و يمنع العدالة.
انتصرت عدالة الشعب و سقط النظام بعد
تمرد المصريين الذين نفضوا عن أنفسهم غبار الاستبداد و الاستعباد .. سقط النظام
على يد شعب غسل النفاق فى أيام بعد ما كان الزيف يغمره لسنوات.
ضرب المصريون المثل الأروع فى ثورة
بيضاء لم يكن القائمون بها يهتفون بالنار و الخراب و لكنهم يغنون بحناجرهم ..
يعزفون بأصواتهم أنشودة فى حب مصر .. يطالبون بدمائهم الطاهرة أن تحيا حبيبتنا
مصر.
عاشت مصر و لا تزال لترى ولادتها من
جديد .. تقوم روحها على تمرد ضد الفساد.
خرجت مصر لتعلن أنها لا تموت لأن
شعبها حر كريم لا يقبل الخضوع و الاستسلام.
عشنا أياما لثورة بيضاء مرت أيامها
بفخر و اعتزاز لكل مصرى فى الداخل و الخارج.
تمرد شعبى خرج ضد التفريط فى الكرامة
.. تمرد شعبى عاد بالكرامة و رفض الاستسلام لأمر واقع ينام و يستيقظ على حياة ينعم
بها أهل السلب و النهب بينما يموت الشرفاء.
لكن الثورة أكدت أن شرفاء الحق الذين
يدافعون عن وطنهم و كرامتهم لا يموتون بل تظل أرواحهم باقية ذكرى تنفع الظالمين
حتى يتعظوا و ذكرى للمظلومين ألا يخافوا طالما كانوا وراء الحق يدافعون و عنه لا
يتخلون.
إن صفحات التاريخ تقدر من يضحى بحياته
حتى يظل محافظا على كرامته و احترامه لنفسه و لا يذكر التاريخ من يضحى باحترامه
لنفسه لكى يحافظ على حياته .. و سيذكر التاريخ شهداء ثورتنا البيضاء بكل الفخر و
الحب.
يقدم المصريون فنونا من أدب الاحتجاج
و التظاهر دون تدمير أو تخريب .. تظهر ثورة مصرية بيضاء لتعلم العالم أن مصر تعيش
بشعبها و لن تموت طالما حفظها الله.. نكتشف الآن أننا الشعب المتحضر فى الاحتجاج و
كل ما كان يقال كان وهما و عيبا فى حقنا.
علينا الاهتمام بثورتنا المصرية فلا
ينبغى أن تنقلب إلى ضياع و تخرج عن مسارها الناجح .. فهذه الثورة ستعيد الروح لمصر
بسواعد أبنائها طالما كانت النوايا خالصة لوجه الله و لمصلحة الوطن.
ثورتنا المصرية نريدها أن تسجل
الديمقراطية فى ختام دفاترها التى لن تغلق إلا بمصر مدنية داعمة للحرية المسئولة و
الديمقراطية.
ثورة نجحت فى هدم المعبد على الفاسدين
.. يشكروا على حسناتهم .. و يعاقبوا على سيئاتهم كما تعلمنا من عدالة السماء.
أتمنى نجاح التغيير الذى قامت عليه
الثورة فى تغير حياتنا للأفضل.
نتغير لمجتمع نوقر فيه الكبير و نراعى
فيه الصغير .. نحترم أنفسنا و نقر بآدميتنا و حقوقنا و تنفيذ العدالة .. عندها
نرضى عن أنفسنا و يحترمنا العالم و يعرف قيمتنا الحقيقية التى ترفض أى تدخل فى أمورنا
.. و التاريخ يشهد لنا بقدرتنا على طرد أى مستعمر من بداية عهدنا و حتى الآن و فى
أى وقت يأتى بعد هذه اللحظة.
نريد أن نخرج من هذه الثورة بنجاحات
نراعى فيها الله فى أعمالنا و بين جيراننا .. نحارب الأمور السيئة .. لن نقيم
مجتمع الفضيلة .. لكن علينا أن نقيم مجتمعا يعرف الحق فيتبعه و يكون أساس حكمه
العدل قولا و فعلا.
نريد أن نعيش واقعا مدنيا حرا لا
يعتمد على التصفيق و الهتاف و إنما تقوم قيامته على الرضا عن النفس بالعمل و الكد
و الاجتهاد.
نريد حاكما يختار بطانته من الناس و
يحكم لخدمة الناس لا لخدمة الكرسى الذى يستقر عليه و إذا شعر بحلاوته مات عليه
جالسا و قد نسى أنه سيقف يوما بين يدى الرحمن.
عشنا و شوفنا ثورة كان فيها التمرد
لحساب قضية عامة تنادى بمصلحة مصر أولا و أخيرا.
رأينا شبابا يجب أن نفتخر بهم و حمتنا
قوات مسلحة أكدت أنها للشعب و لا شىء غير الشعب تدافع عنه.. أعتز و أفخر بقواتنا
المسلحة .. سلما و حربا.
حضرنا ثورة لا ينبغى سرقتها .. ثورة
شريفة ناصعة البياض .. لا تأكل من كنتاكى بل تأكل و تبلع حب مصر.
ثورة مصرية لم تقم على مصلحة فردية
لكنها قامت على زيادة قوة مجتمعنا بكفاءة تعيد له الثقة و التعامل بحرية و كرامة
بعدالة و إنسانية دون إهدار لحقوق المواطنين.
ثورة نتعلم منها أن تحدى الأمر الواقع
ليس بالصعب و أن الخوف لا مجال له لمن يطالب بالحق .. فالحياة لا تعرف سوى الكفاح
و التمرد الساعى للنجاح و لا يكون التمرد لمجرد التمرد.
إنما التمرد يكون من أجل قيام مجتمع
ينادى بثورة و حرية تعيد للناس احترامهم بعيدا عن ذل يكتم الأنفاس و تغيب فيه
الحقائق فيصبح الإنسان المواطن مشوشا لا يعرف وجودا لنفسه و عندما تضيع النفس لا
تجد لها مكانا بل يترحم عليها أصحابها.
أكدت ثورتنا المصرية الشعبية فى 25
يناير أننا نستطيع قراءة الفاتحة على خوفنا و التطلع لحياة بعيدة عن الفساد و
الاستعباد و إذا أردنا أن نجنى ثمار الثورة فالاستجابة الآن لساعة العمل التى
تحتاج مصر لكل من يحبها أن يصدق فيها لوطنه فقط.
عاشت مصر و تبقى طالما قلبها ينبض
بأحرار شعبها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق