أكتب إليكم الآن باحثا عن النور السعيد في
حياتنا فهل هو موجود أم أن الحياة أصبحت مظلمة من كثرة ما نراه و نسمعه و نعيشه؟
الحياة مليئة بالمتناقضات فلا يوجد شىء فى
هذه الدنيا يطغى على الآخر فالخير أمامه الشر و الجمال يلازمه القبح و الذل يواجه
الكرامة و الأهلى ينافسه الزمالك.
أحمد الله على اختراع الكهرباء الذي سهل
لنا الحياة و أضاء لنا الكون و أصبح لدينا التليفزيون و الراديو و الانترنت و
المطابع و المخترعات المفيدة جميعها و التى تعمل بالكهرباء.
و لولا الكهرباء لما كان هناك علاج لمن ضاع
عقله و لولا الكهرباء لما كان هناك دم لمن يحتاجه بالمستشفيات و لولا الكهرباء لما
كنت أنت تقرأ المكتوب.
Earth Hour
أو ما يطلقون عليه ساعة الأرض دعوة كى يتذكر الناس ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء و
ذلك بإطفاء الأنوار لمدة ساعة لحماية الكوكب الأزرق من الاحتباس الحرارى الذى
نعانى منه الآن فى مصر.
و بمناسبة الاحتباس الحراري و الجو البارد
الحار الذى أصبحنا نعيش فيه فإنني أتعجب من كتب المدرسة التى كانت تشير إلى أن جو
مصر معتدل صيفا و دافىء شتاء.
و ينطبق هذا الجو على من يمتلك قدرة مالية
على الذهاب للمصيف فى المدن الساحلية و الجلوس بالشهور فى الشاليهات و الذهاب
لقضاء الشتاء فى الأقصر و أسوان أو أن الكريم أعطاه ميزة السكن فى تلك المناطق
المذكورة.
فجو مصر خصوصا فى القاهرة أصبح جوا لا يطاق
فهو حار جدا و بارد جدا و لا اعتدال إلا فى نظر السائحين الذين يتمتعون بصحة
تجعلهم يرتدون أخف الملابس فى الشتاء عندنا و أنت تمشى بجوارهم مرتديا كوفية طابقة
على زمارة رقبتك و جاكت عايم فيه و ما وراء الجاكت كان اعظم.
نعود سريعا لموضوع ساعة الأرض تخيل أننا
نطفىء فى حياتنا السىء و لا نسلط عليه الضوء فهل سينتشر بيننا لأننا لا نواجهه أم
انه سيموت لأننا لا نهتم به؟
و هذا ما يدفعنا للحديث عن فكرة نصف الكوب
و انظر للكوب كله و لا تنظر للفارغ فقط.
إيه رأيك لو تخيلنا ساعة مظلمة و نحن بلا
أضواء بعيدا عن أي هالات أو ظلال.
تخيل فى هذه الساعة المظلمة أنك لا ترى رغم
نعمة البصر التى منحها الله إليك لكن أحيانا ترى القلوب و تعمى الأبصار.
هل نحن نرى أم مجرد مشاهدين لما يدور حولنا
دون أن كون لنا دور و لو حتى بالكلام و أضعف الإيمان.
تخيل أن ساعة مظلمة يمكن أن تغير حياتك
تجعلك تفكر فى ترك المساوىء و الاتجاه نحو الأفضل.
ساعة مظلمة تحاسب فيها نفسك و تقرر التغيير
من أجل المصلحة العامة و ليس من أجلك أنت.
ساعة مظلمة تفكر فى الآخرين الذين حرمهم
الله من نور البصر لكنهم حمدوا الله و قدموا لنا النماذج العظيمة كالدكتور طه
حسين.
ساعة مظلمة تعرف فيها أن هناك من لا يجد
طعاما أو شرابا و لا يرى ليلا لعدم وجود الكهرباء و يشترى ملابسا جديدة كل فين و
فين، و خالص تحياتى لمن تنقطع الكهرباء لديه دوما او محروم منها بالأساس فهو أول
من يشارك فى ساعة الأرض دون دعوة من أحد.
ساعة مظلمة عندما تقترب من نهايتها تسعى
وقتها لأن لا ترى كل فاسد لا يستحق الوجود فى الحياة و ما أكثرهم.
ساعة مظلمة لحماية الكوكب الأزرق و ساعة
مظلمة أخشى أن ننسى فيها الوقفة المصرية بحيث يستغل البعض هذه الساعة فى زيادتنا
واحد و ربنا يزيد و يبارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق